Date: Dec 10, 2018
Source: جريدة النهار اللبنانية
مفاوضات اليمن عالقة بين مطار صنعاء وميناء الحديدة واشنطن لن توقف دعمها العسكري للتحالف
أعلنت الحكومة اليمنية السبت أنّها عرضت على المتمرّدين الحوثيين الذين تتفاوض وإيّاهم في أسوج في رعاية الأمم المتحدة، إعادة فتح مطار صنعاء الخاضع لسيطرتهم ولكن شرط تحويله إلى مطار داخلي على أن يكون في البلاد مطار دولي وحيد في عدن الخاضعة لسيطرتها.

وصرح وزير الخارجية اليمني خالد اليماني على هامش محادثات السلام: "إنّنا على استعداد اليوم لفتح مطار صنعاء... ولكن لدينا رؤية أن تكون عدن هي مطار السيادة الرئيسي للجمهورية والمطارات الأخرى في اليمن تكون مطارات داخلية".

وأضاف :"إن قبل الطرف الآخر، الطرف الانقلابي، أن يخوض هذه التجربة وهي تجربة سيادية، سيكون في إمكان الطائرات أن تأتي إلى عدن وتغادر إلى صنعاء أو الحديدة أو المطارات الأخرى... وتعود إليها من عدن وتغادر إلى الخارج".

واعتبر أن "هذه رؤية سيادية نعتقد أنها تحمي مصالح الشعب اليمني وتدافع عن مصالح كل اليمنيين ولا تفرق بين اليمنيين". وشدّد على ضرورة ان يكون ميناء الحديدة تحت "سيادة" الحكومة اليمنية. ويواصل وفدا الحكومة والمتمردين الحوثيين محادثاتهما التي بدأت الخميس في ريمبو بأسوج في رعاية الأمم المتحدة، في محاولة لإيجاد حل لنزاع أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل ودفع 14 مليون شخص الى حافة المجاعة. ومن المتوقع أن تستمر هذه المحادثات أسبوعاً. ويسيطر المتمردون على العاصمة صنعاء منذ عام 2014، فيما يسيطر تحالف عسكري بقيادة السعودية داعم للحكومة اليمنية، على أجواء اليمن.

وتضرّر مطار صنعاء جرّاء القصف، وهو مقفل منذ ثلاث سنوات لدى بداية التدخل العسكري للتحالف. وفي ما يتعلق بميناء الحديدة في غرب البلاد، أكد اليماني وجوب أن يكون تحت "سيادة" الحكومة اليمنية، قائلاً: "يجب أن يبقى الميناء جزءاً سيادياً وجزءاً من وظائف وزارة النقل اليمنية التي هي مسؤولة عن المنافذ والموانئ اليمنية". وأضاف: "إننا نقبل أن يدير الميناء عناصر الادارة التي عملت في الميناء وفقا لقوانين عام 2014" أي قبل سيطرة المتمردين عليه.

وتخضع الحديدة لسيطرة المتمرّدين منذ 2014، وتحاول القوات الحكومية بدعم من التحالف العسكري بقيادة السعودية استعادتها منذ حزيران الماضي.

واشتدّت المواجهات الشهر الماضي ما أثار مخاوف الامم المتحدة ومنظمات من حصول كارثة إنسانية في حال توقف ميناء المدينة عن العمل. وتمرّ عبر الميناء غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين اليمنيين الذين يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة.

الى ذلك، رأت العضو في وفد الحكومة اليمنية رنا غانم ان المتمردين الحوثيين "غير جديين" في المفاوضات، وقالت للصحافيين: "دوماً التوقعات تأتي من خلال التجربة، ومن خلال التجربة سأقول لا. أنهم غير جديين". وغانم هي المرأة الوحيدة التي تشارك في محادثات السلام ضمن الوفدين. وأعربت عن أملها في أن تؤدي هذه المحادثات "على الأقل إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني". وانهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت.

وأوضح وفد الحكومة اليمنية وناطق باسم المتمردين ومبعوث الأمم المتحدة في وقت سابق أن هذه المحادثات لا تهدف الى ايجاد حل سياسي للنزاع.

وأكدت غانم أن طرفي النزاع اليمني لم يلتقيا وجهاً لوجه حتى الآن، مع تنقّل موفد الامم المتحدة مارتن غريفيث وفريقه بينهما. لكنها أشارت إلى وجود أحاديث "غير رسمية" مع المتمردين على هامش المفاوضات. وقلّل مسؤول في الأمم المتحدة شأن التصريحات التصعيدية بين الطرفين. وقال:"يجب التفريق بين التصريحات العلنية والحوارات في الكواليس".

من جانبه شدّد غريفيت في بيان على حسن نيّة طرفي المفاوضات.

في غضون ذلك، حذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة السبت من أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن يؤثر على نحو 20 مليون شخص في البلد الافقر في شبه الجزيرة العربية، قائلة إن النزاع المستمر منذ عام 2015 هو "السبب الرئيسي" لذلك. وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" وبرنامج الغذاء العالمي وصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسيف" ومنظمات أخرى في تقرير مشترك أن هناك 15,9 مليون يمني يعانون الجوع حالياً، داعية إلى "توسيع إطار المساعدات الإنسانية بشكل عاجل" لإنقاذ ملايين اليمنيين.

المساعدة الاميركية

وفي واشنطن، قال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون منطقة الخليج تيموثي ليندركينغ خلال منتدى أمني في دولة الإمارات العربية المتحدة، إن الولايات المتحدة تريد الاستمرار في دعم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وإنها ستواصل المشاركة في جهود التصدي للنفوذ الإيراني والتشدد الإسلامي هناك.

وتتعرض الإدارة الأميركية لضغوط في الداخل، بسبب الصراع الدائر منذ ما يقرب من أربع سنوات والذي دفع اليمن إلى شفا المجاعة، وذلك منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الأول. وصوّت مجلس الشيوخ الأميركي الشهر الماضي على طرح مشروع قرار لإنهاء الدعم العسكري الأميركي، الذي يشمل مبيعات أسلحة وتبادل معلومات استخبارية، للتحالف العربي المدعوم من الغرب.

وقال ليندركينغ:"من الواضح أن هناك ضغوطا من الداخل... إما بالانسحاب من الصراع وإما وقف مساندتنا للتحالف... وهو ما تعارضه بشدة الإدارة" الأميركية. وأضاف: "نعتقد حقاً أن دعم التحالف ضروري. إذا أوقفنا دعمنا فإن ذلك سيبعث برسالة خاطئة". وأوقفت الولايات المتحدة الشهر الماضي إعادة تزويد طائرات التحالف الوقود. وأُلقيت مسؤولية مقتل آلاف المدنيين في اليمن على الغارات الجوية التي شنها التحالف.