| | Date: Dec 5, 2018 | Source: جريدة الحياة | | الحريري إلى باريس ولندن لإنعاش "سيدر" وعون: لن نسمح بإعادة عقارب الساعة الى الوراء | بيروت - "الحياة
أكدت "كتلة المستقبل" النيابية أن "الجيش اللبناني مسؤول دون سواه عن أمن الحدود وسلامتها، وأن الدولة اللبنانية تلتزم بشكل كامل القرارات الدولية التي ترعى هذه السلامة، لا سيما القرار 1701 الذي تتولى تنفيذه قوات الطوارئ الدولية بالتعاون مع السلطات الشرعية اللبنانية، وأية مواقف أخرى تقع في إطار التصعيد غير المقبول للأوضاع".
وتوقفت الكتلة في بيان بعد اجتماعها أمس، برئاسة النائب بهية الحريري "عند مسلسل الفتنة الذي تجاوز الأسبوع وهو يطاول المقامات والأشخاص والبلد والأمن، مسلسل يقوم أبطاله بنبش القبور وحقن الصدور من دون أن ترفّ لهم عين، ويفترون على الأحياء والأموات ويثيرون الفتن المذهبية والمناطقية ليتلطوا خلفها بعيداً عن أعين العدالة، مسلسل يريد أبطاله أن ينتهي المشهد بمظلومية وهمية تحوّل المعتدي إلى ضحية وترى في تطبيق العدالة مسألة استنسابية وتصوّر قيام الأمن بواجباته غزوة جاهلية".
وسألت: "هل أضحى جرم القدح والذم والإفتراء على الأحياء وعلى الأموات حرية رأي؟ وهل أصبح جرم اذكاء نار الفتنة المناطقية والمذهبية وتحريض الناس على ذلك موقفا سياسيا؟ وهل بات جرم تهديد الرئيس سعد الحريري والقاضي سمير حمود واللواء عماد عثمان بالقتل فشّة خلق؟".
كما سألت: "هل صار جرم إعداد الكمين للقوى الأمنية عن سابق تصور وتصميم مفخرة وإنجازا؟ وهل تحوّل اللجوء إلى القضاء، لردع المعتدي عن التمادي في ارتكاب جرائمه، تعسّفا في استعمال السلطة؟ وهل قيام القوى الأمنية بتنفيذ مذكرة الإحضار بحق المبلّغ مرّتين المتمنّع عن حضور التحقيق يشكل تجاوزاً للقانون؟ وهل الجهر بالقول بالقيام بنشر المسلحين على التلال والأسطح والتربّص بالقوى الأمنية لم يعد يشكل جرم تأليف المجموعات المسلّحة والإعتداء على أمن الدولة". وأضافت: "هل الإفتراء على قوى الأمن الداخلي، باتهامها بقتل المرحوم محمد بو ذياب بات حقيقة لا جدال فيها على رغم نفي القوى الأمنية أن تكون عناصرها قد أطلقت طلقة واحدة وتأكيد المختار أنه لم يشاهد أي إطلاق نار من قبل قوى الأمن الداخلي التي كان يرافقها، لم يعد جرماً جزائياً".
ولفت البيان إلى أن "الكتلة يسوؤها ما حدث وخصوصاً ما أسفر عنه من موت المرحوم محمد بو ذياب الذي تطلب لنفسه الرحمة والراحة، كما وتتقدّم من أهله ومن أهل الجاهلية عموماً بوافر العزاء". وأهابت الكتلة بـ"الجميع ترك الأمر للقضاء الذي يستطيع وحده تحديد المسؤولية وتحقيق العدالة". وأكدت أن "القضاء يملك من القدرة على استعمال الوسائل العلمية التي من شأنها تحديد إتجاه الرصاصة وتحديد الجهة التي يكون قد صدر منها إطلاق الرصاصة التي أصابت المرحوم بو ذياب".
وشددت على أن "الوطن غال كما الحريات، ولا وطن بدون سيادة حكم القانون"،
وقالت: "إن قوى ترفع الخطوط الحمر بوجه قضائها وأمنها لا تُبقي على وطن،
وإن الالتفاف حول الحليف بعصبية عمياء هو سقوط في أحضان الجاهلية البغضاء".
ويتوجه الرئيس الحريري على رأس وفد اقتصادي إلى باريس ولندن في العاشر والثاني عشر من الشهر الجاري حيث سيقدم اقتراحات لحث المستثمرين الفرنسيين والانكليز على الاستثمار في مشاريع البنى التحتية التي أقرها "البرنامج الاستثماري الوطني"(سيدر).
وأشار المستشار الاقتصادي للرئيس الحريري نديم المنلا لـ "المركزية" إلى أن "في سياق التحضيرات لما بعد إقرار مساعدات "سيدر"، يقوم الرئيس الحريري بالتواصل مع القطاع الخاص في عواصم أساسية عدة لاطلاعه على المشاريع المقرة وتشجيعه على الاستثمار فيها، في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص".
وأوضح أن "البرنامج الاستثماري يتضمن العديد من المشاريع، جزء منها ستنفذه شركات أجنبية، وجزء آخر بالشراكة بين القطاعين العام والخاص (اللبناني-والأجنبي). لذلك نقوم بإطلاع القطاع الخاص في كل من باريس ولندن على المشاريع التي يمكن أن يساهموا في تنفيذها أو الاستثمار فيها، كالاوتوسترادات، أو السدود، أو الكهرباء".
ولفت إلى أن "اجتماع باريس سيكون في حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك، رئيس هيئة إدارة قطاع البترول وليد نصر، وسيعقد في غرفة التجارة والصناعة الفرنسية، ويجمع القطاع الخاص الفرنسي برجال أعمال لبنانيين. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الحريري بوزير المال الفرنسي برونو لومير".
وأضاف أن "المحطة الثانية ستكون في لندن، حيث تنظم السفارة اللبنانية مؤتمرا تحت عنوان "منتدى الأعمال والاستثمار اللبناني-البريطاني على مدى يوم كامل، في حضور وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال رائد خوري ووزير الطاقة سيزار أبي خليل".
وأشار الى أن "مروحة اللقاءات والمؤتمرات ستتوسع في الاشهر المقبلة لتشمل دولا اخرى كألمانيا وأميركا وغيرها من الدول"، مشدداً على أن "الأزمة الحكومية لن تثنينا عن مواصلة جهودنا".
عون: لن نسمح بإعادة عقارب الساعة الى الوراء
قال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون إن "ما سمعناه في الأيام القليلة الماضية من كلام وما استتبعه من ردود فعل، لم يسئ الى شخص أو فريق أو جماعة، بل أساء الى الوطن والى جميع أبنائه من دون تمييز وكاد أن يعيد عقارب الساعة الى الوراء وهذا ما لن نسمح به أبداً".
جاء ذلك في كلمة له مساء أمس أثناء احتفال المكتبة الوطنية اللبنانية التي تم استحداثها في مبنى قديم وسط بيروت بهبة من دولة قطر، في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والعديد من الوزراء والسفراء.
وألمح الرئيس عون إلى الأحداث الأخيرة التي وقعت في لبنان من التراشق الكلامي الذي أدى إلى ملاحقة الوزير السابق وئام وهاب قضائيا، ومن ثم حادث مقتل مرافقه أثناء قيام قوة من قوى الأمن الداخلي بإحضاره للتحقيق معه بناء لإشارة النيابة العامة التمييزية، وردود الفعل على كل ما حصل.
واعتبر أن "الدولة القادرة والعادلة التي نعمل جميعاً على تثبيت أركانها لا يمكن أن تكون تحت رحمة كلمة من هنا وردة فعل من هناك خصوصا اذا كان ما يقال يهدد السلم الأهلي ويسيء الى الكرامات".
وأضاف: "الإستقرار الذي ينعم به لبنان لن يستطيع أي طرف، الى أي جهة سياسية أو حزبية انتمى أن يستهدفه، لاسيما أن المؤسسات القضائية والأمنية قادرة على وضع حد للتجاوزات في القول أو في ردود الفعل وعازمة على تصحيح الأخطاء في الأداء عندما تقع".
ورأى أنه "يجدر بكل القيادات أن تعي دقّة الظرف الذي يمر به الوطن، وسط ممارسات معادية، وتهديدات متزايدة، مضافة الى ما يلحق بنا من أضرار مالية واقتصادية بحيث صار من الواجب علينا جميعاً توحيد الجهود للخروج من هذا الوضع".
واعتبر أن "لبنان الذي يفتقر للموارد وللثروات الطبيعية، والذي يدفع على الدوام ضريبة أزمات المحيط وتضارب المصالح الدولية، من أمنه واستقراره واقتصاده ويرزح اليوم تحت وطأة أزمة سياسية وأخرى اقتصادية، له وجه آخر لا يمكن أن نسمح لضجيج الحاضر أن يحجبه. هو وجه الإبداع اللبناني الذي تكلّم وكتب بكل لغات الحضارات التي تعاقبت على أرضه، فكتب الفكر والفلسفة والعلوم باليونانية، والشرائع والقوانين باللاتينية، وأغنى العربية أدباً وفكراً وفلسفة بعد أن حافظ عليها وعلى أصالتها في موجة التتريك، وله بصماته أيضاً في العديد من اللغات الحية في العالم".
"الكتائب": لضبط السلاح المتفلت وغير الشرعي
حذّر حزب "الكتائب" اللبنانية من "اخطار حقيقية تهدّد الدولة والكيان"، وأكد أن "لا حل في لبنان الا بسيادة الدولة كاملة على اراضيها، وضبط السلاح المتفلت وغير الشرعي، وحماية استقلالية القضاء، ليبقى حصن الوطن والمواطن، وعدم الاستهانة بالدستور والقانون عند كل استحقاق" .
واعتبر في بيان بعد اجتماعه برئاسة رئيسه النائب سامي الجميل أن "سوء الأداء السياسي والاقتصادي قاد البلاد الى حدود الشلل والانهيار، اما الوضع الامني فيشهد اهتزازات خطيرة تنذر بالاسوأ، في غياب دولة القانون والعدالة والمساواة، فيما الوحدة الداخلية تتفكك، والمواطنون قلقون على المصير". وقال: "امام فشل الافرقاء المعنيين بتشكيل الحكومة، وتغليب مصالحهم على مصلحة الوطن، يجدد حزب الكتائب مطالبته بتشكيل حكومة اختصاصيين، في موازاة عقد مؤتمر وطني في المجلس النيابي تطرح فيه كل القضايا المصيرية" .
ولفت الى إن "إستهتار السلطة السياسية بمعيشة المواطنين وسعيها الى كسب ودّهم على ابواب الانتخابات النيابية، دفعها الى تقدير عشوائي لكلفة سلسلة الرتب والرواتب، وها هي اليوم تحاول التنصل من مسؤولياتها بحجة عدم توافر التمويل اللازم، عبر تحميل موظفي القطاع العام تبعات فشلها، ووضع اللبنانيين، موظفين وأرباب عمل، مرة جديدة في مواجهة بعضهم بعضا" .
واذ رفض "الكتائب"، المس بالسلسلة، حذر من "مشكلة اكبر وهي عجز الدولة عن دفع الرواتب كلها لا تجميد مفاعيل السلسلة فحسب"، ودعا الى إعتماد خطة الكتائب الاقتصادية الانقاذية التي سبق له وأعلنها وتبدأ، بـ: "وضع موازنة تترجم سياسة تقشفية لكل مؤسسات الدولة وإداراتها. حل مشكلة الكهرباء عبر بناء معامل دائمة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص. وقف التوظيف العشوائي في القطاع العام وتجميد التوظيف لسنة 2019، وتكليف شركة تدقيق دولية وضع دراسات لاحتياجات القطاع العام البشرية وتنقية الإدارة من الوظائف الوهمية التي تساوي 30 في المئة من الوظائف الرسمية، أي أكثر من بليوني دولار سنويا. مكافحة التهرب الضريبي الذي يبلغ 4,2 بلايين دولار سنويا عبر تفعيل عمل الأجهزة الرقابية ودعمها بالقدرات البشرية والتقنية اللازمة".
إجتماع "الاشتراكي" و"حزب الله": همّ مشترك الاستقرار في لبنان وابعاد أي اهتزاز الأمني
في اطار مساعي احتواء حادثة الجاهلية، زار وفد من الحزب "التقدمي الاشتراكي" ضم الوزير السابق غازي العريضي والنائب وائل ابو فاعور، المعاون السياسي للامين العام لـ "حزب الله" حسين الخليل. وكان تشديد من الطرفين على أهمية الحفاظ على الامن، ليس فقط في الجبل، انما في كل المناطق اللبنانية. وقال العريضي: "هذا اللقاء ليس الأول لكن ربما يكتسب اهمية معينة بسبب الظروف التي شهدها البلد ويأتي في سياق في إطار التنسيق وفق الروحية التي تم الاتفاق عليها منذ سنوات بيننا وبين حزب الله وهو على قاعدة ان ثمة خلافا واحيانا تظهر تباينات في وجهات النظر وخلافات حول تقييم مواقف سياسية داخلية او خارجية، الاتفاق في العنوان الاساس الذي انتظمنا تحته هو تنظيم هذا الخلاف لما لا ينعكس سلبا على العلاقة والتنسيق وروحية الحرص على العلاقة المشتركة ومناقشة كل القضايا".
وأضاف: "حققنا في المرحلة السابقة انطلاقا من هذه الروحية والقناعة الكثير من الايجابيات في معالجة قضايا كثيرة سواء على مستوى المناطق التي نتواجد فيها ام على المستوى الوطني العام في مقاربة امور، ونأمل بأن نعود ايضا الى مقاربتها بشكل اساس خصوصا منها الموضوع الاقتصادي الاجتماعي المالي والتقينا في مراحل عديدة وفي مواقع عديدة مع الحزب على طاولة مجلس الوزراء وفي المجلس النيابي وايضا في استحقاقات معينة".
وعن الاجتماع قال: "كالعادة سادته روحية هذا التفاهم والصراحة والوضوح في مقاربة الامور انطلاقا من الحرص والتفاهم والاستمرارية في التنسيق والتواصل، مع التأكيد على اننا مؤمنون ومقتنعون بضرورة الاحتكام الدائم الى الدولة ومؤسساتها والقانون والقضاء لأننا حريصون على الامن والاستقرار في لبنان وابعاد الساحة اللبنانية على اي مشكل امني او اهتزاز امني في اي منطقة من المناطق".
أما الخليل فقال: "القاسم المشترك الاساس الذي ساد هذه الجلسة ان هناك بعض التمايز في المواقف السياسية الكبيرة اوالصغيرة التي لها علاقة بالاقليم والمنطقة والساحة الداخلية ولكن الهم المشترك والقاسم المشترك هو ان يرى كيف يمكننا ان نحيّد لبنان عن اي مطب امني او اي انتكاسة امنية، ليس فقط في الجاهلية والشوف والجبل انما ايضا على مستوى كل الساحة اللبنانية. هذا هم مشترك بيننا وبين الحزب الاشتراكي. سعينا في الماضي على تحقيقه واليوم خلال الجلسة اكدنا على هذا الموضوع، واعتقد ان تدخل حزب الله او نصيحته لبعض المسؤولين او القادة السياسيين والامنيين في البلد كانت تصبّ في هذا المنحى وادت الى تجنيب البلد كارثة كبيرة كان متوقع ان تقع فيه".
وسئل الخليل: "سجل اتصال بينكم وبين الرئيس سعد الحريري، ما كان موقفه من وقف العملية الامنية مساء الجمعة"، اجاب: "قناعتنا لا نخفيها لا في السر ولا في العلن. نصحنا الرئيس الحريري كما نصحنا القادة الامنيين وبقوة، ان هذا العمل، بالحد الادنى، غير مدروس، وبالحد الاقصى، كان عملا متهورا كاد يجر لبنان الى كارثة كبيرة جدا".
قيل له: "السيد نصرالله دعا الوزير جنبلاط الى "تظبيط انتيناته"، هل هذا اللقاء بداية لتحقيق ذلك؟ اجاب: "اعتقد اذا كان هناك نصيحة بالتفاصيل، نتناصح فيها بالسر وليس امامكم".
وعن وصف الحزب التقدمي وئام وهاب بالحالة الشاذة، ومباركة جنبلاط عملية الجاهلية. اجاب: "اعتقد ان في لبنان بلد التنوع السياسي، اقول رأينا على الاقل، هذا البلد بلد التنوع السياسي وغنى سياسي لا يمكنني ان اقول عن احد بأنه حالة شاذة على المستوى السياسي. هناك حالة شاذة وحيدة في لبنان هي العدو الاسرائيلي والعمالة له، يجب ان تبتر وتحارب وتواجه، اما بقية الافرقاء، على اختلاف توجههم السياسي، فيشكلون غنى سياسيا على الساحة اللبنانية. من هذا المنطلق، وبعد كل الصبر الذي صبره اللبنانيين في الماضي، وصلوا الى بداية ما يسمى قانون انتخاب على مبدأ النسبية، حتى نفسح في المجال امام كل الناس كي تعبر عن رأيها خارج البرلمان وداخله".
وحول ما نقلت "الاخبار" عن "حزب الله"، انه يعتبر ما حصل يوم الجمعة لقتل وئام وهاب؟ اجاب: ""ماذا اريد من النوايا، من يرى المشهد في العمل السياسي، في بعض الاحيان النوايا في مكان وما يظهر امام الناس والانطباعات في مكان آخر والقوانين لا تحمي المغفلين. من يرى هذا المشهد، سواء كان مئة سيارة ام 50 ام 20 متوجهة الى الشوف محملة بالمدرعات وسيارات اسعاف وكأنها مستعدة لنقل الجرحى، لا يمكن ان نقول انهم ذاهبون لتبليغ شخص مخالف للقانون اكانت جنحة او جناية، ويخرج بانطباع ان النية كانت نية قتل او اعتقال".
أما العريضي فقال ردا على سؤال: " يعرف الاخوة في الحزب ان الاتصالات معهم كانت قائمة وبشكل مباشر قبل يوم الجمعة ونتواصل دائما وبالتالي نعرف تماما كيف نريد هذه العلاقة على القواعد التي اشرت اليها واكد عليها الاخ الحاج حسين".
وهل تطرق الاجتماع الى الملف الحكومي؟ قال: "ما ناقشناه في هذه الجلسة سيبقى بيننا. ساد جو من الصراحة والهدوء التام. الملاحظة هي تأكيد وليست ردا على الحاج حسين، لم نتحدث عن حالة شاذة في السياسة. انما لا نقبل بأي حالة امنية تهدد امننا اواستقرارنا في اي منطقة في لبنان. ونعرف موقف الاخوة في الحزب".
واضاف: "كما قال وليد بيك اكثر من مرة بالنسبة لنا الامن والاستقرار والتنوع السياسي كانت موجودة وستبقى، واحترمنا هذا التنوع على مدى سنوات في الجبل ومطلوب احترامه في كل المناطق. هذا لبنان بلد التنوع وبالتالي حرية العمل السياسي ليست حكرا على احد".
وعما قيل أن الرئيس الحريري ما كان ليعطي الضوء الاخضر لولا مباركة جنبلاط كونهما منزعجين معا من حالة وهاب اجاب: "هذا ما قيل ولكن في ما لدينا كان النقاش مستفيضا حول كل الامور بيننا وبين الحزب والموقف واضح".
"التيار الحر" و"المستقبل": التطاول على الرموز جريمة و"الإشتراكي" يؤكد أن الجبل سيبقى حصنا للوحدة
جال وفد من "التيار الوطني الحر" برئاسة الوزير طارق الخطيب على كل من "تيار المستقبل" والحزب "التقدمي الإشتراكي"، داعياً إلى "التهدئة"، بعدما كان زار رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب في الجاهلية أول من أمس معزيا بمرافقه محمد أبو ذياب.
وحمل الخطيب رسالة إلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النيابي تيمور جنبلاط ودعا إلى "المزيد من التعقل". وأكد الخطيب بعد لقائه جنبلاط أن "الرأي مشترك لتغليب لغة العقل ولمسنا حرصا على تعزيز وحدة أبناء الجبل والوحدة الوطنية". ودعا إلى "المزيد من العمل المشترك لتحصين الساحة الداخلية".
وأكّد عضو "اللقاء الديموقراطي" النيابي بلال عبدالله أن "الجبل سيبقى حصنا للوحدة ولن نسمح للقوى بايصال رسائل تزعزع وحدته ويهمنا أن تتوّج مسيرة العهد والرئيس المكلف بتشكيل حكومة بأسرع وقت وسنبقى سباقين بالتسويات".
ولفت إلى أن "الرسالة التي وصلت لنا قرأناها ولكن لم ولن تقف بطريق مسعانا للحفاظ على الاستقرار في البلد والنسيج الاجتماعي".
وكان الخطيب أكد بعد لقائه أمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري "أننا لن نسمح لأحد باستدراجنا إلى خلافات وندعو إلى تجنيب الساحة الداخلية الفتنة وخلافات لن يربح فيها أحد". وتمنى "على جميع القوى رفع منسوب الاعتدال وأعمال العقل، من أجل تضييق مساحة الخلاف وتوسيع المساحة المشتركة التي يجب ان تضمنا كلنا كلبنانيين حتى ننهض بدولتنا التي تواجه مصاعب كبيرة جدا".
وأوضح "أننا حملنا رسالة من رئيس التيار الوزير جبران باسيل إلى تيار المستقبل وكل الأطراف في الجبل وفي الوطن وفحوى الرسالة أنه ليس من مقاماتنا التطاول على الشخصيات في بلدنا، واولها مقام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا الكلام يجمع عليه كل اللبنانيين". وقال: "في الأمس أثناء قيامنا بواجب التعزية، سمعنا من المرجع الشيخ علي سليمان أبو ذياب ومن الشيخ الغريب التقدير والاحترام لمقام الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومقام الرئيس سعد الحريري".
وتابع قائلاً: "لا نستغرب اعتدال المستقبل في ظل مواقف الاعتدال التي أرسى قواعدها الرئيس رفيق الحريري والمطلوب عدم توسيع دائرة الفتنة التي لن ينتصر فيها لبنان وهذا ما سمعناه من أحمد الحريري".
أما الحريري فشدد على "التسوية التي تجمع تيار المستقبل والتيار الوطني الحر على الحفاظ على هيبة الدولة واعادة العجلة لمؤسساتها"، مؤكدا أن "المستقبل لم يكن يوما طرفا في توتير الأجواء في البلد، لأن قرار الرئيس الحريري كان واضحا بحماية لبنان من الحرائق التي تعيشها دول الجوار".
وإذ اعتبر الحريري أن "أي تطاول على الدولة وعلى أجهزتها الشرعية، هو جريمة وعصيان"، أكد أن "تغطية هذا التطاول والعصيان جريمة ايضا"، محملا "مسؤولية دم المرحوم محمد أبو ذياب إلى وئام وهاب شخصيا". وقال: "من يتحمل مسؤولية الدم الذي سال هو الذي كان يحضر لهذا الكمين كما اعترف وئام وهاب على شاشة "الجديد"، ونترك هذا الموضوع للقضاء وللتحقيق".
وإذ شدد على "رفض تيار المستقبل لأن يكون الجبل ساحة لإعادة الفتنة إلى لبنان"، نوه بـ"حكمة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حماية الجبل من أي نزاع"، داعيا إلى "نبذ أي توتير في ظل وجود الكثير من الناس التي تريد الاصطياد في الماء العكر".
وهاب يواصل هجومه على الحريري
وكان وهاب واصل ومعه حلفاؤه هجومهم على الرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلية اللواء عماد عثمان.
وسأل النائب فيصل كرامي بعد تقديمه التعازي إلى وهاب في الجاهلية: "لماذا تمّ هذا الهجوم الكبير من أجل إخبارٍ يمكن أن يكون بشكل طبيعي وماذا كان المقصود من هذه العملية؟". وشدد على أن "الجميع تحت سقف القانون والقضاء".
ورأى أنه "لا يزال هناك عقلاء في لبنان يمنعون الفتنة، لأنها لو كانت اشتعلت كانت حرقت الأخضر واليابس". ورأى أن "لبنان اليوم بحاجة للاستقرار".
أما وهاب فقال: "لا يوجد 7 أيار جديد، هم حاولوا القيام بـ7 أيار وانقلب السحر على الساحر". وأضاف: "قُلنا كلمتين ضد الحريري في موضوع الفساد فقيل لنا أننا نُحرّض على أهل السُنّة وأنا قلتُ أن السُنّة هي "أمّة" وهذه الأمة بحاجة إلى رجال مثل عمر كرامي وسليم الحص ورشيد كرامي". ولفت إلى "أننا لم نقل إن جهازاً أمنياً سنياً هاجم الدروز ولا نقبل أن نتكلم بهذا المنطق"، سائلاً: "لو كانت المسألة مقلوبة فماذا كان القول؟".
وكرر ما قاله سابقاً في مقابلة تلفزيونية، سائلاً: "يا "بي السنة" كيف تنام وأولادك مسجونون؟ وأولادك جوعانون ولا سيما في طرابلس؟". وتابع "نحن لسنا سعداء بما حصل، إنما سعداء بأن لبنان نجا من مذبحة بفضل (الأمين العام لحزب الله) السيد نصرالله الذي حقن دم الجبل، ورفعنا يدنا بانتصارنا على الفتنة، أنقذ القوة المهاجمة وأنقذ الناس ولا أعتب على الحريري أو على عثمان، إنما على المشنوق الذي أرسل المعلومات".
بدوره، أسِف النائب جهاد الصمد لما حصل في الجاهلية، داعياً أهلها إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة، معتبراً أنه لا يجوز "استسهال دماء الناس واسترخاصها". وأشار الصمد لدى حضوره إلى الجاهلية إلى أنه "لا يوافق وهاب في شق التعرّض للأموات، إنما يؤيّده في شقّ الفساد".
من جهته، رأى السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي أن "حلفاء سورية يكبرون كل يوم وأن بلاده لم تتعامل إلا بمنطق الأخوة مع لبنان". وأمِل علي من الجاهلية أن "يكون انتصار سورية خيراً للبنان والمنطقة"، لافتاً إلى أن "دماء أبو ذياب افتدت المنطقة ولبنان". | |
|