Date: Nov 19, 2018
Source: جريدة النهار اللبنانية
خروقات "خفض التصعيد" في تصاعد بحماه وإدلب
أفاد معارضون سوريون السبت أن الجيش السوري وحلفاءه كثفوا الهجمات على منطقة منزوعة السلاح في حماه وإدلب في محاولة لتقويض اتفاق روسي- تركي حال دون شن هجوم كبير على آخر معاقلهم.

وقالوا إن الجيش عزز هجومه بإطلاق مئات من القذائف الصاروخية وقذائف الهاون على عدد من القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة في مناطق شمال حماه وجنوب إدلب واللاذقية التي تقع ضمن منطقة منزوعة السلاح اتفق عليها في أيلول الماضي بين روسيا وتركيا.

وصرح النقيب ناجي أبو حذيفة الناطق باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، وهي تحالف يضم معارضين تدعمهم تركيا: "المناطق التي استهدفها النظام تقريباً كل الجبهات ورداً على خروقات النظام استهدفنا المواقع العسكرية التي تستهدف القرى والمدن الآهلة وصددنا أيضا محاولات التسلل وكبدنا هذه المجموعات قتلى وجرحى على كل الجبهات".

وتوصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق في سوتشي في أيلول الماضي لفرض منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومناطق مجاورة تمثل المعقل الأخير للمعارضة التي انتفضت على الرئيس بشار الأسد عام 2011.

ويعيش في محافظة إدلب أيضاً نحو ثلاثة ملايين شخص، أكثر من نصفهم نزحوا بالفعل مرة على الأقل خلال الحرب.

وكانت قوات الجيش السوري والجماعات المسلحة المتحالفة معه تريد الضغط من أجل استعادة السيطرة على آخر معاقل المعارضة بعد استعادة جنوب سوريا وإنهاء سيطرة المعارضة على مناطق حول العاصمة.

وحملت وسائل الإعلام السورية، نقلاً عن مصادر في الجيش، المعارضة المسؤولية عن الهجمات واتهمتها بمحاولة تخريب المبادرة الروسية - التركية.

وبموجب الاتفاق، تعهدت تركيا طرد المتشددين الذي يستلهمون أفكارهم من تنظيم "القاعدة" من المنطقة، لكن الجيش الروسي يشكك على نحو متزايد في قدرة انقرة على ذلك.

ولم تسحب "هيئة تحرير الشام"، وهي الجماعة المسلحة الرئيسية، حتى الآن الأسلحة الثقيلة كما كشف مصدر إقليمي في المخابرات السبت.

وقال مقاتلو المعارضة إن هجوماً انتحارياً شنته جماعة "أنصار الإسلام" على نقطة تفتيش تابعة للجيش الجمعة أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 23 جندياً.

ولكن على رغم اشتعال العنف، لم تعاود القوات الروسية والسورية حتى الآن غاراتها الجوية منذ التوصل إلى الاتفاق.

وروى سكان أن الهجمات أجبرت المئات من الأسر أيضاً على الفرار في اتجاه الشمال بالقرب من الحدود التركية بعدما كانوا قد تشجعوا في وقت سابق على العودة إلى بعض القرى القائمة على الخطوط الأمامية في المنطقة.