Date: Nov 19, 2018
Source: جريدة الحياة
التحالف الدولي ينفي مقتل مدنيين في ضرباته الأخيرة على شرق سورية
بيروت - أ ف ب
نفى التحالف الدولي بقيادة أميركية أمس أن تكون ضرباته على آخر جيب تحت سيطرة تنظيم «داعش» في شرق سورية، قد قتلت مدنيين، متهماً قوات أخرى موجودة في المنطقة، في ما يبدو اشارة لقوات النظام.
وأحصى «المرصد السوري لحقوق الانسان» أول من أمس مقتل 43 شخصاً بينهم 36 مدنياً من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، جراء ضربات قال إن طائرات التحالف نفذتها فجراً على قرية أبو الحسن الواقعة قرب بلدة هجين في محافظة دير الزور.

ويدعم التحالف الدولي هجوماً لقوات سوريا الديموقراطية منذ العاشر من أيلول (سبتمبر) لطرد التنظيم من آخر جيب تحت سيطرته في دير الزور.

لكن المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك كتب في تغريدة أمس ان «التقارير عن خسائر في صفوف المدنيين والمنسوبة الى ضربات التحالف عارية عن الصحة».

وأضاف: «على كل القوات الأخرى أن تتوقف عن اطلاق نار في شكل غير منسّق عبر النهر على الفور» في اشارة الى قوات النظام وحلفائها الموجودة عند الضفاف الغربية لنهر الفرات.

ويقع هذا الجيب على الضفاف الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور الى جزءين.

وأفاد التحالف في بيان ليلاً عن تنفيذه 19 ضربة ضد أهداف للتنظيم في الفترة الممتدة بين ليل الجمعة وبعد ظهر أول من أمس، بعد التأكد من أنها «خالية من المدنيين». وأوضح أنه استناداً الى «تقييمه الأولي بعد الضربات، لا توجد أدلة على وجود مدنيين قرب مكان الضربات».

وأكد التحالف في الوقت ذاته «رصده تنفيذ اجمالي عشر ضربات اضافية في المنطقة ذاتها لم يكن مصدرها التحالف أو القوات الشريكة». ودعا بدوره «كافة اللاعبين الآخرين الى التوقف عن اطلاق نيران بشكل غير منسق عبر نهر الفرات».

وغالباً ما تتبادل قوات النظام، مع مقاتلين موالين لها من جنسيات سورية وإيرانية وعراقية وأفغان ومن «حزب الله» اللبناني، والموجودة على الضفاف الغربية للفرات، اطلاق النار مع مقاتلي التنظيم الذين يحاولون التسلل عبر النهر باتجاه مناطق سيطرتها، وفق المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ «وكالة الصحافة الفرنسية» إن تبادلاً لاطلاق النار حدث بين الطرفين أمل من أمس، لكن القصف لم يطاول قرية أبو الحسن. حيث قتل 43 شخصاً.

واستأنفت قوات سورية الديموقراطية (قسد) قبل أسبوع هجومها ضد «داعش»، بعد عشرة أيام من تعليقه رداً على قصف تركي طال مواقع كردية في شمال البلاد. ولم تتمكن هذه القوات من تحقيق أي تقدّم بارز منذ بدء عملياتها، بعدما استعاد التنظيم كافة المواقع التي تقدّمت إليها.

وأحصى المرصد منذ بدء الهجوم في ايلول الماضي مقتل 234 مدنياً بينهم 82 طفلاً جراء ضربات التحالف، الذي يؤكد أن «تفادي وقوع خسائر بشرية يشكل أولوية» لديه.

وأقر التحالف منذ بدء عملياته في سورية والعراق المجاور صيف 2014، بمقتل 1100 مدني، لكن مجموعات حقوقية وناشطين يرجحون أن يكون العدد أكبر بكثير.

ويُقدّر التحالف وجود نحو ألفي عنصر من التنظيم في هذا الجيب. ويتوقع أن تكون المعركة للقضاء على التنظيم «صعبة». وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل شون راين لـ»فرانس برس» إن ما «يزيد من صعوبتها هو استخدام التنظيم في أماكن مثل هجين المدنيين كدروع بشرية».

وأضاف: «يستولون (الجهاديون) على دور العبادة وأماكن أخرى كالمستشفيات ويستخدمونها للتخطيط وكمقرات قيادة».

وغالباً ما يلجأ التنظيم عند حصاره ومع اقتراب المعارك من معاقله الى استخدام المدنيين كدروع بشرية في محاولة للحد من الضربات الجوية. كما يعمل على زرع الألغام وحفر الخنادق لاعاقة تقدم خصومه.

ورغم هذه التحصينات لن يكون التنظيم قادراً على الصمود في هذا الجيب لوقت طويل.

ويقول الأستاذ الجامعي والباحث في الشأن السوري جوليان تيرون لفرانس برس «لا توجد لدى تنظيم الدولة الاسلامية فرصاً كبيرة للاحتفاظ بسيطرته على جيب هجين»، مضيفاً أن قوات سوريا الديموقراطية والتحالف أثبتا «فعالية كبرى» في قتال التنظيم في «الماضي القريب».

ومُني التنظيم خلال العامين الماضيين بهزائم متلاحقة في سورية، حيث بات يسيطر على جيوب متفرقة أبرزها في البادية السورية شرق حمص بالاضافة الى جيب دير الزور.

وسيطرت قوات النظام أول من أمس على منطقة تلول الصفا، التي تعرف بتضاريسها الوعرة وتقع في محافظة ريف دمشق على الحدود الادارية مع محافظة السويداء جنوباً، بعد انسحاب مقاتلي التنظيم منها شرقاً باتجاه بادية حمص، وفق المرصد.

وبعد شنه هجمات دموية طالت مدينة السويداء وريفها الشرقي في تموز (يوليو) الماضي تسببت بمقتل أكثر من 260 مدنياً، وخطف اثرها نحو ثلاثين مدنياً، انكفأ التنظيم الى هذه المنطقة التي تعرضت منذ نحو أربعة أشهر لغارات ازدادت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة.

وتشهد سورية نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في منتصف آذار (مارس) 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.