Date: Nov 4, 2018
Source: جريدة الحياة
معارك ضارية قرب الحديدة والجيش يخترق صعدة
بعدما أكدت استعدادها للمشاركة في «مشاورات» السلام، تراجع ترحيب جماعة الحوثيين بالدعوة الأميركية إلى استئناف العملية السياسية في اليمن، وذلك على لسان الناطق باسمها رئيس وفدها المفاوض محمد عبد السلام الذي اعتبر الدعوة «نوعاً من المزايدة، ومجرد كذب وافتراء».

في غضون ذلك، احتدمت المعارك مع ميليشيات الجماعة على جبهة الساحل الغربي خلال الساعات القليلة الماضية، إذ شهد شرق مدينة الحديدة وجنوبها المعارك الأكثر ضراوة، فيما سيطر الجيش اليمني على «مثلث مران» في محافظة صعدة.

وعلى صعيد مساعي الأمم المتحدة لاستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنيين، قال محمد عبد السلام لـ «قناة المسيرة» (التابعة للحوثيين) أن «الحديث الأميركي عن جولة مفاوضات جديدة، هو للمزايدة من أجل تخفيف الضغط العالمي». وأضاف أن وفد جماعته «لم يتلق أي اتصال أو دعوة من المنظمة الدولية، في شأن جولة جديدة من المفاوضات»، لافتاً إلى أن المنظمة «ليست فاعلة، والقرار ليس في يدها».

إلى ذلك، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عن أمله باستئناف «المشاورات»، واستجابة الحوثيين لها، مؤكداً حرص المجلس على «وقف نزيف الدم». وقال خلال اتصاله بالموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث ليل الجمعة- السبت، إن «مشاورات» السلام المرتقبة «تمثل فرصة مواتية لحوار جدّي بين الأطراف اليمنيين لإنهاء الحرب، والتوصل إلى تسوية سياسية».

ميدانياً، تواصلت المعارك لليوم الثاني عند الأحياء الجنوبية والشرقية لمدينة الحديدة، بإسناد جوي كثيف من طائرات التحالف العربي المساند للشرعية اليمنية.

وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش أحرزت تقدماً واسعاً في المحور الجنوبي للمدينة، وأحكمت سيطرتها على «جامعة الحديدة»، فيما فر مسلحو الميليشيات نحو الأحياء الداخلية. وأشارت إلى أن المحور الشرقي للمدينة شهد معارك ضارية مع الحوثيين، إذ أحكم الجيش سيطرته على «معسكر الدفاع الجوي»، لافتةً إلى أن القوات اليمنية تتقدم في اتجاه السيطرة على «معسكر الحرس الجمهوري» شمال شرقي منطقة الـ «كيلو 16».

وأشار مصدر إلى وصول قوات مدرّبة على قتال الشوارع (تابعة للجيش)، تمهيداً للتعامل مع الميليشيات داخل مدينة الحديدة، في وقت قصفت طائرات «أباتشي» تابعة للتحالف مواقع للحوثيين على الطريق الرئيس لمنطقتي «الكيلو 16» و «الكيلو 10»، وصولاً إلى «محطة عبدالله فاضل» في «الكيلو 14».

وأفاد موقع «2 ديسمبر» بأن مقاتلات للتحالف قصفت تعزيزات للميليشيات في محيط «مدينة الصالح» و «حي 7 يوليو»، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من عناصر الحوثيين بين قتيل وجريح.

في صعدة، أكد قائد «لواء العروبة» اللواء عبد الكريم السدعي لـ «قناة العربية» أن قوات الجيش «نجحت في التقدم إلى منطقة مران، والسيطرة على مثلث مران وقرية مروي وقرى مجاورة لها، بعد معارك مع الحوثيين منذ أول من أمس». وأضاف أن قواته «اقتربت من ضريح القيادي في جماعة الحوثيين حسين بدر الدين الحوثي، ولم يتبق سوى مسافة ثلاثة كيلومترات، بعدما حرر الجيش عدداً من المرتفعات ومناطق تتجاوز مساحتها 40 كيلومتراً مربعاً».

ووصل نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر أمس، إلى محافظة مأرب للاطلاع على سير العمليات العسكرية وجهود تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة. وعقد اجتماعاً ضم رئيس الأركان ومديرين في وزارة الدفاع وقياديي المناطق العسكرية، في حضور قائد قوات التحالف في مأرب العميد الركن عون القرني، وناقشوا مستجدات القتال.