| | Date: Nov 4, 2018 | Source: جريدة الحياة | | مساعدات دولية إلى مخيم الركبان عبر سورية | موسكو - سامر الياس
للمرة الأولى منذ نحو عشرة أشهر، دخلت قافلة مساعدات دولية إلى مخيم الركبان، هي الأولى من داخل الأراضي السورية إلى المخيم الواقع في منطقة التنف. وفي حين ساد هدوء حذر على الحدود التركية- السورية في منطقة ما بين النهرين، شنّت طائرات التحالف الدولي أعنف غارات منذ نحو شهر على منطقة الهجين، كما شدد العراق إجراءاته الأمنية والعسكرية على الحدود مع سورية تحسباً لتسرب عناصر من تنظيم «داعش». وفي إدلب، تراجعت حدة الخروق المتبادلة بعد يوم دموي، كما لم يُسجل أي اشتباكات جديدة بين «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل «الجيش السوري الحر» بعد حوادث الأيام الأخيرة.
وبدأت قوات التحالف بالاستفادة من الظروف الجوية الملائمة لشن غارات على آخر معاقل «داعش» في شرق الفرات ليل الجمعة- السبت، واستمرت طوال أمس. كما أكدت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) أنها تواصل التحضيرات لدحر التنظيم في جيبه الأخير في المنطقة. ولفت مصدر في «قسد» إلى أن «الاستفزازات التركية الحالية تعطل العملية ضد إرهابيي داعش». وزاد في اتصال مع «الحياة»، أن «العملية ستتواصل في حال تلقينا تطمينات مؤكدة أن تركيا لن تهاجمنا في ظهرنا، ونحن نواصل حصار التنظيم لمنعه من الانتشار».
وفي موضوع منبج، وبعد يومين على بدء تسيير دوريات أميركية- تركية، بحث رئيس الأركان الأميركي جوزيف دانفورد مع نظيره التركي يشار غولر، في اتصال هاتفي، الوضع في مدينة منبج. وكشف الناطق باسم قيادة الأركان الأميركية باتريك رايدر في بيان، أن رئيسيْ الأركان بحثا الملف السوري ليل الجمعة- السبت، وأكدا ضرورة «إرساء الأمن والاستقرار» في المنطقة. ووفق وكالة «الأناضول» التركية، رأى دانفورد وغولر أن الدوريات المشتركة خطوة مهمة لخفض التوتر على كامل الحدود السورية– التركية، وشددا على استمرار الجهود لمكافحة «الإرهاب»، وتحقيق نصر دائم على «داعش».
ADVERTISING
inRead invented by Teads
وفي جنوب شرقي سورية، أكدت مصادر إعلامية من داخل مخيم الركبان، أن «قافلة المساعدات الإغاثية الدولية دخلت إلى قاعدة التنف تمهيداً لتوزيعها على السكان في المخيم». وقال مصدر إعلامي في المخيم في اتصال مع «الحياة»: «للمرة الأولى منذ عشرة أشهر، دخلت المساعدات بانتظار توزيعها». وزاد أن «القافلة دخلت من الجانب السوري، وتضم 80 شاحنة تقريباً محملة بالمواد الغذائية، إضافة إلى مواد أخرى لمساعدة سكان المخيم على احتمال برد الشتاء الصحراوي».
يُذكر أن قافلة المساعدات هذه هي الأولى التي تدخل من مناطق سيطرة النظام السوري عبر طريق دمشق، ومنها إلى أوتوستراد دمشق- بغداد، وقطعت حاجزي ظاظا وجليغم باتجاه الركبان في منطقة الـ55 الواقعة على المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، والتي أنشأت الولايات المتحدة فيها قاعدة عسكرية. وتأخر دخول القافلة الحالية منذ 27 من الشهر الماضي، مع تبادل واشنطن وموسكو المسؤولية عن ذلك. وآخر قافلة مساعدات دخلت إلى المخيم، كان في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، عن طريق الأردن.
ورحب الأردن بدخول قافلة المساعدات إلى مخيم الركبان، ووصفت الناطقة باسم الحكومة جمانة غنيمات دخول المساعدات من جهة الأراضي السورية بأنه «انتصار كبير للأردن بعد سنة من المفاوضات حول موضوع الركبان». وأوضحت في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» أن «موقف الأردن يتمثل في أن الركبان تجمع سكاني سوري، على أرض سورية. وقبل سنة عندما حصلت أزمة المخيم، قال الأردن إن مسؤولية تزويد (المخيم) الضروريات الأساسية يجب أن يتم من الداخل السوري، وبقي مصراً على هذا الموقف». وأشارت إلى أن «ما حدث اليوم هو أن الأمم المتحدة بدأت تقوم بمهامها من الداخل السوري».
ويعيش في المخيم ما يزيد على 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال الذين نزحوا من أرياف حمص ودير الزور والرقة، إضافة إلى مجموعات رفضت المصالحة مع النظام من القلمون وجنوب دمشق. ووثق فريق «منسقي الاستجابة» الإنساني وفاة 14 مدنياً الشهر الماضي، بينهم أطفال، لسوء الوضع والرعاية الطبية.
سياسياً، نصح مندوب روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الموفد الدولي الجديد لسورية جير بيدرسون، الاعتماد على الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً، وعدم التخلي عما تم التوصل إليه. وقال للصحافيين مساء أول من أمس: «أعتقد أن بيدرسون لا ينبغي أن يتخلى عن شيء تحقق قبل تعيينه، لدينا القرار 2254 الذي هو أساس التسوية السياسية، ولدينا عملية آستانة، وسوتشي، وإنجازات لإنشاء اللجنة الدستورية». وزاد أن «المهم أن الحكومة السورية مستعدة للعمل معه، وأن يكون محايداً ونزيهاً، وموضوعياً، وديبلوماسياً، وأن يحاول الدفع قدماً بعملية التسوية».
في غضون ذلك، قالت المديرية العامة للأمن العام اللبناني إن أكثر من 87 ألف لاجئ سوري عاد إلى بلده منذ تموز (يوليو) الماضي، وشددت في بيان على أن اللاجئين عادوا في إطار «حملات العودة الطوعية» التي تنظمها، ومن خلال التسهيلات المقدمة إليهم. | |
|