| | Date: Oct 23, 2018 | Source: جريدة الحياة | | «قسد» تقتحم معقلاً لـ «داعش» في دير الزور | أقتحمت امس «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، أحد معاقل تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور بشرق نهر الفرات، ودارت معارك عنيفة بين الجانبين وسط قصف مكثف نفذه التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وتزامن ذلك مع زيارة وفد من الجيش الأميركي مناطق سيطرة «قسد» شرقي سورية، لدعم المعارك المستمرة ضد التنظيم. وتحدثت الخارجية الأميركية عبر حسابها على «تويتر» أن الرقيب أول في الجيش الأميركي دانيال ديلي، زار جنود جيشه في مناطق «قسد» لدعم عملية «العزم الصلب» التي تخوضها الأخيرة ضد «داعش». الضابط الأميركي اختبر اللياقة القتالية لقواته في المنطقة خلال زيارته.
ويأتي التطور بعد تمهيد من مقاتلات التحالف، إذ لوحظ خلال الأيام الماضية تكثيف الغارات على مناطق تمركز «داعش» في الجيب الأخير بشرق سورية.
وقالت «قسد» في بيان: «عاجلَت قواتنا مرتزقة داعش، وشنت هجوماً مباغتاً على تحصيناتهم داخل بلدة السوسة واشتبكت معهم مباشرة في معاقلهم». وأكدت استمرار المواجهات «وسط تقدم ملحوظ لقواتنا داخل السوسة وتقهقر الإرهابيين إلى داخل البلدة». وأضافت أن مقاتليها «تمكنوا من قنص انتحاري يستقل سيارة مفخخة في محيط قرية موزان، ما أدى إلى مقتله وسيطرة قواتنا على السيارة المفخخة».
ووفقاً لمسؤول عسكري في «قسد»، نفذ طيران التحالف الدولي 15 غارة على مواقع ومفخخات التنظيم في بلدتي الباغوز وهيجين شرق الفرات، ما أسفر عن مقتل نحو 23 عنصراً من «داعش»، وتدمير ثلاث سيارات مفخخة وعربات عسكرية وأنفاق. وأضاف أن مسلحي التنظيم شنوا هجوماً على مواقع قوات قسد في محور الباغوز بالأسلحة الثقيلة والسيارات المفخخة، إلّا أن الأخيرة صدت الهجوم، بتدخل من طيران التحالف والمدفعية الفرنسية. وزاد: أسفرت هجمات التنظيم عن مقتل 3 مقاتلين من قسد وإصابة 5 آخرين في المعارك، فيما قتل مشعل الحمش، العضو في مجلس دير الزور العسكري التابع لقسد، من قبل مسلحين يُعتقد أنهم من خلايا للتنظيم.
ولم يعلق التنظيم على سير العمليات العسكرية في جيب بلدة هجين، لكنه نشر تسجيلاً مصوراً، الأحد، أظهر تدمير آلية تحمل مدفعاً رشاشاً لـ «قسد» على أطراف قرية البحرة.
وفي بيان لاحق قالت «قسد»: «استطاعت قواتنا اكتشاف وتفكيك عدد كبير من الألغام والمتفجرات التي كان التنيظم الإرهابي زرعها في محيط قرية الجردي على مقربة من بلدة البحرة بدير الزور». وأوضح البيان أن «المتفجرات المضبوطة والتي تم تفكيكها، كانت عبارة عن أنواع متعددة من الألغام وبكميات كبيرة، كان التنظيم الإرهابي قد زرعها على الطرق الاعتيادية التي يستخدمها المدنيون، مستغلاً العاصفة الغبارية على المنطقة».
وأشارت إلى أن «وحدات الهندسة العسكرية وبالتعاون مع السكان المحليين ضبطوا أماكن المتفجرات، وقاموا بتفكيكها وإزالتها وتأمين الطرق والمسالك للمدنيين».
من جانبه، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الهدوء فرض نفسه منذ مساء الأحد على الضفاف الشرقية لنهر الفرات. ونقل عن مصادر أن الهدوء شمل القصف والاشتباكات بين «داعش» و «قسد» على محاور وخطوط التماس بين الطرفين في محيط وأطراف الجيب الأخير للتنظيم في شرق الفرات. وأكدت المصادر مخاوف من هجمات معاكسة جديدة للتنظيم على المنطقة.
وأشار «المرصد» إلى سقوط مزيد من الخسائر البشرية من «قسد» منذ اندلاع الاشتباكات في شرق الفرات في 10 الشهر الماضي، إذ ارتفع عدد قتلاها إلى 232 على الأقل، كما قُتل 419 على الأقل من «داعش»، كما وثق «المرصد السوري» مقتل 48 مدنياً بينهم 12 طفلاً في قصف وضربات لـ «قسد» والتحالف. وأضاف أن الالغام التي زرعها التنظيم بكثافة، ومنها ألغام ليزرية أنهكت القوات ذات الغالبية الكردية، وتسببت في سقوط خسائر بشرية كبيرة. وتسببت في إصابة عشرات المقاتلين بجراح متفاوتة الخطورة وحالات بتر أطراف. | |
|