| | Date: Oct 21, 2018 | Source: جريدة النهار اللبنانية | | جمال خاشقجي "رحمه الله"... | جمال خاشقجي "رحمه الله"...
أكّدت الرياض للمرة الأولى أنّ الصحافي السعودي جمال خاشقجي قُتل في قنصليتها باسطنبول اثر وقوع شجار و"اشتباك بالأيدي" مع عدد من الأشخاص داخلها. وعلى الإثر، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن تفسيرات الرياض "جديرة بالثقة"، معتبرا أنها "خطوة أولى مهمة"، وأشادت الامارات بقرارات السعودية بقضية خاشقجي.
بيانات وأوامر ملكية
ولفت النائب العام السعودي إلى أن التحقيقات الأولية في قضية خاشقجي اظهرت وفاته وأن "التحقيقات مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية وعددهم 18". ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن النائب العام قوله إن التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة في اختفاء خاشقجي تشير الى "أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مع المواطن جمال خاشقجي مما أدى إلى وفاته، رحمه الله".
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز امرا ملكياً يتضمن اعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة في المملكة أحمد بن حسن بن محمد عسيري والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبدالله القحطاني وعدد من الضباط في الاستخبارات من منصبهم تزامنا مع اعلان النائب العام في السعودية وفاة الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية في اسطنبول. والضباط هم:
1 ـ مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات اللواء الطيار محمد بن صالح الرميح.
2 ـ مساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبدالله بن خليفة الشايع.
3 ـ مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد بن حامد المحمادي
وأصدر العاهل السعودي أيضاً قراراً بتشكيل لجنة وزارية برئاسة الأمير محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة جهاز الاستخبارات العامة وتحديد صلاحياته. وقالت وكالة الأنباء الرسمية "واس" إنّ القرار جاء بتوصية من ولي العهد على خلفية قضية خاشقجي.
المملكة تعرب عن بالغ أسفها
كما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول أن "موضوع اختفاء المواطن جمال بن أحمد خاشقجي أثار اهتمام المملكة العربية السعودية على أعلى المستويات، وللملابسات التي أحاطت باختفائه، فقد اتخذت المملكة الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة وباشرت بإرسال فريق أمني إلى تركيا بتاريخ 6 تشرين الاول للتحقيق والتعاون مع الأجهزة النظيرة في تركيا، وأعقب ذلك تشكيل فريق أمني مشترك بين المملكة وجمهورية تركيا الشقيقة مع السماح للسلطات الأمنية التركية بدخول قنصلية المملكة في إسطنبول ودار السكن للقنصل، حرصاً من المملكة على معرفة كل الحقائق، كما صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للنائب العام في المملكة العربية السعودية برقم 5709 وتاريخ 3 / 2 / 1440 هـ بإجراء التحقيقات في ذلك".
واضاف المصدر وفق" واس":" قامت النيابة العامة بالتحقيق مع عدد من المشتبه فيهم بناء على المعلومات التي قدمتها السلطات التركية للفريق الأمني المشترك لمعرفة ما إذا كان لدى أي منهم معلومات أو له علاقة في ما حدث حيث كانت المعلومات التي تنقل للجهات الأمنية تشير إلى مغادرة المواطن جمال خاشقجي القنصلية. وإنفاذاً لتوجيهات القيادة بضرورة معرفة الحقيقة بكل وضوع وإعلانها بشفافية مهما كانت، فقد أظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة قيام المشتبه به بالتوجه إلى إسطنبول لمقابلة المواطن جمال خاشقجي وذلك لظهور مؤشرات تدل على إمكانية عودته للبلاد".
وتابع:"كشفت نتائج التحقيقات الأولية أن المناقشات التي تمت مع المواطن جمال خاشقجي أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول من قبل المشتبه بهم لم تسر بالشكل المطلوب وتطورت بشكل سلبي أدى إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي بين بعضهم وبين المواطن خاشقجي، وتفاقم الأمر ما أدى إلى وفاته ـ رحمه الله ـ ومحاولتهم التكتم على ما حدث والتغطية على ذلك".
وأكد أنه" في الوقت الذي لا تزال فيه التحقيقات في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمتها والبالغ عددهم 18 شخصاً من الجنسية السعودية فإن المملكة تعرب عن بالغ أسفها لما آلت إليه الأمور من تطورات مؤلمة، وتؤكد التزام السلطات في المملكة بإبراز الحقائق للرأي العام، ومحاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة بإحالتهم إلى المحاكم المختصة بالمملكة العربية السعودية".
ولم يتّضح من البيانات السعودية الرسمية التي حمّلت المسؤولية للمشتبه بهم وحدهم، مصير جثة الصحافي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة ويكتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ينتقد فيها سياسات ولي العهد.
مواقف دولية وعربية
وفجر اختفاء خاشقجي موجة تنديد عالمية وأدى لتوتر علاقات السعودية مع الغرب. وكان خاشقجي مقيما في الولايات المتحدة وكاتبا للرأي في صحيفة واشنطن بوست. إذ اعتبر الرئيس الأميركي #دونالد_ترامب إن التفسير الذي أعلنته #السعودية بشأن كيفية وفاة خاشقجي في قنصليتها باسطنبول موثوق به. وقال ترامب للصحافيين إن ما أعلنته السعودية بشأن ملابسات وفاة خاشقجي "خطوة أولى جيدة". وأضاف أنه يفضل ألا تتضمن أي عقوبات ضد الرياض إلغاء الطلبيات الدفاعية الكبيرة.
كما قالت المتحدّثة باسم الرئاسة الأميركية سارة ساندرز في أول ردّ فعل أميركي على الإعلان السعودي "نشعر بالحزن لتبلّغنا أنّ وفاة خاشقجي قد تأكّدت، ونتقدّم بأحرّ التعازي من أسرته وخطيبته وأصدقائه". وأضافت إنّ "الولايات المتحدة تأخذ علماً بإعلان المملكة العربية السعودية بأنّ التحقيق بشأن مصير جمال خاشقجي يتقدّم وبأنها اتّخذت إجراءات ضدّ المشتبه بهم الذين تم تحديدهم حتى الآن".
أما السناتور الجمهوري لينزي غراهام، الذي انتقد السعودية بشدة بعد اختفاء خاشقجي، فقال إنه متشكك جدا في تفسير السعودية لموت خاشقجي. وكتب غراهام على تويتر: "أقل ما يمكن أن أقوله هو إنني متشكك في الرواية السعودية الجديدة بشأن السيد خاشقجي".
واعتبر السناتور الديموقراطي ريتشارد بلومنثال لمحطة (سي.إن.إن) إن التفسير السعودي "يصعب تصديقه تماما" ودعا إلى إجراء تحقيق دولي في وفاة خاشقجي.
وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "انزعاجه الشديد" إثر تبلّغه بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي فُقد أثره بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من الجاري والذي أكّدت الرياض أنّه قُتل يومها داخل مبنى القنصلية.
وقال غوتيريش في بيان قدّم فيه تعازيه إلى أسرة خاشقجي وأصدقائه إنّه "يشدّد على ضرورة إجراء تحقيق سريع ومعمّق وشفّاف في ظروف وفاة خاشقجي وعلى المحاسبة التامّة للمسؤولين عنه".
وأشار وزير التجارة سايمون برمنغهام ووزيرة الخارجية الأوسترالية ماريس بين في بيان مشترك إلى إن أوستراليا تراجعت عن المشاركة في قمة استثمارية في #السعودية احتجاجاً على مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وأعلنت الإمارات دعمها بيان المملكة العربية السعودية بخصوص وفاة خاشقجي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية. وأضافت على تويتر أن الإمارات "تشيد بتوجيهات وقرارات خادم الحرمين الشريفين بشأن قضية خاشقجي".
وأشادت مصر بما وصفته "بالقرارات والإجراءات الحاسمة والشجاعة" التي اتخذها العاهل السعودي في قضية خاشقجي. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "القرارات والإجراءات الحاسمة والشجاعة التي اتخذها جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن إنما تتسق مع التوجه المعهود لجلالته نحو احترام مبادئ القانون وتطبيق العدالة النافذة".
كما أشادت البحرين بالقرارات التي اتخذها العاهل السعودي. وجاء في بيان لوزارة الخارجية البحرينية "تشيد مملكة البحرين بالاهتمام الكبير لخادم الحرمين الشريفين... لأجل إرساء العدل والإنصاف وكشف الحقائق بكل نزاهة وموضوعية". وأضاف البيان أن القرارات "تؤكد أن المملكة العربية السعودية الشقية كانت وستبقى دولة العدالة والقيم والمبادئ".
وقبيل تأكيد الرياض مقتل خاشقجي في قنصليتها، أعلنت الرئاسة التركية فجر السبت أنّ الرئيس رجب طيّب أردوغان اتّفق مع العاهل السعودي الملك سلمان خلال مكالمة هاتفية على مواصلة التعاون الثنائي في التحقيق، في ثاني اتصال هاتفي بين الزعيمين حول هذه القضية.
وقال مصدر في الرئاسة التركية طالباً عدم نشر اسمه إنّه خلال مكالمتهما الهاتفية التي جرت مساء الجمعة والتي أتت بعد مكالمة أولى بينهما جرت الأحد شدّد الرئيس أردوغان والملك سلمان على "أهمية مواصلة العمل سوياً في تعاون تامّ". وأضاف المصدر إنّ الزعيمين تبادلا المعلومات حول التحقيقات التي يجريها بلداهما في قضية خاشقجي.
ولي العهد لم يكن لديه العلم بالعملية
وقال مسؤول سعودي مطلع على التحقيقات في موت خاشقجي إن الأمير محمد بن سلمان لم يكن لديه علم بهذه العملية المحددة التي أسفرت عن موت خاشقجي. وقال المسؤول الذي تحدث لرويترز شريطة عدم نشر اسمه "لم تصدر لهم أوامر بقتله أو حتى بالتحديد خطفه". وأضاف أن هناك أمرا دائما بإعادة المنتقدين إلى السعودية. وأضاف المسؤول إن "ولي العهد السعودي لم يكن لديه علم بهذه العملية المحددة ولم يأمر بالتأكيد بخطف أو قتل أحد".
وقال إن مكان جثة خاشقجي غير معروف بعد تسليمها "لمتعاون محلي" ولكن لا توجد أي علامة على وجودها في القنصلية.
وفي اسطنبول استجوب محققون أتراك موظفين أتراكا في القنصلية السعودية ما يوسع نطاق البحث عن أدلة في القضية التي تسببت في توتر علاقات الرياض مع عدد من أقدم وأقرب حلفائها.
وقال مسؤولان تركيان كبيران لرويترز إن الشرطة تمشط منطقة أحراش على مشارف اسطنبول ومدينة قريبة من بحر مرمرة بحثا عن جثة خاشقجي. ووسعت السلطات التركية نطاق البحث بعد تتبع مسارات وأماكن توقف السيارات التي غادرت القنصلية السعودية ومنزل القنصل في يوم اختفاء خاشقجي.
وقال مسؤولون كبار لرويترز إن المحققين جمعوا العديد من العينات بعد تفتيش المبنيين وسيحاولون تحليلها بحثا عن آثار الحمض النووي لخاشقجي. | |
|