| | Date: Oct 18, 2018 | Source: جريدة الحياة | | واشنطن تشكو قيوداً سياسية وقانونية أرجأت عودة المقاتلين الأجانب إلى بلادهم | يروت، لنــــدن، واشنطن - «الحيـــاة»، أ ف ب، رويترز
في وقت حذرت واشنطن من استمرار تدفّق المقاتلين الأجانب الى سورية للانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، أقرت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) التي تخوض معارك عنيفة لتحرير آخر جيب للتنظيم في شرق نهر الفرات، بأن طرد «داعش» سيستغرق وقتًا أطول من المتوقع.
وأكّد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جو دانفورد، أنّ «المقاتلين الأجانب يواصلون التدفق الى سورية للانضمام إلى داعش على رغم دحر قواته وتراجع نطاق سيطرته في شكل كبير».
وعلى رغم تقلّص المساحة التي يسيطر عليها التنظيم، يواصل المزيد من الأنصار التدفق، غالبيتهم عبر الحدود التركية، للانضمام الى صفوفه بمعدل 100 شخص شهرياً، وفق دانفورد. وقال إن «ذلك يعد تراجعاً كبيراً من ذروة التدفق الذي بلغ نحو 1500 جهادي شهرياً قبل ثلاث سنوات، لكنه يظهر قدرة التنظيم المتطرف على جذب عناصر لا تزال نشطة. وأفاد في افتتاح مؤتمر حول مواجهة التطرف العنيف في واشنطن، بأن «تدفق المقاتلين الأجانب والقدرة على تحريك الموارد والأيديولوجية يسمحان لهذه المجموعات بالعمل». وأشار إلى أنّ «قسد» لا تزال تعتقل أكثر من 700 من مقاتلي التنظيم من نحو 40 دولة.
وزاد: إن «إعادة هؤلاء المقاتلين لبلدانهم لمحاكمتهم تأجلت لاعتبارات سياسية وعدم توافق النظم القانونية». فبريطانيا على سبيل المثال، رفضت استلام اثنين من مواطنيها عضوَي وحدة في التنظيم تُعرف باسم «خلية إعدامات البيتلز»، وهي مسؤولة عن خطف وتعذيب أجانب وقطع رؤوسهم، بينهم عدد من الصحافيين.
وجرّدت لندن الثنائي من جنسيتهما وأكّدت أنها لا تريد استعادتهما.
وأعادت واشنطن أحد مواطنيها بغرض محاكمته، لكنها لم تكشف عن مصير آخرين يعتقد أنهم قيد الاحتجاز في سورية أو العراق. وأقر دانفورد بأنه لم يتم إحراز تقدم يذكر في معالجة الأسباب الأساسية التي أدت إلى ظهور «داعش»، على رغم الانتصارات العسكرية التي تحققت ضد التنظيم. واعتبر «أن عدم التعامل مع المقاتلين الأجانب الذين تم القبض عليهم بشكل صحيح، سيجعل من الصعب في النهاية القضاء على أيديولوجية داعش». وزاد أنّ العامل الحاسم هو «كيفية تحديد ومحاكمة وإنهاء تطرف المقاتلين الأجانب وإعادة تأهيلهم». ولفت الى أن «التحديات لا تزال باقية في التعاون بين مؤسساتنا السياسية والعسكرية والاستخبارات ووكالات إنفاذ القانون. وعلى رغم حقيقة أن لدينا بعض الاتجاهات الإيجابية والتعاون، فمن الواضح أن هناك الكثير الذي يتعين فعله».
إلى ذلك، قال القيادي في «قوات سورية الديموقراطية» ريدور خليل، إنّ «العمليات العسكرية في هجين ستستغرق وقتًا أطول من المتوقّع».
وتشنّ «قسد» منذ أكثر من شهر، هجوماً لطرد «داعش» من بلدة هجين في محافظة دير الزور، غير أنّ تقدّمها تباطأ نتيجة هجمات مضادة شنّها التنظيم مستغلاً الظروف المناخية الصعبة.
وأضاف خليل لوكالة «فرانس برس»: «داعش يستفيد كثيراً من الظروف المناخيّة، بما في ذلك العواصف الرملية»، مشيراً إلى أنّ «ذلك ساعدهم على الفرار من طائرات الاستطلاع ووسائل مراقبة أخرى».
ووفقًا لـ «قسد»، يتحصّن نحو ثلاثة آلاف داعشي في منطقة هجين، أحد آخر جيوب التنظيم في سورية. وأوضح خليل أنّ هؤلاء «حفروا خنادق وأقاموا عوائق ووضعوا متفجّرات»، وهو ما يعوق تقدّم «قسد»، لافتًا إلى أنّ معظم المتشددين هم من الأجانب.
ووفقًا لـ»المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قُتل أكثر من 70 عنصراً من «قسد» وعشرات الدواعش منذ بداية الهجوم في 10 أيلول (سبتمبر) الماضي.
وأصدرت «قسد» بياناً أمس أكدت فية «قتل 12 إرهابيّاً وتدمير موقعين للإرهابيّين، وسيّارة خلال المعارك التي جرت على محاور بلدتي الباغوز وهجين»، مشيرة الى تنفيذ التّحالف الدّوليّ 3 غارات، كما قصف بصاروخين من نوع هايمرز مناطق تجمّع «داعش»، إضافة الى تفكيك 6 ألغام.
وأوضح البيان أنه على محور الباغوز، «اندلعت اشتباكات متقطّعة بين قسد وعناصر داعش، فيما عمد الأخير إلى قصف مواقع قسد بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون، كما استخدم سلاح القنّاصة، لكن لم تسفر عن أيّة أضرار تذكر، فيما تصدّى مقاتلونا لهجوم للتنظيم الإرهابيّ، وأوقعوا عدداً من القتلى والجرحى في صفوفهم». وأشار الى أن «التنظيم الإرهابيّ حاول شنّ هجوم معاكس في الصباح على مواقع مقاتلينا جنوب قرية السوسة، مستخدماً الأسلحة الثقيلة، لكنهم تصدوا له، وأجبروه على التراجع».
وأضاف أنه على محور هجين، «شنّت قسد هجوماً على مواقع الإرهابيّين، وأوقعت خسائر بين صفوفهم، فيما استطاعوا تثبيت نقاط جديدة في هذا المحور.
وعلى الفور، بدأت الفرق الهندسيّة بتمشيط المنطقة، فعثرت على ألغام وعبوات ناسفة، وتمكّنت من تفجير اثنتين منها وتفكيك أربعة أخرى.
كما نفّذ طيران التّحالف الدّوليّ غارات عدة على مواقع الإرهابيّين، أسفرت عن مقتل عدد منهم وتدمير سيّارة كان يستخدمها الإرهابيّون». | |
|