Date: Oct 17, 2018
Source: جريدة الحياة
مفوضية اللاجئين: مساعدتنا السوري لا تبقيه في لبنان ونطلب إذناً لزيارة العائدين وننتظر شهوراً
بيروت - ناجية الحصري
أكدت مصادر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في لبنان، خلال لقاء اعلامي مصغر حضرته «الحياة» أن مجموع اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية في لبنان والذين عادوا الى سورية خلال هذه السنة هو 4 الاف عائد، معتبرة ان الذين عادوا من المسلحين والمدنيين معهم بعد حرب جرود عرسال لا يحتسبون في عداد المدنيين الذين عادوا الى سورية، العدد الوحيد الذي يحتسب هم من عادوا الى عسال الورد السنة الماضية وكان عددهم 200 عائد واكثريتهم من النساء والاطفال والمسنين. لكنها اشارت الى ان عسال الورد لم تشهد قتالاً لذلك منازلها كانت لا تزال قائمة وكان الاقارب يعتنون بمنازل الذين لجأوا الى لبنان منهم ويهتمون بأراضيهم الزراعية.

واشارت هذه المصادر الى «ان العودة الى بيت جن كانت بخطوة من رئيس بلديتها الذي كان بين النازحين السوريين الى شبعا وهو عاد في زيارة استكشافية ووجد ان الوضع جيد للعودة ما شجع الناس على العودة وكنا قادرين على زيارتهم بعد العودة لكن الامر يتطلب الانتظار 3 اشهر للقيام بالزيارة الاولى للعائدين من جانب مندوبي المفوضية لان كل زيارة نقوم بها تتطلب تقديم طلب اذن بالزيارة وعلينا انتظار الرد».

ولفتت هذه المصادر الى «ان هذا الامر من بين الاشياء التي نناقشها مع السلطات السورية لان الحصول على الاذن يتطلب الانتظار اشهراً. وعندما يسألنا العائدون هل ستزوروننا في بلداتنا التي سنعود اليها نقول لهم لا نعلم لأن الامر ليس بيدنا، والناس يريدون ان نكون الى جانبهم وعندما نزورهم اول مرة ونعرف احتياجاتهم ونغادر كي نأتي بها فاننا مرة اخرى نحتاج الى الاذن للعودة ولا نعرف متى نعود».

وعن العودة الى القلمون، قالت المصادر «ان العائدين غادروا مخيمات اللجوء في لبنان بواسطة شاحناتهم وجرافاتهم الى مناطق شهدت قتالاً عنيفاً، ما يعني ان هناك دماراً كبيراً، وعلى سبيل المثال فإن نسبة الدمار في الزبداني 70 في المئة، والعائدون يقطنون في هذه الحالة عند اقاربهم ومع قدوم فصل الشتاء علينا تأمين احتياجات اساسية، نحن لا نبني منازل لسنا مؤسسة بناء. نحن ندعم الناس، وهؤلاء يطلبون الاستقرار».

وأشارت هذه المصادر الى ان المفوضية لم يتسن لها تفقد كل العائدين في المناطق السورية التي استقروا فيها ولكننا نعمل على ذلك».

وعن تقارير تحدثت عن تصفية او اعتقال عائدين الى سورية، أوضحت هذه المصادر:»لم نتحقق منها ولكننا نعمل على الامر، هناك حالة واحدة في فليطا قتل فيها عائد نتيجة خلاف بين عائلتين. وهذا امر يحدث في كل مكان. ولا نقول انه مقبول، وانما هو من نتائج الحرب وعلينا ان ننظر في تداعياته».

واكدت هذه المصادر ان «اللاجئين السوريين في لبنان يؤكدون رغبتهم في العودة وليس البقاء في لبنان، لحظة النزوح كانوا يقولون ستة اشهر ونعود والاآن هم حاضرون للعودة. ودورنا البحث عن حلول لعدم ابقائهم لاجئين، ولان يستقروا في بلدهم، هذه دولتهم ولهم الحق في الخروج منها والعودة اليها. هذا حق انساني دولي. ليس دورنا ان نقرر عن اللاجئين، عليهم اتخاذ قرارتهم بمفردهم، وعندما نسألهم نحاول ان نتأكد من ان لديهم الخطة ب في حال عادوا مثلاً ووجدوا منازلهم مهدمة والى أين يذهبون، هذا جزء من عملنا، أن نتأكد من سلامتهم وان لديهم اقارب يلجأون اليهم وان نبلغ فريقنا في سورية لمتابعتهم ونعرف أين هم كي نتمكن من الوصول اليهم».

ولفتت المصادر الى انه «وفق استطلاع اجرته المفوضية فإن 89 في المئة من اللاجئين يريدون العودة الى بلدهم وهناك نسبة لا تزال مترددة وتحتاج الى الوقت لحسم خياراتها وهناك نسبة قليلة لا تريد العودة لاسباب متنوعة منها سياسي ومنها مناطقي وجغرافي وشخصي. هناك اشخاص يعانون الصدمة ولا يريدون العودة ابداً مثل الذين فقدوا كل افراد عائلتهم، او الذين يريدون لم الشمل، هذه مسائل واجهناها بعد الحرب في روندا، هؤلاء نفتش لهم عن دولة ثالثة تستضيفهم للعيش فيها».

ولفتت المصادر الى «ان دور المفوضية تأمين كل الوثائق التي يحتاجها اللاجئ لدى العودة، فالدولة السورية لا تعرف كيف تغيرت احوال اللاجئين خلال السنوات الماضية، هناك من تزوج وانجب وطلق وهناك من توفي وكل هذه الامور بحاجة الى توثيق لتقديمها الى السلطات السورية لدى العودة لمواصلة حياتهم، وهذا ما نقوم به في لبنان بمساعدة وزارة الداخلية والمخاتير».

وقالت: «نحن هنا ايضاً للناس الذين يريدون العودة الى سورية، الامن العام اللبناني يبلغنا بما يقوم به ويزودنا بلوائح مسبقة باسماء العائدين لنتأكد من ان لديهم كل الوثائق المطلوبة للعودة، احيانا هناك اطفال يريدون العودة فيما لا تريد امهاتهم ذلك وعلينا التعامل مع هذه الحالات. والامن العام اللبناني يرفض ان يعود اطفال من دون اهاليهم». واكدت «ان احداً لا يحق له التقرير بالنيابة عن اللاجئ السوري».

وعن الهوة بين قول المفوضية ان 4000 لاجئ عادوا من لبنان الى سورية وقول المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ان 50 الف لاجئ سوري عادوا، أوضحت المصادر ان «الامن العام اللبناني يسجل كل حركة العبور على الحدود اللبنانية - السورية ونحن نتلقى منه الاحصاءات التي يقوم بها، ونحتاج الى وقت لتسجيل كل العائدين». واعلنت «ان عدد المسجلين لدى المفوضية في لبنان الان تراجع الى نحو 950 الف لاجئ مسجل. ونفت أي عملية تسجيل جديدة للاجئين لكنها تحدثت عن حالات يتم النظر فيها كل على حدة، وبينهم ربما من يدخل خلسة عبر منطقة الصويري».

وأكدت المصادر ان «المساعدة المالية من المفوضية تصل الى 30 في المئة من اللاجئين الاكثر هشاشة ونعلم انها لا تكفيهم وليست مريحة لهم للاتكال عليها والبقاء للاستفادة منها لكن ليست هذه المساعدة ما يجعل اللاجئ يبقى في لبنان ابداً، بل ان هناك من عاد من بين هؤلاء الى سورية».

واكدت المصادر ان «المفوضية تتواصل مع السفير الروسي لدى لبنان في شأن المبادرة الروسية لاعادة اللاجئين، كما نبحث الامر مع السلطات السورية والامر يحصل في الاردن. نحن نشرح موقفنا والسلطات الروسية منفتحة».

ولفتت الى ان «الناس الذين عادوا الى سورية وواجهوا صعوبات معينة وربما عادوا مجدداً الى لبنان، هؤلاء ليسوا لاجئين». وقدرت عدد الولادات التي تم توثيقها منذ العام 2011 بـ 160 الف ولادة.

وعن معنى العودة الطوعية في ضوء تقليص المساعدة للاجئ والضيق الذي يعبر عنه اللبناني من وجود اللاجئ السوري على ارضه، قالت هذه المصادر: «نعلم ان المساعدة التي نقدمها ليست كافية ولا تغطي حاجات حيوية ما يشكل ضغطاً على اللاجئ، كما ان اللاجئ يعلم انه عبء على اللبنانيين ويعرف ان الوضع في لبنان لن يتحسن بالنسبة اليه، وهو لا يعرف كيفية اتخاذ القرار الصائب، ودورنا مساعدته على ايضاح الرؤية من اجل اتخاذ القرار الصحيح».

ولفتت المصادر الى «ان لبنان تلقى مساعدات ضخمة من المجتمع الدولي منذ العام 2011 ويُولّى اهتماماً خاصاً وعلى رغم ذلك فإن ما يُقدم لا يكفي، وعلينا حض المجتمع الدولي على مواصلة دعم لبنان».

وعما اذا كان النظام السوري يرحب جدياً بعودة اللاجئين، قالت المصادر: «هذا ما يقولونه لنا، فسورية بحاجة الى شعبها لاعادة البناء ومواصلة الحياة، وحق الناس بالعودة مبدأ دولي».

ووصفت مصادر المفوضية العلاقة مع وزارة الخارجية اللبنانية بانها «جيدة وهناك نقاش بناء ونعمل مع بعضنا بعضاً لكن تجديد الاقامات للموظفين الاجانب لا يزال مجمداً».

وعن دور «حزب الله» في اعادة اللاجئين، رأت «ان الحزب واحد من بين اطراف اخرى يقومون بمبادرات لاعادة اللاجئين وكل هذه المبادرات تصب لدى الامن العام اللبناني».

وشددت على «أن احداً لا يريد توطين اللاجئين السوريين في لبنان، الكل يعلم ان هذا الامر وغير وارد، والدولة اللبنانية تقرر ما يناسبها وفي كل الاحوال اللاجئون يعودون ولا ينتظروننا».