| | Date: Oct 5, 2018 | Source: جريدة الحياة | | «لقاء سيدة الجبل» يؤكد «الوصاية الإيرانية» بعد اعتذار فندق عن استضافة خلوة لبحثها | اعتبر «لقاء سيدة الجبل» اعتذار أحد فنادق بيروت عن استضافة الخلوة السنوية الثالثة للقاء المقرر الأحد المقبل، بعدما وافق عليها، أنه يثبت «صوابية اختيار عنوان الخلوة»، والذي كان «رفع الوصاية الإيرانية عن القرار الوطني اللبناني والدفاع عن الدستور وحماية العيش المشترك»، مؤكداً ان منع الخلوة «يؤكد قمع الحريات وأن الوصاية الإيرانية هي الآمر الناهي».
وغداة تبلغ «لقاء سيدة الجبل» باعتذار الفندق عن استضافة الخلوة وانتشار الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الاعلام اللبناني، سجلت ردود فعل على الخطوة. وعقد اللقاء اجتماعاً استثنائياً في مكتبه في الأشرفية، وأوضح في بيان أن «اختيار موضوع الخلوة نابع من قراءة عميقة ومتأنية للواقع السياسي الذي يعيشه لبنان اليوم. وكنا اتفقنا مع أحد الفنادق في بيروت لعقد الخلوة وإطلاق النقاش في ما نراه ضرورياً لتصويب الأمور وإحياء الحوار بين اللبنانيين على ضرورة الالتزام بدستور الطائف والعيش المشترك، وكانت الأمور سالكة وطبيعية إلى حين الإعلان عن عنوان الخلوة، فقامت القيامة ولم تقعد. ووصل الخبر إلى الفندق فتراجع واعتذر عن عدم استضافتنا. لماذا؟ جاء الرد: «لا تواخذونا ما فينا نحملها».
وشدد اللقاء على أن «معركتنا اليوم هي معركة الاعتراض على هذه السياسة وعلى ما نراه وصاية إيرانية على قرار البلد. وهي معركة متزامنة مع حق وحرية التعبير. الاعتراض سلمي ديموقراطي وحضاري، لا يحق لأحد حرماننا منه أو سلبه منا. الاعتراض يعني حرية التعبير، وهي خاصية جوهر قيام لبنان وتركيبته. لبنان والحرية صنوان، إلا إذا كان هناك من يريد ان يجعل منه بلداً - نظاماً على شاكلة عدد من الأنظمة في المنطقة العربية وغير العربية».
ورأى «أن حرية العمل السياسي في لبنان يبدو أنها أصبحت مشروطة ومقيدة بما تختاره من عنوان وما تريد ان تقوله، وإلا يصبح ممنوعاً على البعض، ليس فقط حقه في اختيار المعركة التي يريد ان يخوضها أو الموقف الذي يريد أن يعلنه، وإنما أيضاً حقه وحريته في التعبير. ويضاف إلى هذا الواقع منحى آخر لا يقل خطورة ويتجلى بصمت ومحاباة السلطة من قبل من هو غير راض أو مفترض به ألا يكون راضياً على هذا المسار وإلى ما آلت اليه الأمور».
وأضاف: «يبدو أن على الجميع وجوب الوقوف والانتظام في الخط الممانع في السياسة العليا والإقليمية، يقابله خط الكراسي والحصص في الداخل التي يتم توزيعها على المصفقين أو من خلالها ابتزاز المهادنين أو المترددين. لكن من دون حرية التعبير لا حكومة ولا مؤسسات ولا ديموقراطية ولا تعددية ولا حوار ولا عيش مشتركاً... ولا لبنان، فلنعد إلى الدستور وإلى دولة القانون التي تحمي الجميع وتصون حق كل مواطن في لبنان».
وقال عضو اللقاء فارس سعيد: «لبنان أصبح في مرحلة خطيرة جداً إذ إن هناك شروطاً تفرض على جميع اللبنانيين لتصويب كل أعمالهم، وهناك شروط على أي عمل سياسي يعتبر سلاح حزب الله سلاحاً غير شرعي»، معتبراً أن «الدولة اللبنانية أصبحت في كنف حزب الله، وفي خدمة سلاحه، لأن هناك نفوذاً إيرانياً مهدداً في المنطقة ويعتبر أنه يريد أن يدافع عن نفسه من خلال وضع يده على لبنان وعلى مساحات أخرى في العالم العربي».
وإذ أعلن سعيد أنه تلقى اتصال تضامن من وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي، أضاف: «نحن لقاء سلمي ديموقراطي مرخص من وزارة الداخلية وجمعية سياسية تحضر لتقرير سياسي تشارك في صياغته مجموعة من الأكاديميين والسياسيين. وإذا كان ممنوعاً علينا أن نجتمع حول هذا التقرير ونناقشه فما هو المسموح؟ هل المسموح الشتم على التلفزيونات ووسائل التواصل التي تهين الناس وكرامتها لأن هناك أحداً خدش أي موقف لهذا الزعيم أو غيره؟».
كما أصدرت إدارة فندق «بريستول»، الذي كان من المقرر ان يستضيف الخلوة، بياناً أكدت فيه «أنها تحترم جميع القوى السياسية، وهي على استعداد دائم لاستقبال جميع المؤتمرات التي تسعى الى دعم الحوار الوطني. وهي خارج أي سجال سياسي وتأسف لسوء التفاهم الذي حصل مع «لقاء سيدة الجبل» والذي أدى الى إلغاء انعقاد خلوتها لأسباب خارجة عن إرادتنا».
وغرد الوزير السابق بطرس حرب عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «في عهد الوصاية السورية عملت أجهزة المخابرات على ضرب الحريات، أقفلت تلفزيونات ومنعت صحف من الصدور ولقاءات سياسية من الانعقاد وصولاً الى الاغتيالات، واليوم تمنع الأجهزة اجتماع لقاء سيدة الجبل. ترى هل عدنا لوصاية جديدة ولدولة الأجهزة وقمع الحريات؟ حذار المس بالحريات في لبنان».
واستنكر «حزب الوطنيين الأحرار» المنع واصفاً هذه «الممارسات»، بأنها «تعيدنا الى عهد بائد أصبح وراءنا ولا تمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء». | |
|