Date: Sep 21, 2018
Source: جريدة الحياة
نصر الله للوقوف إلى جانب إيران: امتلاك المقاومة صواريخ دقيقة وغير دقيقة ... أُنجز
أحيا المسلمون الشيعة في لبنان ذكرى عاشوراء بمجالس تليت خلالها السيرة الحسينية ومسيرات متشحة بالسواد في شوارع ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع والجنوب. وأطل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله من شاشة عملاقة على آلاف من مناصريه من الحزب في الضاحية، فأسهب في الحديث عن «أهمية الوقوف إلى جانب إيران التي ستدخل إلى استحقاق كبير وخطير وهو بدء تنفيذ العقوبات الأميركية عليها». وعن إسرائيل «التي سقط مشروعها في المنطقة»، قال: «مهما فعلت انتهى الأمر وأنجز، وباتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانات التسليحية، فإذا فرضت إسرائيل على لبنان حرباً ستواجه مصيراً لم تتوقعه».

وشدد على وجوب البقاء «في دائرة الحذر»، وقال: «الإسرائيليون علقوا أمالاً كبيرة على ما كان يجري في سورية وفي العراق، وفي السابق على ما كان يجري في لبنان، ولكن كل هذه الأوهام ذهبت أدراج الرياح». ولفت إلى أن «حزب الله ليس مسألة أن فلان موجود في المخبأ، المسألة أكبر من هذا بكثير. اللجوء إلى هذا التوصيف دليل هزالة المنطق الإسرائيلي».

وتحدث عن «فضل إيران في الصراع العربي- الإسرائيلي، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، وببركة دعمها المتواصل استطاعت المقاومة في لبنان أن تحرر الأرض وتستعيد الأسرى وتوجد توازن الردع مع العدو الإسرائيلي. وكانت أول من لبى نداء الشعب العراقي عندما جاء «داعش» ليجتاح كل المحافظات والمدن المقدسة في العراق، ووقفت إلى جانب سورية عندما شنت الحرب الكونية عليها، لها حق علينا، أن نقف إلى جانبها سياسياً، وإعلامياً، وشعبياً، ومعنوياً».

وجدد نصر الله «التزامنا الإيماني والعقائدي والجهادي بقضية فلسطين والقدس إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم والمضطهد والمحاصر، والتزامنا بدعمه ومساندته للحصول على حقوقه المشروعة، خصوصاً في مواجهة صفقة القرن الظالمة، ونحيي مسيرات العودة في غزة والأعمال البطولية في الضفة». كما جدد «وقوفنا إلى جانب الشعب اليمني المظلوم وشعب البحرين المسالم».

وعن لبنان، جدد نصر الله «الدعوة المتواصلة إلى الهدوء والحوار والتواصل وتشكيل الحكومة وتفعيل المجلس النيابي وتحمل الجميع للمسؤوليات في مواجهة كل الملفات القائمة والمطروحة».

وخلص إلى القول: «الأخطار الأضخم والأعظم والأخطر هي التي عبرناها والأخطار الآتية لن تكون بسوء وعظمة ما جرى علينا خلال العقود الماضية، ولكننا أياً تكن الأخطار الآتية سنواجهها بنفس العزم».

باقون في سورية

وكان نصر الله توقف في خطابه أول من أمس، عند مسألة النأي بلبنان عما يجري في المنطقة وقال: «الحياد الإيجابي نقطة خلاف جوهري في البلد على المستوى السياسي وعلى المستوى الشعبي. من يستطيع أن يفصل لبنان ويقول كل ما يجري في المنطقة ليس له علاقة به ولا يتأثر به ولا يجب أن نتدخل فيه ولبنان يجب أن يبقى بمعزل عن أحداث المنطقة؟ ما يجري في المنطقة هو بالنسبة للبنان مصيري لكل اللبنانيين، حتى المصالح الوطنية، الآن الطريقة التي تعالج فيها الإدارة الأميركية القضية الفلسطينية ليس لها تأثير على لبنان؟ أول تأثير هو التوطين الذي يرفضه كل اللبنانيين والفلسطينيين».

ورأى أن «المنطقة مقبلة على صراع نفط وغاز ومياه، مصلحتك أنت الشعب اللبناني بكل طوائفه، أن يكون في جواره إسرائيل القوية الطماعة؟

وعندما حصل موضوع سورية، لو سيطر «داعش» و «جبهة النصرة» و «تنظيم القاعدة» على سورية ما هو مصير لبنان والأردن والعراق ودول الخليج؟».

وقال: «لنكن صريحين هناك انقسام عمودي في البلد حول قضايا هذه المنطقة، أما القوى السياسية، فمن نأى بنفسه؟ من؟ نحن ظاهرون أكثر لأنه عندنا عسكر ونقاتل في سورية وموجودون فيها، هذا الفارق عن غيرنا، الفارق بيننا وبين غيرنا هو الإمكانات، البشرية والمادية والعسكرية، أما القوى السياسية اللبنانية غالبيتها تدخل في الشأن السوري والشواهد من سبع ثماني سنوات إلى اليوم موجودة».

ورأى «أن «داعش» لم يظهر بعد أن لديهم خلايا في لبنان، حالات الاعتقال الأخيرة أثبتت أنه لا يوجد بنية تحتية ولا خلايا ولا مجموعات في ما يسمونه هم الذئاب المنفردة، الواحد هو عليه أن يبحث على كيفية الحصول على السلاح أو متفجرات أو سكاكين ليهجم على الجيش اللبناني أو على أماكن معينة. طبعاً هناك تراجع كبير في القدرة الأمنية لـ «داعش» في لبنان ولا نتحدث عن جبهة النصرة. لكن الأسوأ في موضوع داعش أنه يتم نقلهم بدلاً من اعتقالهم لمحاكمتهم».

وعن الموضوع السوري، قال نصر الله: «حيث يمكن إيجاد تسوية فلتكن تسوية، وحيث هناك إمكان مصالحة فلتكن، من دون خسائر بشرية وسفك دماء».

وقال: «بناء على تسوية إدلب إن سارت الأمور ونفذت بالشكل المناسب، نستطيع أن نفترض جميعاً أن سورية تذهب إلى هدوء كبير وأنه عملياً لن يعود هناك جبهات قتال حقيقية في سورية، نعم هناك مرابطات وتواجد في حذر، لأنه لا يجوز الثقة بالكثير من الجهات التي تآمرت في السابق، هنا بدأ يكبر السؤال مجدداً عن وجود حزب الله في سورية».

وأجاب قائلاً: «نحن باقون حتى بعد التسوية في إدلب والبقاء هناك مرتبط بالحاجة وبموافقة القيادة السورية، أنا قلت سابقاً لا يستطيع أحد أن يخرجنا من سورية، ولكن بقاءنا في سورية ليس من باب أننا نريد أن نفرض أنفسنا على الدولة في سورية، طالما القيادة في سورية تقول أنا أرغب ببقائكم نحن باقون».

واستنكر «الاستباحة الإسرائيلية للأجواء اللبنانية سواء بالاعتداء على لبنان أو الاعتداء على سورية».

وعن عودة النازحين السوريين إلى بلدهم أكد أن «موضوع مدينة القصير وقرى القصير، سيتم إيجاد حل قريب لها وكل الترتيبات تسير في هذا الاتجاه مع الحكومة السورية».

وعن «تغيير ديموغرافي في سورية، قال: «تفضلوا لكي نذهب إلى سورية لكي تعود الناس إلى بيوتها، من الذي يريد تغيير ديموغرافي في سورية وفي لبنان؟ نحن؟ الدولة في سورية؟ أم الدول والقوى السياسية في لبنان التي تحول دون عودة النازحين، وتخوّفهم وتُرعبهم؟ وأكد مواصلة العمل لإعادتهم العمل إلى جانب الأمن العام اللبناني والحكومة السورية».

«انتبهوا لكل كلمة»

وأكد في المسألة اللبنانية أن «لا أحد يُلغي أحداً، ولا يشطب أحدٌ أحداً، هم يضيعون الوقت، فلنستفد من الوقت، لا نوتّر الأجواء، الجو الحاكم الآن هو جو التشنج الداخلي السياسي والإعلامي والنفسي، نتيجة الخطابات والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. أحياناً قصة صغيرة يمكن التواصل من أجل حلها تصبح قضية كبيرة على مستوى الاستحقاقات الكبيرة وتستنفر فيها كل العصبيات وكل الأبواق ويؤخذ البلد إلى مكان آخر»، ودعا إلى «معالجة أي مسألة خلافية بالتواصل والحوار والحكمة ما أمكن».

ودعا «كل المسؤولين والناس العاديين الذين ينتمون إلى مسيرتنا، إلى الانتباه إلى كل كلمة وتصرف وجملة تكتبوها على مواقع التواصل الاجتماعي، للذين يخطبون ويتصورون ويجلسون مع الناس، يوجد جو في البلد بل في كل المنطقة بعد فشل الحروب العسكرية يريد أن يأخذ شعوبنا إلى التشتت والتفتت من خلال الإشاعات الكاذبة، هذا يحصل الآن بين الشعب الإيراني والشعب العراقي وله تفاصيل كثيرة، وأكاذيب لها أول وليس لها آخر، وأفلام فيديو وتمثيليات مكذوبة. نحن في مرحلة حساسة والمطلوب الانتباه وعدم ارتكاب الأخطاء».