| | Date: Sep 20, 2018 | Source: جريدة النهار اللبنانية | | بوتين والأسد لم يتواصلا... خلل روسي-سوري في حادث اللاذقية؟ | موناليزا فريحة
تعددت السيناريوات المحتملة لتداعيات حادث اللاذقية على العلاقات الروسية-الاسرائيلية، خصوصاً بعد المواقف المتضاربة التي صدرت عن موسكو أمس، بينما لفت الانتباه تصريح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد لم يتواصلا بعد حادث الطائرة الروسية "إيل-20".
لم يبرئ الاعلام الاسرائيلي بلاده تماماً من حادث اسقاط الطائرة، نتيجة العمليات الجوية لقوات الدفاع الإسرائيلية، وأقر بعض المعلقين بأن إسرائيل تتحمل جزءاً من المسؤولية، وهو ما سيرتب عليها عواقب.
وذهبت صحيفة "هآرتس" الى القول إن الحادث قد يكون متعمدا من خلال الإخطار الاسرائيلي المتأخر. واستنتجت أن إسرائيل ستكون مجبرة في كل الأحوال على الحد من النشاط العسكري في سوريا في القريب العاجل وتحمل المسؤولية علناً لما حدث.
وتبنت "جيروزاليم بوست" سيناريو "الحيلة" التي تحدثت عنها موسكو لتضليل قوات الدفاع الجوي السورية، وخصوصاً أن الإشعار جاء عبر الخط الساخن إلى الجانب الروسي قبل أقل من دقيقة من توجيه الضربة التي توقعت أن تثير مشاكل لإسرائيل، بسبب خطر "تغيير التوازن الهش".
وفي المقابل، رفضت "يديعوت أحرونوت" صيغة الاستفزاز الاسرائيلي، واتهمت الجيش السوري بالحادث. وتخوفت من احتمال حصول الجيش السوري على منظومة الدفاع الجوي "إس-300"، الأمر الذي سيعقد إجراءات الطيران الإسرائيلي في المنطقة.
ووسط هذه التكهنات، برزت مخاوف اسرائيلية من تقييد موسكو تحركات سلاح الجو الاسرائيلي في سوريا وهو ما يقوض خططها لوقف المدد الايران هناك.
وتعزز هذه المخاوف، فرضيات تداولها الاعلام الروسي عن الرود المحتملة. وقالت صحيفة "برافدا" الروسية ان موسكو قد تنهي كل أنواع العلاقات التقنية والعسكرية مع اسرائيل، بينها الاتفاق على تبادل المعلومات الاستخباراتية. وقالت أيضاً إن موسكو قد تتخذ سلسلة اجراءات ديبلوماسية ومثلاً استدعاء سفيرها من اسرائيل أو مراجعة نظام الاعفاء من التأشيرة بينها وبين الدولة العبرية. وافترضت ايضاً أن روسيا قد تسقط طائرة اسرائيلية في الاجواء السورية. ومن الفرضيات أيضاً تزويد موسكو "حزب الله" أنظمة دفاعية صاروخية.
ووسط هذه السيناريوات المقلقة لاسرائيل، سارعت وزارة الدفاع الى نشر صورتين بالاقمار الاصطناعية للموقع الذي استهدفه الطيران الاسرائيلي في اللاذقية، وتظهران على حد قولها مخزناً للذخيرة الايرانية قبل الضربة وبعدها.
ومع هذه الصورتين، تبنى محللون وجهة نظر الحكومة بمسؤولية دمشق عن اسقاط الطائرة.
وفنّد المدير التنفيذي لمعهد دراسات الامن القومي في جامعة تل أبيب الجنرال المتقاعد آموس يدلين الاسباب التي "تدين دمشق بالحادث". فالى كون الطائرة الروسية اسقطت بصاروخ سام 5 سوري، قال إن القاعدة الاولى في سلاح الجو تقول بوجوب التمييز بين الصديق والعدو، محذراً من أن هذا العجز والتهور السوريين يمكن أن يؤديا بسهولة الى اسقاط طائرة مدنية.
وأبرز أهمية التوقيت في تحديد المسؤولية، موضحاً أنه خلال الضربة، لم تكن الطائرة الروسية في المنطقة، وعندما أطلق صاروخ "سام" كانت المقاتلات الاسرائيلية عادت الى الاجواء الاسرائيلية.
وأشار الى أن قيادة الدفاعات الصاروخية السورية لم تكلف نفسها التحقق من عدم وجود طائرات روسية في الجو.
وينسجم موقف يدلين مع بيان الجيش الاسرائيلي الذي قال إن " الطائرة الروسية التي أصيبت، لم تكن في نطاق العملية"، و"عندما أطلق الجيش السوري الصواريخ التي أصابت الطائرة، كانت المقاتلات (الاسرائيلية) عادت الى المجال الجوي الاسرائيلي".
وفي موسكو كما في تل أبيب، بقيت السيناريوات عن التبعات المحتملة للحادث مفتوحة على كل الاحتمالات. وفي ظل تراجع المواقف المعلنة بعد سلسلة التصريحات الاثنين، كثرت التكهنات.
وقال يدلين إن الأسف الذي أبدته اسرائيل لخسارة الارواح مع الايجاز الشفاف والاحترافي الذي قدمته لروسيا قد يكونان طريقاً لانهاء الازمة"، وإن تكن ضغائن قد تستمر.
بوتين-الاسد
وفي موازاة هذا السجال عن العلاقات الاسرائيلية-الروسية، جاء تصريح الناطق باسم الكرملين ليوجه الانتباه الى مكان آخر. فعندما سئل عما إذا كان الأسد قد اتصل ببوتين بهذا الشأن: قال"لا".
ولفت الى أن الكرملين ليس على علم بما إذا كان الجيش السوري قدم أي بيانات حول هذا الحادث، إذ أضاف: "من الأفضل توجيه السؤال لوزارة الدفاع".
كذلك، أشار بيسكوف إلى أن روسيا لم تتلق بعد بيانات من إسرائيل حول الحادث ليقوم الخبراء بدراستها بعد الحصول عليها، وإن يكن أضاف أن "وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة الروسية تملكان جميع المعلومات حول الطلعات الجوية بالدقيقة والثانية، وخاصة، حول طائرتنا".
الديبلوماسي السوري السابق بسام بربيندي استغرب عدم حصول اتصال بين الاسد وبوتين، وخصوصاً أن الحصيلة البشرية كبيرة، قائلاً: "يمكن أن يكون الاسد خائفاً من سماع كلام قاس".
ولفت الى أن الحادث نفسه يثير الاستغراب، إذ "من المفروض أن يكون هناك خبراء روس موجودين أو مشرفين على منظومة الصواريخ وخصوصاً في منطقة حميميم". ورأى أن الخلل روسي-سوري، "إما في العلاقة العسكرية-التراتبية أو الأسوأ إذا كان الروس هم المشرفون على المنظومة".
أما عن تبرئة موسكو اسرائيل في الحادث، فيقول: "بعيداً من نظرية المؤامرة، ثمة أقمار اصكناعية لدول عدة فوق اللاذقية، ومن الصعب اتهام دولة ما ذا لم يكن هناك شيء حقيقي".
+ ليل الأربعاء-الخميس، أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أن الرئيس السوري وجه برقية تعزية إلى نظيره الروسي أعرب فيها عن "خالص التعازي باستشهاد العسكريين الروس في حادثة سقوط الطائرة العسكرية الروسية في البحر المتوسط"، وأكد أن "هذه الحادثة هي نتيجة الصلف والعربدة الإسرائيلية المعهودة".
الأسد يحمّل إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية
المصدر: "ا ف ب"
حمّل الرئيس السوري بشار الأسد إسرائيل المسؤولية عن اسقاط طائرة روسية قبالة السواحل السورية، بعدما استهدفتها الدفاعات الجوية السورية عن طريق الخطأ خلال تصديّها لضربات اسرائيلية، ما تسبّب بمقتل 15 عسكرياً كانوا على متنها.
وقال الأسد في برقية تعزية وجّهها إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين ونقلت مضمونها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إنّ "هذه الحادثة المؤسفة هي نتيجة للصلف والعربدة الإسرائيلية المعهودة".
وجاء في نص البرقية "نحن على أتم الثقة أنّ مثل هذه الأحداث المفجعة لن تثنيكم وتثنينا عن مواصلة مكافحة الإرهاب الذي تمتزج في سبيله دماء عسكريينا وعسكرييكم الأبطال".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلثاء أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة روسية من طراز "إيل-20 بينما كانت تحلّق فوق البحر الأبيض المتوسط على بعد 35 كلم من الساحل السوري في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم" في محافظة اللاذقية. | |
|