| | Date: Sep 16, 2018 | Source: جريدة الحياة | | إدارة ترامب توقف آخر مساعداتها المدنيّة للفلسطينيين والأمم المتحدة تشكو وضعاً «كارثياً» في القطاع | تصعيد «مسيرات العودة» في غزة رداً على تعثر المصالحة والتهدئة | أعلنت الأمم المتحدة أن نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية بلغت 27.4 في المئة العام الماضي، وهي أعلى نسبة للبطالة في العالم، ووصفت الوضع في قطاع غزة بأنه «كارثي».
وأفاد تقرير أعده مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية عن الصعوبات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، بأن الإنتاج الزراعي في الأراضي الفلسطينية تراجع بنسبة 11 في المئة في العام 2017، وأن «نصف الشباب دون سن الثلاثين في الأراضي الفلسطينية بلا عمل، وعلى رغم تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 3.1 في المئة، فإن حصة الفرد من الدخل السنوي ظلّت ثابتة».
وأشار التقرير إلى أن «إسرائيل تواصل فرض قيودها على الشعب الفلسطيني، ما زاد معاناة الحياة في الأراضي المحتلة». كما انتقد وقف الولايات المتحدة «مساعداتها المالية في شكل كامل عن الشعب الفلسطيني ووكالة أونروا». وأكد أن «الوضع الإنساني يزداد سوءاً في قطاع غزة، الذي يواجه حصاراً منذ 11 سنة، إلى جانب نقص كبير متواصل في التيار الكهربائي منذ سنوات».
وتعليقاً على التقرير، قالت إيزابيل ديورانت، مساعدة الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، خلال مؤتمر صحافي عقدته في مكتب المنظمة الدولية في جنيف، إن «الوضع في غزة أصبح بمرور الوقت لا يُطاق، وهذه كارثة». وأضافت أن «الوضع في فلسطين يصبح عاماً بعد عام، أمراً لا يمكن قبوله أكثر من ذلك، وأكثر صعوبة».
ووفق الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، بلغ عدد العاطلين من العمل في الأراضي الفلسطينية، في الربع الأول من العام الحالي، 396.4 ألف فرد، أي ما نسبته 27 في المئة. وتصل نسبة البطالة في غزة إلى نحو 50 في المئة، وفي صفوف الشباب والمرأة إلى نحو 65 في المئة.
إدارة ترامب توقف آخر مساعداتها المدنيّة للفلسطينيين
رام الله - محمد يونس
قررت الإدارة الأميركية وقف آخر أشكال المساعدة المدنية المقدَّمة إلى الفلسطينيين، وقيمتها عشرة ملايين دولار، كانت مخصصة لبرنامج تعزيز العلاقات بين أنصار السلام في المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأكد الموفد الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، القرار، في تغريدة على حسابه في «تويتر»، حيث حمّل السلطة الفلسطينية المسؤولية عنه، على رغم أن المنظمات المتضررة غير مرتبطة بها.
وقال مدير إحدى المؤسسات الفلسطينية التي تتلقى مساعدات من البرنامج لـ»الحياة»، إن «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» أبلغته في رسالة رسمية وقف المساعدات المخصصة لمؤسسات فلسطينية ضمن البرنامج الخاص بدعم مؤسسات فلسطينية وإسرائيلية تعمل على تعزيز ثقافة السلام. وقال إن هذه الأموال كانت مخصصة لورش تدريبية ولقاءات سياسية حيال تعزيز فرص السلام.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن السيناتور باتريك ليهي قوله، إن «الوكالة الأميركية للتنمية» أبلغتهم بوقف هذه الأموال، وإنها لم ترغب في القيام بذلك، إلا أنها ستعمل على تنفيذ القرار الرسمي.
وقالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية «تستخدم قطع الأموال للضغط على الفلسطينيين من أجل إعادتهم إلى العملية السياسية التي ترعاها».
ورداً على هذه الإجراءات، قال أحد كبار مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لـ»الحياة»، إن «أميركا دولة يقودها اليوم تجّار عقارات وليس رجال دولة، وإدارة دونالد ترامب تعمل في السياسة حسبما تعمل في تجارة العقارات». وزاد: «في سوق العقارات الأميركي، يلجأ الخصم إلى الضغط على خصمه حتى آخر مدى، وإغراقه في المشكلات المالية، لإجباره على بيع عقارات بسعر متدنٍّ، وهذا ما تفعله هذه الإدارة».
وكانت الإدارة الأميركية تقدّم للفلسطينين نحو 700 مليون دولار سنوياً عبر سلسلة من البرامج، منها 360 مليون دولار من خلال وكالة «أونروا». وتتوزع باقي المساعدات على برامج أخرى.
وبلغت قيمة الأموال التي كانت تدفعها الإدارة الأميركية لمستشفيات القدس 25 مليون دولار سنوياً، أوقفت الأسبوع الماضي. وأبقت واشنطن على المساعدات المقدمة لأجهزة الأمن، نظراً إلى تعاونها مع أجهزة الأمن الإسرائيلية والأميركية في مكافحة الإرهاب. لكن مسؤولين فلسطينيين يقولون إن هذه المساعدات محدودة جداً ومخصصة للتدريب والأجهزة ولا تزيد عن 60 مليون دولار سنوياً.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن المسؤول السابق في وكالة المعونة الأميركية (يو إس إيد)، ديفيد هاردن قوله: «لكونك فلسطينياً لن تستطيع الوصول إلى هذه المساعدات»، واصفاً القرار بأنه «انتقامي» ويشكل «نهاية للأمل».
ونقلت عن الأستاذ في كلية كينيدي في جامعة هارفارد والديبلوماسي البارز نيكولاس بيرنز، قوله إن «ترامب أهدر نفوذنا وصدقيتنا مع العالم العربي في هذه القضية الحاسمة». وأضاف: «هذا هو سوء التصرف الديبلوماسي على أعلى مستوى».
تصعيد «مسيرات العودة» في غزة رداً على تعثر المصالحة والتهدئة
غزة - فتحي صبّاح
شيّع آلاف الفلسطينيين أمس، جثامين 3 شهداء بينهم طفل، سقطوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركتهم في الجمعة الـ25 من «مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار» شرق قطاع غزة، ليرتفع إلى 177 عدد شهدائها منذ انطلاقها.
وشهدت جمعة «المقاومة خيارنا» زخماً شعبياً وتصعيداً لافتاً، خلافاً للأسابيع الأخيرة التي شهدت هدوءاً نسبياً تزامن مع محادثات أجرتها الفصائل الفلسطينية حيال المصالحة والتهدئة في القاهرة برعاية مصرية. وقالت مصادر في الهيئة العليا للمسيرة لـ «الحياة» إن أكثر من 30 ألف فلسطيني شاركوا في الفعاليات في مخيمات العودة المنصوبة شرق رفح وخان يونس والبريج وغزة وجباليا.
وأتت المشاركة الجماهيرية الواسعة، وعمليات قص الأسلاك الشائكة للسياج الأمني الفاصل بين القطاع ومناطق غلافه، وإطلاق عشرات البالونات الحارقة، في ظل تعثر محادثات المصالحة والتهدئة.
وكانت مصادر فلسطينية كشفت لـ «الحياة» قبل نحو أسبوع، أن الهيئة والفصائل الفلسطينية، وفي مقدمها «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، قررت رفع وتيرة الأنشطة والبالونات الحارقة خلال المسيرة لزيادة الضغط على كل الأطراف المعنية، خصوصاً إسرائيل، لإرغامها على كسر الحصار.
وظهرت خلال الأيام القليلة الماضية خلايا فلسطينية جديدة تحت مسمى «وحدة الإرباك الليلي»، ومهمتها إشغال جنود الاحتلال ليلاً. وسبقت تشكيلَها وحداتٌ أخرى، أهمها «وحدة الكاوتشوك»، و«وحدة قص السلك»، و«وحدة الطائرات والبالونات الحارقة».
وفي ختام فعاليات أول من أمس، أصدرت الهيئة العليا للمسيرة بياناً عبرت فيه عن «الاعتزاز بالمقاومة الفلسطينية الباسلة، التي دحرت قبل 13 سنة قطعان المستوطنين من أرضنا في غزة». ودعت في الذكرى الـ25 لاتفاق أوسلو إلى «اصطفاف وطني كبير يتجاوز آثاره (الاتفاق) الكارثية، على أساس إلغاء الاعتراف بالكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال التطبيع والتعاون معه، واعتماد استراتيجية المواجهة الشاملة التي حددتها قوى شعبنا في اتفاق القاهرة للمصالحة (في العام 2011) لتوحيد الصف وتسعير المقاومة حتى هزيمة العدو ودحره عن مقدساتنا وأرضنا وتاريخنا».
وثمنت الهيئة الجهود المبذولة لكسر الحصار، وتوحيد الصف الفلسطيني، داعية «الشقيقة مصر» إلى «فتح المعبر (رفح) بوتيرة أسرع ومدى أطول زمنياً وتخفيف معاناة المسافرين». وأكدت مواصلة مسيرات العودة. ودعت إلى «المشاركة في فعاليات الجمعة المقبلة... بعنوان: جمعة كسر الحصار».
| |
|