| | Date: Sep 15, 2018 | Source: جريدة الحياة | | كوشنير يرى في العقوبات فرصة للسلام | رام الله - «الحياة»
فيما واصل سكان تجمع الخان الأحمر، ومعهم عددٌ من الناشطين الفلسطينيين والأجانب، مقاومة قرارٍ إسرائيلي بهدم الخان، ومع وقف عمل البعثة الديبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، رأى مستشار الرئيس الأميركي صهره جاريد كوشنير أن العقوبات الأميركية المفروضة على الفلسطينيين تقرّب فرص السلام، ما اعتبرته السلطة الفلسطينية «تضليلاً» و «جهلاً بالصراع».
وقال كوشنير في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» تزامنت مع إغلاق مقر البعثة الديبلوماسية الفلسطينية في واشنطن بأمر من الرئيس دونالد ترامب، كما تزامنت مع الذكرى الـ25 لتوقيع اتفاقات أوسلو في البيت الأبيض، أن غالبية المساعدات التي قدمتها بلاده إلى «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا) وإلى مؤسسات فلسطينية أخرى «ذهبت هدراً»، مشيراً إلى أن تقليص المساعدات الأميركية للسلطة جاء «بعد أن قامت قياداتها بالقذف والتشهير بحق إدارة ترامب».
ودافع بقوة عن العقوبات الأميركية ضد الفلسطينيين، وقال: «هناك حقائق كثيرة مغلوطة أشيعت وقيل لا يمكن المس بها، وأعتقد أن هذا كان يجب أن يتغير. وما تفعله إدارة ترامب هو التعامل مع الأمر الواقع كما تراه». وأضاف: «أعتقد أنه بفضل هذه المقاربة، هناك فرص أكثر للتوصل إلى سلام فعلي»، مضيفاً: «أن الإدارة الأميركية تعمل ما هو الأنسب من دون خوف أو وجل، ما يعزز فرص تحقيق السلام الحقيقي». واعتبر أن قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس زاد من صدقية ترامب، معرباً عن اعتقاده بأنه يمكن رأب الصدع بين واشنطن والفلسطينيين، وبأن المفاوضات ليست في مأزق، وبأن المواقف قد تتطور بعد عرض خطة للسلام.
وسارعت السلطة الفلسطينية الى التنديد بتصريحات كوشنير، ووصَفها الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة بأنها «محاولة للتضليل وتزييف التاريخ الخاص بالقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية»، و «تنم عن جهل بواقع الصراع». وقال أن مشروع السلام الوحيد القابل للتطبيق هو القائم على حل الدولتين على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، محذراً من أن «الاستمرار بإنكار الحقائق التاريخية والدينية للشعب الفلسطيني، سيضع المنطقة في مهب الريح».
من جهة أخرى، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات أن كل ما تقوم به إدارة ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لا يمكن أن يوقف الحتمية التاريخية المتمثلة في تجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وعلى رأسها قضية اللاجئين. وأردف خلال لقاء مع عدد من الديبلوماسيين أمس: «سياسة الإدارة الأميركية التي تعتمد الابتزاز والاستقواء والإملاء ذاهبة إلى الفشل»، واعتبر أن «هذه الإدارة لم تعد شريكاً ولا تستطيع أن تكون وسيطاً في أي عملية سلام»، داعياً المجتمع الدولي إلى توحيد مواقفه استناداً إلى القانون الدولي.
وتزامنت تصريحات كوشنير مع إغلاق مكتب البعثة الديبلوماسية الفلسطينية في واشنطن أعمالها أول من أمس.
وقال ممثّل البعثة حسام زملط في شريط فيديو بثّه على «فايسبوك» ووجّهه إلى «الشعب الأميركي الكبير»: «اليوم هو الموعد الذي حددوه لنا» لإنهاء عمل البعثة في واشنطن. وندّد بقرار «مؤسف وعقابي»، قائلاً أنّ «إدارة ترامب لم تُعطنا سوى خيارين فقط: أن نفقد علاقتنا معها، أو نفقد حقوقنا كأمّة. إنّ رئيسنا وقادتنا والشعب الفلسطيني اختاروا حقوقنا». وأبدى «حزنه الشديد بسبب الوضع الحالي»، معبّراً لـ «ملايين الأميركيين الذين كانوا ولا يزالون أصدقاء فلسطين» عن الأمل بأن «تكون هذه اللحظة الحزينة قصيرة الأجل، لنعود مجدّداً في وقت قريب لنكون رمزاً وانعكاساً للعلاقة التاريخية بين الشعبين».
وأعربت ناطقة باسم وزارة الخارجية الألمانية عن «القلق من أن تسبب هذه الخطوة الأميركية الأحادية الجانب مزيداً من التشدد في المواقف وتصعب استئناف المحادثات في شأن حل الدولتين». | |
|