| | Date: Sep 15, 2018 | Source: جريدة الحياة | | متظاهرون في إدلب يطالبون بحماية دولية | موسكو - سامر إلياس
مع استمرار توقف الغارات الروسية والسورية، خرجت تظاهرات في ريفي إدلب وحماة الشمالي في جمعة «لا بديل عن إسقاط النظام»، رفع خلالها المتظاهرون لافتات تطالب بـ «حماية دولية»، وسط مخاوف من هجوم محتمل على آخر معاقل المعارضة شمال غربي سورية، في وقت نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من برلين صحة الحديث عن بدء هجوم للجيش السوري على إدلب بدعم روسي، أو الاستعداد لهجوم واسع النطاق.
وبالتزامن مع الإعلان عن قمة روسية - تركية تُعقد في سوتشي بعد غدٍ للبحث في الملف السوري، عُقد في جنيف أمس اجتماع بين الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا ومجموعة «الدول المصغرة» (أميركا، بريطانيا، فرنسا، المملكة العربية السعودية، الأردن)، للبحث في العملية السياسية السورية واستئناف المفاوضات، وتشكيل لجنة دستورية لصوغ الدستور السوري. ومن المقرر أن يتسلم دي ميستورا مجموعة مبادئ تم تحديدها لشكل الحل في سورية، بعيداً من الطروحات السابقة.
وفي موسكو، أعلن مجلس الأمن الروسي أن الرئيس فلاديمير «بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسي الوضع في إدلب السورية»، وأكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه تم «الإعراب عن القلق إزاء التمركز المكثف للإرهابيين في المدينة ونشاطهم المزعزع للاستقرار». وأضاف أن الاستعدادت تجرى لعقد قمة بعد غدٍ بين بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي.
وفي وقت سابق، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن أردوغان سيبحث الملف السوري مع بوتين الإثنين، في لقاء هو الثاني في غضون عشرة أيام بعد السجال الذي حصل في قمة طهران في السابع من الشهر الجاري بين الزعيمين. وشدد جاويش أوغلو على أن بلاده تعمل على التوصل لوقف للنار في شمال غربي سورية، وأنها مستعدة للتعاون مع الجميع في محاربة الجماعات الإرهابية في إدلب، مستدركاً: «ليس من الإنسانية والصواب أن يُقتل المدنيون والنساء والأطفال من دون أي تمييز تحت ستار مكافحة المنظمات الإرهابية لأنه لا يمكننا إحلال الأمن والسلام في هذا الشكل». وأكد أن تركيا تبذل جهوداً حثيثة على المستويات كافة لوقف الهجمات على إدلب، وأنها تناقش هذه المسألة مع جهات أخرى.
ولم يستبعد وزير الخارجية التركي في رسالة إلى صحيفة «نيويورك تايمز» قيام «وحدات حماية الشعب» الكردية بمساعدة قوات النظام السوري في الهجوم على إدلب، محذراً من أن واشنطن ينبغي أن «تقوّم من هم حلفاؤها الحقيقيون في المنطقة».
من جهة أخرى، حذر الناطق الرئاسي التركي كالين من أن موجة جديدة من اللاجئين السوريين قد تسبب أزمة تصل إلى أوروبا، وقال أن من السابق لأوانه الحديث عن ممر إنساني في إدلب.
وكان لافروف صرح قبيل اجتماعه مع نظيره الألماني هايكو ماس أمس، بأن «ما يقال حالياً عن بدء هجوم القوات السورية بدعم روسي هو حديث غير نزيه وتشويه للحقائق. القوات السورية ونحن، نرد فقط على الهجمات من منطقة إدلب»، متعهداً «أننا سنتعامل مع هذه القضايا بعناية فائقة. سنقوم بإنشاء ممرات إنسانية، وسيتم التشجيع على التهدئة المحلية بكل الطرائق الممكنة. سنفعل كل شيء حتى لا يتضرر السكان المدنيون». وزاد: «لن نتصرف بالطريقة التي عمل بها التحالف في الموصل العراقية وفي الرقة السورية، إذ لم تكن هناك محادثات مع المعارضة المسلحة حول الهدنة المحلية، حين لم يتم إنشاء ممرات إنسانية... وحين كانت (المدن) تُسوى بالأرض، وبعدها لأشهر لم يتمكنوا من العثور على الجثث». لكن لافروف قال أن «روسيا تمتلك معلومات استخباراتية عن مواقع في إدلب تعمل فيها ورشات سرية مختصة في تركيب طائرات مسيرة من قطع مهربة»، مشدداً على أن بلاده «ستستهدف هذه المعامل السرية التي تصنع السلاح الفتاك فور ورود معلومات عن نشاطاتها في أي مكان».
وربط وزير الخارجية الألماني مساهمة بلاده في إعادة إعمار سورية بالتوصل إلى حل سياسي يؤدي إلى انتخابات حرة في سورية. وقال في تصريحات قبل لقاء لافروف: «إذا كان هناك حل سياسي في سورية يؤدي إلى انتخابات حرة، فنحن مستعدون لتحمل المسؤولية عن إعادة الإعمار. من مصلحتنا أن تصبح سورية دولة مستقرة، ولدينا دور مهم نقوم به في هذا الصدد». وأردف: «لا الروس ولا الإيرانيون ولا الأتراك» يملكون القوة للتغلب على هذا الوضع في شكل منفرد، موضحاً: «لدينا هنا دور مهم». وأعرب عن أمل ألمانيا بعدم حصول هجوم واسع النطاق على إدلب، معتبراً أن الأهم هو تفادي الأسوأ، وهو حصول كارثة إنسانية جديدة. وشدد على أن «الحكومة الألمانية لا يمكنها أن تتخيل حلاً سياسياً طويل الأمد، مع بقاء (الرئيس السوري بشار) الأسد في السلطة». | |
|