| | Date: Sep 13, 2018 | Source: جريدة الحياة | | موسكو تلمّح إلى احتمال تأجيل الهجوم على إدلب | موسكو - سامر الياس
عمان، لندن، نيويورك، جنيف، واشنطن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - لاحت أمس بوادر تخفيف لحدة التصعيد الروسي- السوري، بعد تلميح موسكو إلى إمكان إرجاء الهجوم على إدلب، لكنها حمّلت أنقرة مسؤولية تفكيك «الجماعات الإرهابية». وعزز هذا الاتجاه فتح النظام معركة في البادية السورية، لطرد تنظيم «داعش».
ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن مصادر في المعارضة السورية أن تركيا كثفت إمدادات السلاح للمعارضة في إدلب، منذ فشل القمة الإيرانية- الروسية- التركية الجمعة الماضي، لمساعدتهم في التصدي للهجوم المتوقع.
وفيما حض العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على «تكثيف الجهود» لإيجاد حل للنزاع «يحفظ وحدة سورية واستقرارها»، وأكد أن «الأوضاع في الجنوب السوري تسير في اتجاه الاستقرار»، أعلن مساعد الرئيس الروسي للشؤون السياسية يوري أوشاكوف حضوره غداً اجتماعاً في تركيا بمشاركة خبراء من روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا، للتنسيق في شأن قمة رباعية أعلن عنها الرئيس رجب طيب أردوغان.
جاء ذلك غداة تأكيد المبعوث الروسي إلى سورية الكسندر لافرينتيف انفتاح بلاده على «حل سلمي للوضع في إدلب»، لكنه حمّل تركيا مسؤولية الفصل بين الجماعات الإرهابية والمعارضة المعتدلة. وقال بعد محادثات في جنيف مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا: «روسيا والدول الضامنة الأخرى (تركيا وإيران) تعمل كل ما يمكنها من أجل حل قضية إدلب بأدنى حد من الخسائر». ورأى أن «العسكريين من الدول الثلاث يستطيعون الاتفاق على آلية العمليات ضد التنظيمات الإرهابية» في إدلب، وزاد: «من الأفضل تسوية الوضع بطريقة سلمية. من الممكن تفادي استخدام القوة، إذا تحدثنا عن التأجيل، يمكن تأجيل محاربة التنظيمات الإرهابية أسبوعاً أو إثنين أو 3 أسابيع. ولكن ماذا بعد؟ يجب حل هذه القضية في شكل جذري عاجلاً أم آجلاً. لذلك الأمر يتوقف على قدرة المجتمع الدولي على المساعدة في فصل المعارضة المعتدلة في إدلب عن المتطرفين». وأشار إلى إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان يعملان بجدٍ للتوصل إلى حل.
وترافق كلام المسؤول الروسي مع تصريحات نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، لمسؤول سوري ذكر أن تركيا طلبت عبر روسيا منحها فرصة إضافية لإنهاء معضلة «جبهة النصرة»، وتأجيل العملية العسكرية. ووفق المسؤول ذاته وافقت دمشق على الطلب.
وعزا القائد العام لحركة «تحرير الوطن» العقيد فاتح حسون إرجاء دمشق وموسكو الهجوم على إدلب إلى «عدم اكتمال شروط الحرب التي تحتاج إلى تأمين أعداد هائلة لدى الطرف المهاجم، وهو عنصر مفقود لدى الروس والنظام والإيرانيين». لكن مصدراً روسياً أكد لـ «الحياة» أن «موسكو قادرة على حسم ملف إدلب لو أرادت لكنها تفضل التأني». وأوضح أن «من أسباب تريثها اقتناعها بأن أنقرة خطت خطوات إيجابية نحو تفكيك «النصرة»، وهي عملية معقدة يجب أن تستكمل بتحديد مصير المسلحين الأجانب». ولم يستبعد المصدر أن تواصل موسكو «ضربات جوية دقيقة تستهدف مراكز جبهة النصرة».
ووسط تزايد الضغط الدولي للجم معركة واسعة في إدلب، والتحذيرات من استخدام سلاح كيماوي، اتهمت الأمم المتحدة، دمشق باستخدام غاز الكلور ثلاث مرات هذة السنة في الغوطة الشرقية وإدلب، في حين دعت روسيا منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى عدم السماح بحدوث «أي استفزاز كيماوي» في إدلب.
وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن بلادها «لا يمكنها أن تدير ظهرها ببساطة في حال حصلت هجمات كيماوية في سورية». أما وزير الخارجية هايكو ماس فأكد أن ألمانيا ستتخذ قراراً منفرداً يتفق مع دستورها والقانون الدولي في شأن ما إذا كانت ستشارك في أي رد عسكري على هجوم كيماوي محتمل في سورية.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أكد «تحذير الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام أي أسلحة كيماوية... في إدلب نراقب عن كثب ما الذي سيفعله نظام الأسد بمساعدة الإيرانيين والروس». | |
|