| | Date: Sep 12, 2018 | Source: جريدة الحياة | | أردوغان يطرح تطبيق نموذج عفرين في إدلب وموسكو تندد بـ «الإبتزاز» الأميركي | أنقرة - «الحياة»
حض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تحرك دولي لمنع هجوم مرتقب يتأهب له النظام السوري على محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، التي تمثل آخر معاقل المعارضة في سورية، محذراً من «دفع كلفة باهظة». وطرح تطبيق نموذج «عملية غصن الزيتون» التي أطلقها في آذار (مارس) الماضي، الجيش التركي بالتعاون مع فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة في مدينة عفرين (شمال سورية)، ضد وحدات «حماية الشعب الكردي» التي تصنفها تركيا إرهابية، على مواجهة التنظيمات الارهابية في إدلب. داعياً إلى تعاون دولي.
وكان لافتاً أن أردوغان خصص مقالاً كتبه لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، حمل عنوان «على العالم أن يوقف الأسد»، للحديث عن تطورات الوضع في إدلب. وقال: «على المجتمع الدولي أن يعي مسؤوليته حيال هجوم إدلب، لأن كلفة المواقف السلبية ستكون باهظة، ولا يمكننا ترك الشعب السوري لرحمة (الرئيس بشار) الأسد».
وشدد على ضرورة أن «تكون هناك عملية دولية لمكافحة الإرهاب من أجل التخلص من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في إدلب». ورأى أن «المعارضة المعتدلة لعبت دوراً مهماً في مكافحة تركيا للإرهاب شمال سورية»، في إشارة إلى عملية «غصن الزيتون» و «سيكون دعمهم مهماً في إدلب». وأكد أنه «من الممكن عدم تعرض المدنيين لأي ضرر أثناء محاربة الإرهاب في إدلب»، مشيراً إلى أن «تركيا تقدم في هذا الصدد نموذجاً يمكن الاحتذاء به إذ حاربت تنظيم داعش، وبي كا كا (الوحدات الكردية) من دون الإضرار بالمدنيين».
وبرأ مسؤولية بلاده عن أي هجوم، مشيراً إلى أن تركيا «فعلت كل ما بوسعها، بل وأكثر من ذلك في موضوع إدلب»، مضيفاً: «لن نستطيع ترك الشعب السوري لرحمة بشار الأسد». وزاد: «هدف النظام من شن الهجوم ليس محاربة الإرهاب، وإنما القضاء على المعارضة من دون تمييز». ولفت إلى أن «إدلب هي المخرج الأخير، وإذ فشلت أوروبا والولايات المتحدة في التحرك فإن العالم أجمع سيدفع الثمن، وليس الأبرياء السوريون فقط». وذكر أن بلاده «فعلت كل ما بوسعها من أجل وقف هذه المجزرة، وحتى نتأكد من نجاحنا، على بقية العالم أن ينحي مصالحه الشخصية جانباً، ويوجهها لحل سياسي».
وأوضح أن تركيا تستضيف أكثر من 3.5 مليون سوري على أراضيها، مضيفاً «وفي الوقت ذاته، أصبحنا هدفاً للتنظيمات الإرهابية كداعش، وبي كا كا، لكن لا المخاوف الأمنية، ولا الثمن الباهظ للمساعدات الإنسانية أضعفت موقفنا الثابت». وشدد على أن أنقرة «تؤكد أهمية المساعي الديبلوماسية من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية»، مشيراً إلى أدوار الوساطة التي قامت بها أنقرة في المراحل كافة المتعلقة بمفاوضات الأزمة». وأفاد بأن الأسد يجري استعداداته مع شركائه وحلفائه من أجل شن هجوم على إدلب، مضيفاً: «وحكومتنا ساهمت في إعلان منطقة بلا اشتباكات للحيلولة دون وقوع هذه الهجوم، وقمنا بتأسيس 12 نقطة مراقبة في إدلب». وحض الرئيس التركي، الولايات المتحدة، وروسيا، وإيران تحمل مسؤولياتهم بخصوص الأوضاع في إدلب. ولفت الى أن «الولايات المتحدة تركز فقط على التنديد بالهجمات الكيماوية التي تشهدها سورية، لكن عليها أن ترفض أيضاً عمليات القتل التي تتم بالأسلحة التقليدية المسؤولة عن موت الكثيرين». واضاف: «لكن المسؤولية عن وقف هذه المجزرة لا تقع فقط على عاتق الغرب، بل معني بها أيضاً شركائنا في عملية آستانة، روسيا وإيران المسؤولتان بالمقدار ذاته عن وقف هذه الكارثة الإنسانية». وشدد على ضرورة «عدم التضحية بالأبرياء من البشر باسم مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أن «الأسد يسعى إلى شرعنة هجماته تحت مسمى مكافحة الإرهاب».
في غضون ذلك، أرسلت تركيا أمس تعزيزات جديدة إلى قواتها المنتشرة على الحدود مع سورية. وقالت وكالة الأنباء التركية «الأناضول»، إن التعزيزات وصلت إلى ولاية كليس التركية وتضم جنوداً من مختلف الوحدات العسكرية ضمن إطار اتخاذ تدابير أمنية في ظل التوتر الذي تشهده إدلب المقابلة للحدود.
موسكو تندد بـ «الإبتزاز» الأميركي وتقر بخلافات مع أنقرة
موسكو، لندن - «الحياة»
نددت موسكو أمس بتهديدات أطلقها مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون بـ «رد أقوى بكثير» في حال استخدم النظام السوري السلاح الكيماوي في هجوم متوقع على محافظة إدلب، وأعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن التصريحات تمثل بكل وضوح «سياسة إبتزاز وتهديد». ورأى أن النهج الأميركي «غير البناء في سورية، يصب في مصلحة الإرهابيين، ويهدد الأمن الإقليمي».
وقال إن التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة أقوى إلى سورية، والتي وصفها بـ «إظهار العضلات» و «التلاعب الوقح بالحقائق»، «تأتي بهدف إبتزاز الدول الضامنة للتسوية السورية»، وتحديداً روسيا وإيران، مؤكداً أن موسكو سبق أن اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية استعداداً لأي خطوات من قبل الولايات المتحدة. وأشار إلى أن هذه التصريحات الأميركية ليست الأولى من نوعها، مضيفاً أن «البعض في الغرب» لم يتراجع بعد عن سيناريو استفزاز عسكري جديد في سورية، لكن موسكو ستواصل العمل من أجل منع ذلك.
وقال: «يبدو لي أن مستجدات الوضع في سورية ومضي حكومتها قدما في تحرير آخر بؤر الإرهابيين يستدعي معارضة وقلق من لا يهتم بأن تكون سورية دولة موحدة وسيادية وباستعادة الحياة الطبيعية هناك وعودة اللاجئين إليها.. هذا الأمر غير مقبول بالنسبة إلى الذين يرون في الوضع الحالي فرصة لنسف عملية التسوية مرة أخرى». وذكر أن دول الغرب تتجاهل الحقائق التي تقدمها روسيا في شأن التحضيرات الجارية للقيام باستفزاز كيماوي جديد في إدلب. وتابع: «لا يمكن لنا التسامح مع الحفاظ على بؤرة الإرهابيين هذه، وهذه هي سياسة دمشق وهي صحيحة تماماً». وأكد أن العسكريين الروس يعملون على حل هذه القضية «في شكل دقيق وفعال» مع تقليص الخطر على المدنيين ومنع الإرهابيين من فرصة الفرار. وأقر ريابكوف بأن مواقف روسيا وتركيا بخصوص إدلب لا تتطابق 100 في المئة، «لكن هذا الأمر طبيعي، ويسعى الطرفان إلى إيجاد أرضية مشتركة».
إلى ذلك، قال مركز المصالحة الروسي في سورية في بيان إنه وفق المعلومات الواردة من سكان إدلب، «بدأت أعمال تصوير محاكاة استفزاز يزعم استخدام سلاح كيماوي من قبل الجيش السوري». وأشار المركز إلى أن سيناريو «الهجمات الكيماوية» في سورية يفترض تقديم المساعدة إلى المدنيين من قبل «الخوذ البيضاء» بعد استخدام مزعوم لقوات النظام السوري لـ «براميل متفجرة» تحتوي على مواد سامة، وقام المسلحون «بنقل عبوتين تحتوي على مواد سامة يدخل الكلور في تركيبتها، من بلدة خربة الجوز إلى مدينة جسر الشغور» من أجل إضفاء طابع مقنع على التسجيل المصور. وأشار المركز إلى أن أطقم تصوير تابعة لقنوات تلفزيونية حضرت منذ الصباح إلى جسر الشعور.
من جانبة أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن موسكو لا تنظر في شكل جدي لتصريحات وسائل الإعلام الأميركية في شأن هجمات ممكنة على القوات الروسية في سورية. وقال بيسكوف للصحافيين: «نحن لا ننظر بجدية لتصريحات وسائل الإعلام، لأنها فقدت صدقيتها... ونركز على البيانات الرسمية».
| |
|