Date: Sep 12, 2018
Source: جريدة الحياة
«اتفاق مبدئي» على تشكيل لجنة الدستور السوري
موسكو، لندن، نيويورك، أنقرة - سامر الياس، «الحياة»
حقق اجتماع الموفد الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا مع ممثلي الدول الضامنة لـ «آستانة» روسيا وتركيا وإيران اختراقاً، بإعلان التوصل إلى اتفاق مبدئي في شأن تشكيلة لجنة الدستور السوري، في وقت تصاعدت التحذيرات الدولية من استخدام أسلحة كيماوية في هجوم يتأهب له النظام السوري وحلفاؤه على محافظة إدلب (شمال غربي سورية).

وبعد اجتماع استغرق أكثر من ساعتين، انتهى بمغادرة وفود الدول الضامنة، باستثناء رؤساء الوفود الذين انتقلوا إلى غداء عمل مع دي ميستورا، أعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان أن المشاركين في مفاوضات جنيف «اتفقوا مبدئياً على قوائم المرشحين لعضوية اللجنة الدستورية السورية، عن النظام السوري والمعارضة». وجاء في البيان: «نوقش خلال اللقاء تشكيل قواعد عمل اللجنة، ما يعتبر مرحلة مهمة في إطار الجهود لضمان التسوية السياسية للأزمة السورية». لكن مصادر مطلعة أكدت لـ «الحياة» أن «خلافات برزت عند مناقشة الأوضاع في إدلب، كما لم يتم الاتفاق على تفاصيل محددة في شأن قائمة المرشحين للجنة الدستورية». وذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن عملية جنيف حول سورية «تتعثر»، لكنه عبّر عن أمل بلاده بمواصلتها.

ومن المقرر أن يجري دي ميستورا محادثات بعد غد في جنيف، مع ممثلي الدول الغربية والعربية المعنية بالملف السوري، أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، والسعودية والأردن ومصر.

وفي نيويورك، أبلغت روسيا مجلس الأمن أمس، أنها تعد لعقد مؤتمر دولي لعودة اللاجئين السوريين، بالتنسيق مع تركيا وإيران. وقدم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا تقريراً إلى المجلس حول نتائج قمة طهران التي جمعت زعماء روسيا وتركيا وإيران الجمعة الماضي، مشيراً إلى أن «التعايش مع الإرهاب مستحيل»، مع تأكيد أهمية الحل السياسي في سورية انطلاقاً من تشكيل اللجنة الدستورية.

وقال نيبينزيا لزملائه في مجلس الأمن إن قمة طهران شددت على عدم وجود بديل عن الحل السياسي «ما بات أكثر أهمية في ضوء التهديدات العسكرية الموجهة الى الحكومة، خصوصاً في شأن إمكان استخدام السلاح الكيماوي». وأضاف: «من الضروري تشكيل اللجنة الدستورية في جنيف في أسرع وقت وإطلاق عملها».

وكان وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت حذر أمس، النظام السوري من استخدام أسلحة كيماوية. وقال في بيان: «إن كرر النظام استخدامه المروع للأسلحة الكيماوية، سيكون ردنا قوياً وموحداً». وأوضح أنه بحث مع نظيره الأميركي مايك بومبيو كيفية الحفاظ على الحظر العالمي لهذه الأسلحة لتجنب كارثة أخرى من صنع الإنسان.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، أن هجوم قوات النظام السوري على إدلب «قد تكون له تداعيات مباشرة على الأمن في أوروبا، بسبب الخوف من تفرق آلاف الجهاديين المنتشرين في هذه المنطقة، وانتقالهم إلى أوروبا».

في المقابل قال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري إن طهران «تشاطر الأمم المتحدة قلقها من احتمال حصول كارثة إنسانية في إدلب وستسعى إلى تفاديها».

وفي أنقرة، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، إن اقتراح بلاده في شأن إدلب واضح، يتمثل في وقف الهجمات والعمل معاً للقضاء على الجماعات الإرهابية. ويأتي كلام الوزير بعد ساعات من مقال نشره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، خصصه للحديث عن الأوضاع في إدلب، وطرح فيه أن يطبق في إدلب، نموذج «عملية غصن الزيتون» التي أطلقها في آذار (مارس) الماضي، الجيش التركي بالتعاون مع فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة في مدينة عفرين (شمال سورية). واستهدفت العملية وحدات «حماية الشعب الكردي» التي تصنفها تركيا إرهابية.

هدوء حذر في إدلب بعد عشرات الغارات

ساد الهدوء الحذر أمس معظم مناطق محافظة إدلب ومحيطها، بعد استهدافها بعشرات الغارات من قبل مقاتلات روسية وسورية.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن هدوءاً حذراً ساد معظم مناطق شمال غربي سورية، تخلله سقوط قذائف أطلقتها قوات النظام السوري استهدفت بلدة اللطامنة ومحيطها بالريف الشمالي لحماة، وقصف طاول مناطق في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وسط توقف الضربات الجوية، مشيراً إلى أنه وثق ارتفاع أعداد الضحايا إلى 26 قتيلاً مدنياً على الأقل بينهم 5 أطفال منذ بدء القصف الأسبوع الماضي، كما ارتفع إلى 320 عدد الغارات والبراميل المتفجرة التي نفذتها الطائرات الحربية خلال الأيام الثلاثة الماضية، فيما تسبب القصف المكثف في نزوح نحو 10 آلاف شخص، ضمن محافظة إدلب، بعيداً من خطوط التماس، مع قوات النظام.

من جانبه، أكد الناطق باسم «الجيش الوطني» الموالي لأنقرة، المقدم محمد حمادين، أنهم مستعدون لإرسال تعزيزات إلى إدلب. وقال: «نناصر إدلب ونقف مع أهلها ولن نقف متفرجين حيال الوضع هناك وجاهزون لإرسال تعزيزات». ولوح إلى فتح جبهات ضد النظام في شمال حلب، قائلاً: «لدينا خيارات ونملك الوسائل والقوة لفتح معارك لا يتوقعها النظام ومن معه ونستطيع قلب الطاولة على النظام وميليشياته».