Date: Sep 10, 2018
Source: جريدة الحياة
الأمم المتحدة تسعى إلى وقف الاقتتال في طرابلس وحفتر يلوّح بـنقل الحرب إلى الجزائر
الجزائر - عاطف قدادرة
أفادت مصادر ديبلوماسية جزائرية، بأن وزارة الخارجية سترسل عبر السلك الديبلوماسي مذكرة احتجاج إثر تصريح أدلى به خليفة حفتر القائد، العام للجيش الليبي، لوّح فيها بـ «نقل الحرب إلى الداخل الجزائري». ووصفت التصريح بأنه «يقوّض المسار» الذي «انتهجته الجزائر في الحوار مع الأشقاء في ليبيا ومبادئ حسن الجوار».

ونقل عن حفتر قوله في كلمة أمام أعيان ليبيين وممثلي الشؤون الاجتماعية: «في وقت الحرب لا نسمح لأحد بأن يقترب من بلدنا... يعني أن الجزائريين لما وجدوا فرصة بعدما حاولوا قدر الإمكان، دخلوا وممكن أن تسمعوا بهم».

وتابع: «أرسلت اللواء عبدالكريم الى الجزائر على أساس أن هذا العمل ليس عمل إخوة. قلنا لهم أنتم تستغلون وقت الحرب، في هذه الحالة يمكننا تحويل الحرب من جهة إلى جهة خلال لحظات»، ونقل حفتر عن جهة رسمية جزائرية تأكيدها أن «هذا العمل فردي، بالتالي اعتبروا الموضوع منتهياً في غضون أسبوع».

ولم يوضح حفتر تاريخ الواقعة أو ظروفها، لكن تلويحه بنقل الحرب إلى الداخل الجزائري، أثار استياء كبيراً وتعليقات في وسائل إعلام، في حين قال ديبلوماسي لـ «الحياة» إن تصريح حفتر «جانبَ ما بين البلدين من أواصر أخوة».

ولم تصدر وزارة الخارجية الجزائرية، أي تعليق رسمي أو بيان،

ويحرص الجيش الجزائري على عدم الخوض في أي عملية خارج الشريط الحدودي، ودائماً ما كانت الجزائر تردد جواباً عن طلبات إشراكها في عمليات عسكرية دولية أن جيشها «ملتزم نص الدستور، وما يحدده من مهمات لا تتجاوز الحدود الجزائرية».

وظلت علاقات الجزائر بخليفة حفتر، فاترة على رغم زيارته الوحيدة إلى العاصمة الجزائرية قبل عامين، وهو التقى خلالها الوزير الأول السابق، عبد المالك سلال، ومسؤولين في الخارجية. وأطلقت الجزائر تعاوناً أمنياً وآخر لتدريب الشرطة الليبية، لكن العلاقات ظلت فاترة بالتوازي مع تردد الجزائر في فتح سفارتها في طرابلس بسبب الظروف الأمنية.

وينفذ آلاف الجنود الجزائريين من القوات البرية والجوية، عمليات تمشيط يومية للحدود مع ليبيا، وضاعفت الجزائر هذه الدوريات منذ الاعتداء الإرهابي على منشأة «الغاز» في عين أمناس مطلع 2013، وأفاد تحقيق للجيش آنذاك بأن «الإرهابيين تسللوا من الحدود الليبية».

الأمم المتحدة تسعى إلى وقف الاقتتال في طرابلس

طرابلس، جنيف - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
عقد أمس اجتماع الترتيبات الأمنية برعاية بعثة الأمم المتحدة بحضور المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة ونائبته الأميركية ستيفاني ويليامز، في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس.
وأكد متحدث عسكري باسم الجيش الوطني، أن شرطهم الوحيد «تفكيك كل ميليشيات العاصمة» من دون تأخير ومماطلة ومن دون إضاعة مزيد من الوقت.

من جهته، أعلن عميد بلدية الزاوية جمال بحر، أن المدينة ستستضيف اليوم(الإثنين)، الاجتماع الثاني بين أطراف القتال جنوب طرابلس، لبحث آخر مستجدات الهدنة ووضع آلية لإيقاف الاقتتال بشكل نهائي. وأوضح بحر في تصريحات صحافية، بأن اتفاق الهدنة الذي وقع برعاية البعثة الأممية يسير بالصورة الصحيحة، مؤكدًا أن الأطراف المتقاتلة تسعى للصلح ووقف النار.

الى ذلك، أكد الناطق الرسمي باسم «اللواء السابع» سعد الهمالي انتهاء الهدنة مع كتائب مايسمي بثوار طرابلس التي منحها اللواء السابع أمس (الأحد) وفق موقع «ليبيا 24».

وأضاف الهمالي: «أن اللواء السابع وافق على الهدنه من أجل وضع حل لمشكلة الميليشيات وانسحابها من طرابلس ولكن الهدنه لم تجدي نفعاً».

وأكد على ضرورة خروج العائلات من الأماكن القريبة للاشتباكات من دون تأخير .

وكانت لجنة الحوار لفض النزاع المسلح في طرابلس أصدرت السبت بياناً أكدت فيه على اتفاق أطراف النزاع على الاستمرار في تثبيت وقف النار.

‏وأوضحت اللجنة بأنهم اجتمعوا في مدينة طرابلس، مبينة بأنهم اتفقوا على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق «ورد المظالم وجبر الضرر».

‏كما اتفقت اطراف النزاع وفق البيان على الاتفاق لاحقاً على إخراج الأسلحة الثقيلة خارج حدود طرابلس الكبرى، مؤكدةً على التزام الكتائب الأمنية في طرابلس بالمصالحة المتعلقة بإعادة الترتيبات الأمنية.

الى ذلك، جددت السفارة الأميركية في ليبيا أمس دعمها للمجلس الرئاسي الليبي والمبعوث الأممي غسان سلامة .

وأكدت السفارة في تغريدة على حسابها الرسمي بموقع «تويتر»، دعوتها الأطراف الليبية إلى احترام حكومة الوفاق، وتفادي أعمال العنف في طرابلس، كما هو مبين في اتفاق وقف النار.

وأكد وزير الخارجية الإيطالي "إينزو ميلانيزي " في تصريح أمس أن وقف النار في طرابلس يدل على الأرادة الحقيقية للوصول إلى استقرار ليبيا . واعرب عن اعتقاده بأن العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة ليس إيجابيا فقط ، بل أثبت على أرض الواقع ، أنه قادر على التوصل إلى نتيجة الهدنة وهذا يدل على إرادة للوصول إلى استقرار البلاد.

ملف اللاجئين

على صعيد آخر، أوصت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين مساء السبت بنقل آلاف اللاجئين الذين فروا من مراكز احتجاز وسط اشتباكات بين فصائل في طرابلس إلى منشأة في العاصمة للمساعدة في نقلهم إلى أماكن آمنة.

وأوصت المفوضية في بيان بالاستخدام الفوري لمنشأة التجمع والمغادرة في طرابلس التي ستكون بمثابة نقطة انطلاق للعثور على أمان في دول ثالثة. واعلنت «هذه المنشأة يمكنها إيواء ألف من اللاجئين وطالبي اللجوء وستتولى إدارتها وزارة الداخلية والمفوضية».

واندلع أحدث قتال بين أكبر جماعتين مسلحتين في العاصمة وهما كتيبة ثوار طرابلس والنواصي ضد «اللواء السابع» من بلدة تاورغاء التي تبعد 65 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس.

وأفادت المفوضية بان اللاجئين وطالبي اللجوء في المدينة معرضون لفظائع تشمل الاغتصاب والخطف والتعذيب. وبأن مراكز الاحتجاز التي فر منها اللاجئون ما زالت معرضة لخطر إصابتها بصواريخ.

ونددت المفوضية السبت بـ»تقارير موثوقة» أشارت الى أن مهربين يدعون أنهم موظفون لديها في ليبيا بهدف استغلال المهاجرين واللاجئين، وطالبت بالتحرك لمحاسبتهم.

ونقلت المفوضية عن مصادر وصفتها بـ»موثوقة» ان مهربين يحاولون الادعاء بانهم يعملون لدى مختلف وكالات المنظمة الدولية شوهدوا في عدة مواقع في مختلف أنحاء ليبيا.

وأوضحت في بيان أن «هؤلاء المجرمين شوهدوا في نقاط إنزال المهاجرين ومراكز تهريب ويستخدمون سترات وأدوات أخرى عليها شعارات مماثلة لتلك التي تعتمدها مفوضية الامم المتحدة للاجئين».

لكن الناطق باسم المفوضية بابار بالوش قال لوكالة فرانس برس إنه «لا يزال من غير الواضح ما إذا تمكن هؤلاء الاشخاص الذين يدعون أنهم موظفون لدى الامم المتحدة من خداع مهاجرين ولاجئين تعرضوا لاستغلال بعد ذلك»، مشيرا إلى ان المفوضية لا تزال تحقق في ذلك.

وقال «نريد من السلطات أن تلاحق هؤلاء الاشخاص» مشددا على أنه لديهم «بالطبع نوايا إجرامية» وهم يسعون وراء أشخاص يعانون من أوضاع هشة أساسا.