Date: Sep 7, 2018
Source: جريدة النهار اللبنانية
مصير إدلب تحسمه القمة الثلاثية في طهران اليوم
فرّ مئات المدنيين من محافظة إدلب في شمال غرب سوريا خوفاً من هجوم وشيك لقوات النظام، عشية قمة ثلاثية حاسمة في طهران اليوم لرؤساء روسيا وتركيا وايران، من شأنها أن تقرر مصير آخر معقل كبير للفصائل المعارضة في البلاد.

واستهدفت قوات النظام مجدداً بالمدفعية قرى وبلدات في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، مما تسبب بمقتل مدني وإصابة ستة آخرين بجروح. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" أنه على الأثر شنت الطائرات الروسية غارات في المنطقة. وبات مركز تابع لـ"الخوذ البيض"، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، خارج الخدمة جراء الغارات.

وشاهد مراسل لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" عشرات العائلات لدى نزوحها من الريف الجنوبي الشرقي، وقد توجه بعضها الى مزارع مجاورة، بينما سلكت عائلات أخرى الطريق الدولي المؤدي الى مناطق الشمال.

وحمل النازحون في سياراتهم والاوتوبيسات الصغيرة ما تمكنوا من أوان منزلية ومؤن وفرش وحتى خزانات مياه.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "نحو 180 عائلة، أي ما يعادل نحو ألف شخص" نزحوا منذ مساء الاربعاء نحو مناطق خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي المجاور ومنطقة عفرين الواقعة على الحدود مع تركيا والتي تسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة.

وأكد رئيس الوزراء السوري عماد خميس في كلمة لدى افتتاح معرض دمشق الدولي، أن "إدلب ستعود قريباً... سوريا انتصرت وستنتصر في أي معركة قادمة".

ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية في مرحلة أولى على مناطق محدودة ولكن استراتيجية مثل مدينة جسر الشغور المحاذية لمحافظة اللاذقية، الى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في محافظات مجاورة.

"سنستمر في قتل الارهابيين"

ودعت واشنطن مجلس الأمن الى عقد جلسة للبحث في الوضع في إدلب اليوم، بالتزامن مع قمة في طهران ستجمع الرئيس الايراني حسن روحاني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهما أبرز حلفاء دمشق، والرئيس التركي رجب طيب اردوغان الداعم للفصائل المعارضة. وستتطرق القمة الى الوضع في سوريا، وتركز خصوصاً على التطورات في إدلب.

وعشية القمة، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "قتلنا ونقتل وسنقتل الإرهابيين، أكان في حلب أو إدلب أو في أماكن أخرى في سوريا. يجب أن يعود السلام إلى سوريا". وأضافت: "هذه مسألة تتعلق بأمننا".

وتبذل أنقرة، التي حذرت من "مجزرة" في حال الهجوم على إدلب، والتي تخشى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الى أراضيها، "جهوداً مكثفة"، كما أفاد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأربعاء، لمنع الهجوم.

فرنسا مستعدة لضرب سوريا

وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لودريان الموجود الذي يزور اليونان من "مخاطر تدهور إنساني كبير" في إدلب.

وفي كلمة أمام مجموعة صغيرة من الصحافيين، قال قائد القوات المسلحة الجنرال فرنسوا لوكوانتر :"نحن على استعداد لتنفيذ ضربات إذا استخدمت أسلحة كيميائية مرة أخرى... يمكن تنفيذ ذلك على المستوى الوطني لكن من مصلحتنا القيام بذلك مع أكبر عدد ممكن من الشركاء".

ولاحظ مصدر عسكري فرنسي أن هناك مؤشرات لرغبة روسيا وحلفائها في الانتهاء من هجوم إدلب بحلول نهاية السنة. وقال إن باريس تعتقد أن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد بشمال غرب البلاد لأن واشنطن تريد تقليص النفوذ الإيراني في سوريا.

إدارة موحدة في مناطق الاكراد

على صعيد آخر، بدأ "مجلس سوريا الديموقراطية" (مسد) الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التي يقودها الأكراد تشكيل إدارة موحدة للمناطق الخاضعة لسيطرتها في خطوة ستعزز سلطتها في شمال سوريا وشرقها.

وتسيطر "قسد" على نحو ربع البلاد وقد انتزعت معظم المناطق من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بمساعدة قوات أميركية. وتلك المناطق هي الأوسع لا تخضع لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد.

ويشير ضم المناطق التي تخضع لسيطرة "قسد" تحت إدارة موحدة إلى تطلع قادتها إلى دورهم المحتمل في إدارة البلاد مستقبلاً. ويأتي ذلك أيضاً وقت يسعون الى فتح قنوات جديدة مع حكومة الأسد.

اسرائيل تهدد مجدداً

في غضون ذلك، أكد وزير شؤون القدس وحماية البيئة الإسرائيلي زئيف إلكين لوكالة "إنترفاكس" الروسية المستقلة، أن تل أبيب لن تسمح بتعزيز الوجود العسكري الإيراني في سوريا بذريعة عملية إدلب.

وقال: "إذا حاول الإيرانيون استغلال العملية في إدلب أو أي تطورات لاحقة لنقل صواريخ إلى سوريا، أو إنشاء مطارات عسكرية هناك أو قاعدة بحرية على شاطئ المتوسط، ستشكل في نهاية المطاف تهديداً لإسرائيل، فستعمل إسرائيل ما في وسعها لمنع ذلك".

وتوقع السفير الاميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان ان تبقى مرتفعات الجولان المحتلة تحت السيطرة الاسرائيلية "الى الأبد". وقال لصحيفة "اسرائيل اليوم" "لا أستطيع صراحة تصور وضع لا تكون فيه مرتفعات الجولان جزءاً من اسرائيل إلى الأب... لا أستطيع أن أتصور وضعا تعود فيه مرتفعات الجولان إلى سوريا".