Date: Sep 3, 2018
Source: جريدة الحياة
مصر: أحزاب ترتب «بيتها» تمهيداً لأدوار سياسية
القاهرة – رحاب عليوة
تمر الحياة الحزبية في مصر بمرحلة «ترتيب البيت الداخلي» تمهيداً لبروز قوى وتواري أخرى خلال المرحلة المقبلة، وفيما تسعى مجموعة من الأحزاب الهامشية إلى حجز أدوار في المشهد بتحالفات تمكنها من حصد مقاعد في المجالس المحلية المرتقبة أو البرلمان المقبل والذي سيجري انتخابه في العام 2020، تتصدر في الجهة المقابلة أحزاب أخرى المشهد، بتحركات لافتة، وانتشار في الشارع، ما يرجح تربع تلك القوى على عرش الأحزاب في مصر.

حزب «مستقبل وطن» بات يتردد كثيراً في الشارع، مرة بين شبان يلعبون الكرة فجذبهم دوري مجاني منظم على مستوى الجمهورية نظمه الحزب، وأخرى بين عائلات فقيرة في القرى والنجوع ممن وصلتهم لحوم من أضاحي في عبوة مطبوعة بشعار الحزب، وأخرى بين الآباء وطلاب المدارس ممن يقبلون على معارض لبيع الأدوات المدرسية بأسعار مخفضة.

ويقر النائب البرلماني عن الحزب عادل عامر بقصديتهم بناء قاعدة شعبية للحزب جراء تلك النشاطات من جهة، ومن جهة أخرى تقديم مساعدات للفئات الأكثر احتياجاً وتبني أزمات المواطنين الحياتية، لافتاً إلى أن ذلك لا يتم بعشوائية بل «يعكف الحزب على تدشين هيكل تنظيمي ضخم» على مستوى المراكز في كافة المحافظات، يضم هيئة مكتب سياسي يتولى مسؤولية نحو 20 قرية، وأكد: «كافة القرى والنجوع في مصر يغطيها الحزب في هيكله الجديد والذي سيقر بصورة نهائية في غضون الأسبوعين».

وفيما عد معارضون نشاط «مستقبل وطن» في الشارع يأتي بناء على دعم من أجهزة في الدولة، ليتصدر الحياة السياسية كحزب الموالاة، رد عامر: «الدور التنموي أمر يجب دعمه بغض النظر عمن يصدر، وإن صدر من سياسيين فأولى أن أمدحه وأطمئن حين توليهم مسؤوليات عامة»، موضحاً نحن نواب في البرلمان نسعى إلى خدمة أهالي دائرتنا وذلك ليس عيباً.

وحول دعم الدولة قال: «كل ما يحدث أننا نتواصل مع المحافظ بعدما نرصد الجهات التي تحتاج إلى تنمية، وفي أكثر من محافظة تمت الاستجابة لنا وتخصيص أموال من صندوق «تحيا مصر» لإعمار تلك المناطق وإمدادها بالبنية التحتية، واستطرد: «نحن نمارس دورنا في إطار من المسؤولية المجتمعية وخطة التنمية المستدامة».

وفيما يُتوقع أن يلعب «مستقبل وطن» الوليد إذ تأسس في العام 2015 وحصد المركز الثاني في البرلمان من حيث عدد المقاعد بين الأحزاب، لا يُستثني الحزب التاريخي «الوفد» من تلك التوقعات، خصوصاً بعد فوز رئيس اللجنة التشريعية في البرلمان الدكتور بهاء الدين أبو شقة برئاسته قبل شهور، وتبنيه مبادرة لـ «لم الشمل» لإغلاق صفحة من الخلافات ضربت بيته الداخلي على مدار سنوات، وأبعدت قيادات عدة فيه من أعضاء «تيار الإصلاح».

ووافق «الوفد» خلال اجتماع هيئته العليا مساء أول من أمس على عودة 30 عضواً من المفصولين من الحزب، وذلك بعد قرار في أيار (مايو) الماضي بعودة بعض القادة وأبرزهم عصام شيحة وفؤاد بدراوي.

وقال النائب البرلماني عن «الوفد» حسني حافظ لـ «الحياة»: «ترتيب البيت الداخلي للحزب وعودة المفصولين تمهيداً لأدوار أكبر في الشارع خلال الفترة الماضية»، وأكد أن الحزب لم يتخل يوماً عن دوره وله قواعد شعبية كبيرة، لكننا نسعى إلى المزيد من التواجد.

وكان رئيس الحزب أبو شقة قال خلال إحياء ذكرى رحيل مؤسس الوفد سعد زغلول في آب (أغسطس) الماضي: «إن عقيدة الحزب على مدار تاريخه كانت مبنية على مصلحة الوطن»، مؤكداً ضرورة تقوية الأحزاب، وأن يكون هناك لاعبون جدد وفاعلون على المستوى السياسي، من أجل حياة سياسية قوية.