| | Date: Sep 2, 2018 | Source: جريدة الحياة | | التحالف يراجع «قواعد الاشتباك» ويأسف لخطأ في غارة على صعدة | جدة، الرياض، عدن - منى المنجومي، «الحياة»
أكد التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية أنه سيحاسب المخطئين في إحدى عمليات قواته في مدينة ضحيان بمحافظة صعدة اليمنية في 9 آب (أغسطس) الماضي، معرباً عن أسفه للخطأ وتضامنه مع أهالي الضحايا.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، أن حكومته ستسعى خلال «مشاورات جنيف» الخميس المقبل، إلى «دفع عملية بناء الثقة قدماً مع جماعة الحوثيين».
واطلعت قيادة قوات التحالف على ما أعلنه الناطق باسم الفريق المشترك لتقويم الحوادث منصور المنصور خلال مؤتمر صحافي عقده في الرياض أمس، في شأن «وجود أخطاء في التقيد بقواعد الاشتباك» في الغارة على ضحيان. وأعلنت «قبولها النتائج وما خلص إليه الفريق»، مؤكدةً أنها «ستتخذ الإجراءات القانونية لمحاسبة كل من ثبُت ارتكابه أخطاء وفق الأنظمة والقوانين المتبعة في مثل هذه الحالات، مع الاستمرار في مراجعة قواعد الاشتباك وتطويرها بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث».
وأشارت قيادة قوات التحالف في بيان أمس، إلى «تكليف اللجنة المشتركة النظر في منح المساعدات الطوعية للمتضررين في اليمن، من خلال التواصل مع الحكومة الشرعية لتحديد هوياتهم وأسمائهم، من أجل العمل لمساعدتهم».
وكان المنصور طالب قيادة التحالف أمس، بـ «محاسبة المتسببين بالأخطاء في الغارة الجوية على صعدة»، مؤكداً أن استهداف باص بالغارة «أدى إلى مقتل عدد من قياديي ميليشيات الحوثيين». وأوضح أن «تنفيذ المهمة الجوية كان ضد باص يقل عناصر من الميليشيات، باستخدام قنبلة أصابت الهدف بدقة، في مديرية مجز» (صعدة). وذكر أن «أمراً صدر بعدم استهداف الباص لأن مدنيين كانوا في المنطقة، لكنه كان متأخراً».
واعتبر أن «إدارة الغارة على ضحيان لا تتوافق مع قواعد الاشتباك للتحالف»، وأضاف: «لم يكن القصف مبرراً في هذا الوقت، إذ لم يكن الهدف يشكل خطراً على قوات التحالف في هذه الحالة». وزاد: «كان هناك تأخير واضح في تجهيز المقاتلة المكلفة استهداف الباص في ضحيان»، داعياً قيادة التحالف إلى «تقديم مساعدات للمدنيين المتضررين من تلك الغارة».
وتابع المنصور أن التحقيق «شمل الطلعات الجوية في منطقة ضحيان يوم الحادث، ومعاينة مقاطع الفيديو من الطائرة التي نفذت الغارة». ولفت إلى «معلومات وردت لقوات التحالف من مصادر في المنطقة، تفيد بوجود قياديين حوثيين في المنطقة، وهي في موقع محدد في صعدة». وزاد: «رُصِدت مركبة وباص بناء على الإحداثيات المعطاة من المصدر، وبعد التأكد من هذه المعلومات تبين أن الباص المرصود كان يقل القياديين المقصودين».
إلى ذلك، أعلن اليماني خلال لقائه الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث في الرياض أمس، أن الوفد الحكومي «أكمل استعداداته للمشاركة في مشاورات جنيف» في 6 الشهر الجاري.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن اليماني قوله إن حكومة الشرعية «ستحرص على الاستفادة من هذه المشاورات لإحراز تقدم في إجراءات بناء الثقة، وأهمها اطلاق المعتقلين والمخطوفين، ورفع الحصار عن المدن، وتسهيل وصول الإغاثة، وحل إشكالية دفع أجور العاملين في الخدمة المدنية في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثيين». وأشار إلى أن الحكومة «مستمرة في دعمها جهود غريفيث لإحلال السلام الدائم والشامل، حرصاً على وضع حد للمأساة التي تسبب بها الانقلاب المدعوم إيرانياً». وكان غريفيث أعلن أمام مجلس الأمن الشهر الماضي، أنّ الأمم المتحدة تعتزم دعوة الأطراف اليمنيين إلى جنيف في 6 أيلول (سبتمبر) الجاري، للبحث في إطار عمل لمفاوضات سلام.
وقال وكيل وزارة الإعلام اليمنية عبد الباسط القاعدي لـ»الحياة»، إن حديث الناطق باسم الحوثيين رئيس وفدهم إلى جنيف محمد عبدالسلام عن المشاورات «لم يتغير وهو ذاته قبل المفاوضات السابقة وخلالها». وأشار إلى أن تصريحات عبد السلام «تسعى إلى نسف الشرعية (اليمنية) قبل البدء بإجراءات بناء الثقة، من خلال تأكيده ضرورة إعادة النظر في مؤسسة الرئاسة، وتشكيل حكومة قبل البدء بالترتيبات الأمنية لانسحاب ميليشيات جماعته وتسليم السلاح». وأضاف: «يريد الحوثيون البدء من أعلى الى أسفل، وهذا جوهر الخلاف في المفاوضات السابقة، وما أدى إلى فشلها».
ميدانياً، حققت قوات الجيش اليمني أمس تقدماً واسعاً في مديرية حيفان جنوب محافظة تعز، وحررت عدداً من المواقع والمناطق في «عزلة الأعبوس».
وقال مصدر عسكري لموقع «سبتمبر نت»، إن قوات الجيش حررت «مركز السويدا في عزلة الأعروق، وسوق الخزجة، ومنطقتي العذير والخزجة، وجبال هيجة الجن والكرب والحبوال، بعد معارك ضارية خاضتها مع الحوثيين». وأوضح أن المعارك «أسفرت عن سقوط عشرات من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، وأسر عدد من عناصرها»، لافتاً إلى أن الجيش استعاد منصة لإطلاق صواريخ «كاتيوشا».
وأعلن الجيش ليل الجمعة- السبت، أن قواته استكملت تحرير مديرية الظاهر شمال غربي محافظة صعدة. | |
|