| | Date: Sep 2, 2018 | Source: جريدة الحياة | | تحذيرات أميركيّة رمزيّة مع تقبّل «انتصار» عسكري لدمشق | واشنطن - أ ف ب
تبدو الولايات المتحدة على استعداد لتقبّل انتصار عسكري لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، على رغم التحذيرات الرمزية الموجّهة إلى دمشق وموسكو قبل هجوم وشيك على إدلب، آخر أبرز معاقل الفصائل المسلحة في سورية، وإزاء المخاوف من استخدام أسلحة كيماوية.
واتّهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، نظيره الروسي سيرغي لافروف، بـ»الدفاع عن الهجوم السوري والروسي على إدلب»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة تعتبر أن هذا الأمر تصعيد في نزاع هو أصلاً خطير».
وجاء هذا التحذير الأميركي في ختام عشرة أيام من الجدل الحاد بين الغربيين من جهة، والنظام السوري وروسيا من جهة أخرى، في وقت تستعد القوات السورية لتنفيذ هجوم على المحافظة الواقعة في شمال غربي البلاد على الحدود مع تركيا، مستندة إلى الدعم الروسي الذي مكّن دمشق من استعادة 60 في المئة من الأراضي.
وذكرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بخطها الأحمر، بعدما نفذت معاً في منتصف نيسان (أبريل)، ضربات على منشآت سورية رداً على هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية لدمشق حمّلت نظام الأسد مسؤوليته.
وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك صدر في 21 الشهر الماضي، أنه «مثلما أثبتنا سابقاً، فإننا سنرد بالشكل المناسب على أي استخدام جديد للأسلحة الكيماوية من جانب النظام السوري». وتعقيباً على ذلك، توعد مستشار البيت الابيض للأمن القومي جون بولتن، بالرد «بشدة بالغة» في حال وقوع هجوم كيماوي. وعلق لافروف الأربعاء مبدياً أمله بألا تعمد الدول الغربية الى «عرقلة عملية مكافحة الإرهاب» في إدلب.
ونشطت الديبلوماسية الأميركية في الكواليس لتحذير موسكو التي اتهمت في الماضي، بغض الطرف حيال استخدام دمشق أسلحة كيماوية. لكن الباحث في معهد «هادسون» للدراسات في واشنطن جوناس باريلو بليسنر، رأى أن هذه «التحذيرات الشفهية» في تباين مع «واقع سورية عام 2018».
وأوضح الباحث الذي صدرت له أخيراً دراسة تناولت النهج الأميركي في المنطقة، أن «الأسد في الواقع يتقدم ميدانياً بمساعدة إيران على الأرض وروسيا في الجو»، في حين أن الإدارة الأميركية لا تزال تعطي الأولوية لمفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة، على رغم أن هذه الآلية «تنازع».
وفي حال وقوع هجوم كيماوي، يبقى «من الممكن حصول رد مماثل» لرد الغربيين في نيسان، لكن في رأي الخبير لن يؤثر على «المقاربة العسكرية للإدارة الأميركية في سورية القائمة على ترك الأمور تجري».
ولفت الخبير في «المركز الأطلسي» الأميركي للدراسات فيصل عيتاني، إلى أن «الولايات المتحدة تقبلت استعادة النظام باقي سورية». وقال: «بعدما تقبلوا ذلك في الجنوب، في دمشق وحلب وسواهما (...) لم تعد للأميركيين أي صدقية ولا أي وسيلة ضغط»، مشيراً إلى أن «النظام (السوري) وروسيا أدركا ذلك جيداً».
ورأى أنه بعدما يستتب الوضع في شكل نهائي على الأرض، ستكون الساحة خالية مرة جديدة للديبلوماسية ولحل سياسي، وفق الأولوية التي تتمسك بها واشنطن. «لكنه لن يبقى هناك عندها ما يمكن التفاوض عليه، باستثناء الإقرار رسمياً بالوقائع السياسية التي تعكس الوقائع العسكرية، وهي مواتية للنظام السوري». | |
|