Date: Sep 1, 2018
Source: جريدة النهار اللبنانية
إدلب ساحة جديدة للصراع بين واشنطن وموسكو
استمرّت إدلب في دائرة التجاذبات بين روسيا التي تدافع عن حق النظام السوري في استعادة هذه المحافظة الأخيرة الخارجة عن سيطرته، والولايات المتحدة التي قالت في تحذير واضح إن أي هجوم عليها سيعتبر بمثابة تصعيد خطير للأزمة السورية. ومعها استمرت التحذيرات الدولية من الاوضاع الانسانية التي ستترتب على الهجوم.    

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية المستقلة عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي في سوتشي بجنوب روسيا، أن قوات الحكومة السورية "لها كامل الحق في حماية سيادتها وطرد وتصفية التهديد الإرهابي على أراضيها".

وكشف أن الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة في شأن سوريا تجري لحظة بلحظة.

وقال "إن الحكومة السورية ضاعفت الجهود توصلاً الى مبادرات سلام محلية في منطقة ادلب، عبر اتفاقات مع بلدات أو أحياء... ومع المسؤولين الذين يسيطرون على هذه المنطقة أو تلك. كما أن مفاوضات تجري لاقامة ممرات انسانية". ورأى أن "كل ذلك يؤكد اجراءات الوقاية المتخذة لتجنيب المدنيين المعاناة" في حال الهجوم.

واتهم الجهاديين في ادلب بـ"استخدام السكان المدنيين دروعاً بشرية"، وبـ"ترهيب" الفصائل المعارضة كي لا تتفاوض مع النظام. ودعا الجميع إلى عدم استخدام السوريين "بيادق في لعبة شطرنج بأهداف جيوسياسية أحادية".

وأكد الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين سيحضر قمة ثلاثية في 7 أيلول مع رئيسي تركيا وإيران في العاصمة الايرانية طهران وليس في مدينة تبريز كما ذكر سابقاً.

اقفال شرق المتوسط 

في غضون ذلك، جاء في النشرة الدولية لتحذير الطائرات والسفن "نوتام"، أن الأسطول الروسي سيقفل اعتباراً من مساء الجمعة (أمس) منطقة المياه الدولية في البحر المتوسط عشية مناورات واسعة النطاق في المنطقة.

وعزت ذلك يعود الى تنفيذ مجموعة سفن حربية روسية رمايات صاروخية ومدفعية تدريبية في المنطقة. وحددت إحداثيات المنطقة المقفلة في المياه الدولية قرب الحدود البحرية السورية التي سيمنع فيها تحليق الطائرات المدنية ومرور السفن اعتباراً من الساعة السادسة من مساء الجمعة بتوقيت دمشق.

واليوم تبدأ في شرق المتوسط، مناورات بحرية روسية ضخمة ستستمر حتى 8 أيلول وتشارك فيها سفن حربية وسفن إمداد، بقيادة الطراد الصاروخي "الماريشال أوستينوف"، وطائرات حربية مقاتلة وقاذفة واستراتيجية.

ونقل المكتب الصحافي لوزارة الدفاع الروسية عن قائد القوات البحرية الروسية الأميرال فلاديمير كوروليوف أنه "ستشارك في المناورات سفن تابعة لأساطيل البحر الأسود والشمال وبحر البلطيق وقزوين وعدد من القاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى".

وأعلت أن العدد الإجمالي للقطع المشاركة، 26 سفينة وغواصتان و34 طائرة، وستخوض المناورات حاملات الصواريخ الاستراتيجية "تو-160" وطائرات مكافحة الغواصات "تو-142" و"إيل-38"، إلى مقاتلات "سو-33" و"سو-30".

تحذير اميركي 

ومع تزايد القلق من هجوم وشيك على ادلب، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تغريدة على تويتر إن "سيرغي لافروف يدافع عن الهجوم السوري والروسي على إدلب"، وإن "الولايات المتحدة تعتبر هذا الامر تصعيداً في نزاع هو أصلاً خطير".

وفي تغريدة ثانية، قال بومبيو إن "الثلاثة الملايين من السوريين الذين أجبروا أصلاً على ترك منازلهم وهم الآن في إدلب سيعانون هذا الهجوم. هذا ليس جيداً. العالم يشاهد".

وتسيطر "هيئة تحرير الشام" (الفرع السابق لـ"القاعدة" في سوريا) على 60 في المئة من محافظة ادلب المحاذية لتركيا، وتضم المنطقة أيضاً الكثير من الفصائل المعارضة.

ويبدو ان النظام السوري يستعد لهجوم قريب على ادلب، لكن هذا الامر يبقى رهنا باتفاق مع تركيا التي تدعم الفصائل المعارضة، خصوصاً أن المحادثات بين موسكو وانقرة تكثّفت في الاسابيع الاخيرة.

تركيا تضيف "تحرير الشام" الى الارهاب 

وفي خطوة تركية ذات مغزى في هذا التوقيت، أعلنت تركيا رسمياً تصنيف "هيئة تحرير الشام" منظمة "إرهابية".

وفي عدد الجريدة الرسمية الصادر أمس، أضافت الحكومة التركية هذه المجموعة الجهادية الى قائمتها الخاصة بـ"الأسماء الأخرى المستخدمة" من جانب "جبهة النصرة"، التي تصنعا أنقرة "ارهابية".

ولكن من غير الواضح ما اذا كان القرار التركي مؤشراً لدعم الهجوم المحتمل.

وفي الايام الاخيرة، عززت تركيا مراكز المراقبة الـ 12 التابعة لها في محافظة إدلب، في اطار الاشراف على "منطقة خفض التصعيد" كما نصت عليه اتفاقات أستانا مع روسيا وايران.

تفجير جسرين 

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان" أن فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" المعارضة أقدمت ليل الخميس- الجمعة على تفجير جسرين في منطقة سهل الغاب، التي يقع معظمها في شمال حماه وتمتد إلى جنوب غرب إدلب.

ويتوقع محللون أن تشكل منطقة سهل الغاب وجسر الشغور المحاذية لها في إدلب أحد الأهداف الأولى للعملية العسكرية لقوات النظام في إدلب.