| | Date: Aug 28, 2018 | Source: جريدة الحياة | | حل عقدة «النصرة» يجنّب إدلب هجوماً واسعاً و«الخوذ البيض» تحض على حمايتها | موسكو، بيروت - سامر إلياس، «الحياة»
أكدت مصادر بارزة في «الجيش السوري الحر» أن «تركيا تواصل جهودها على مستويات عدة من أجل إقناع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقاً بحل الهيئة». وكشف مصدر قيادي في فصائل الشمال المقربة من تركيا في اتصال أجرته معه «الحياة» أن «هناك تجاوباً مع العروض التركية من قبل بعض التيارات في داخل الهيئة، فيما يرفض التيار المتشدد أي حلول مطروحة»، ورجح المصدر المطلع على ملفات عسكرية وأمنية مهمة أن «يتم تمديد مهلة الاتفاق بين روسيا وتركيا لإنهاء عقدة الهيئة الذي ينتهي بداية أيلول (سبتمبر) المقبل.
وأشار المصدر إلى «تعقيدات كبيرة تواجه تركيا في إقناع التيارات المتشددة في الهيئة بحل ذاتها والاندماج في فصائل لا تتبنى فكر القاعدة الجهادي»، لافتاً إلى أن بعض التيارات «لن يتخلى عن هدف إقامة إمارة إسلامية أياً كانت حجم الضغوط أو اٌغراءات المقدمة لها»، وذكر المصدر أن «تركيا تعمل على مستويات عدة وبهدوء» مستبعداً أن «تقوم بحملة اغتيالات بحق قادة النصرة لأن ذلك سيؤدي إلى دوامة لا يمكن التنبؤ بنهايتها»، مرجحاً أن الحل النهائي قد يتضمن «إخراج القادة المتشددين وجماعاتهم إلى مناطق محصورة في البادية يسهل لاحقاً التعامل معهم بعيداً من المراكز الحضرية».
وأوضح المصدر أن «صعوبة المحادثات تكمن أيضاً في أن قيادات «الهيئة» مخترقة من قبل أجهزة استخبارات عالمية وإقليمية متعددة أهمها استخبارات النظام التي أطلقت سراح متشددين إسلاميين لتشويه صورة الثورة وطبعها بطابع إسلاموي متشدد»، ولفت إلى أن «إيران وحزب الله هي أول من عقد صفقة مع مقاتلين تابعين للنصرة من أجل نقلهم إلى إدلب، واستكملها باتفاق المدن الأربع، وتلاه اتفاقات أخرى للنظام في الغوطة ودرعا وجنوب دمشق».
وعلى رغم إشارة المصدر إلى أن «تعزيزات النظام السوري، وتصريحات الروس توحي بوجود توجه للحسم العسكري» إلا أنه استبعد توجه داعمي النظام لفتح معركة كبيرة، مرجحاً أن «التصريحات والحشود تندرج في إطار الضغط على تركيا لإنهاء ملف الهيئة وفصلها عن الفصائل الأخرى». وربط المصدر «أي هجوم واسع على إدلب بنتائج المفاوضات المستمرة بين الروس والأتراك على مدار الساعة»، مستدركا بأنه «يمكن أن يطلب الروس من النظام البدء بمعركة لرسم حدود حزام آمن يضم مناطق من جسر الشاغور وشمال اللاذقية، وفي المقابل يمكن أن تشارك روسيا وتركيا في ضمان الطريق الدولي من معبر السلامة إلى مورك» معتبراً أن هذا يمكن أن يشكل نصراً معنوياً للروس والنظام يجنبهم «معركة صعبة تديرها إن حصلت دولة قوية في حلف الناتو (تركيا)»
في حين واصلت روسيا التحذير من عمل «استفزازي» باستخدام السلاح الكيماوي ليكون ذريعة لتدخل غربي، حض مدير الدفاع المدني السوري «الخوذ البيض» رائد الصالح «المجمتع الدولي في شكل واضح وصريح على ضمان سلامة المدنيين في إدلب سواء لحمايتهم من الهجمات العسكرية التي تخطط روسيا لشنها مع النظام، أو من هجمات كيماوية أو بأسلحة محرمة دولياً». وأشار الصالح في اتصال أجرته معه «الحياة» إلى أنه «ثبت بالملوس استخدام النظام سابقاً هذه الأسلحة في مناطق ومنها خان شيخون إذ أكد تقرير لجنة أممية في 28 تشرين الأول(أكتوبر) أنه تم استخدام السارين فيها». ونفى الصالح الاتهامات الروسية للدفاع المدني في شكل قاطع ورأى أنها «عملية هروب إلى الأمام عبر التحضير لعمل أو تكرار السيناريوات التي جرت في خان شيخون ودوما». وأوضح أن روسيا حذرت في مرات سابقة لكنها كانت «بداية لإمكانية استخدام النظام أسلحة كيماوية في هذه المناطق». وأكد مدير «الخوذ البيض» أن المنظمة «جاهزة لمساعدة المدنيين وتبنت إجراءات تحوطاً لأي ضربة ممكنة».
إلى ذلك، تستمر قوات النظام باستقدام التعزيزات العسكرية إلى محيط إدلب، لبدء معركة ضد فصائل المعارضة في الأيام المقبلة، وتتركز بمجملها في الريف الغربي لإدلب وحماة، والذي من المتوقع أن يشهد المواجهات الأساسية في المعركة المرتقبة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما تواصل قوات النظام تعزيزاتها العسكرية باتجاه خطوط التماس على محاور محافظة إدلب فيما نقلت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام، أن «الجيش السوري استقدم مقاتلين من الذين أجروا مصالحات وتسويات مع الدولة السورية للمشاركة بالمعركة المرتقبة».
ولفتت إلى وصول قوت إلى محيط قرية الجيد في ريف حماة الشمالي مزودة بالدبابات والمدفعية وراجمات الصوراريخ وهي في طريقها إلى إدلب.
وأفاد «المرصد» من جهة ثانية، بمعاودة قوات النظام تنفيذ عمليات خرق لاتفاق الهدنة الروسي – التركي، عبر عمليات قصف مدفعي وصاروخي طاولت مناطق في ريفي إدلب وحماة، منها مناطق في محيط بلدة كفرزيتا، ومناطق أخرى في بمحيط قرية الصخر، وأماكن في بلدة اللطامنة، بالتزامن مع استهدافهامناطق في قريتي لحايا ومعركبة، في القطاع الشمالي من الريف الحموي، بالتزامن مع قصف طاول مناطق في بلدة الهبيط، في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، ما تسبب بأضرار مادية، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. | |
|