Date: Aug 27, 2018
Source: جريدة الحياة
مجلس سورية الديموقراطية راض عن التنسيق مع واشنطن
موسكو - سامر إلياس
أعرب مجلس سورية الديموقراطية «مسد» عن رضاه من نتائج زيارة ديبلوماسي أميركي بارز المناطق التي تسيطر «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) عليها في شرق الفرات، وفي اتصال مع «الحياة»، رحبت الرئيس المشترك للمجلس أمينة عمر بتأكيد الولايات المتحدة قرارها البقاء حتى انتهاء محاربة الإرهاب وتأمين خدمات مناسبة للمواطنين.

وقالت عمر «إن زيارة ممثل وزارة الخارجية الأميركية السفير ويليام روباك تندرج في إطار الاستراتيجية الأميركية الجديدة بخصوص سورية ضمن الرؤية التي طرحها جيمس جيفري ومن أولوياتها القضاء على الإرهاب، وإخراج إيران من سورية ودعم حلفاء واشنطن وهي (قسد) الذراع العسكرية لمجلسنا». وأوضحت أن «زيارة السفير روباك تبعث رسالة طمأنة المجالس والأهالي في هذه المناطق بان أميركا ستبقى لفترة زمنية غير محددة في سورية حتى القضاء على تنظيم داعش الذي ما زال يحتفظ ببعض الجيوب».

وأشارت إلى أن «روباك أعلن عن استعداد واشنطن لمواصلة مساعدة أهالي المناطق من أجل توفير الخدمات مثل الكهرباء والصحة والتعليم حتى يتمكن الأهالي من العودة إلى مناطقهم وتوفير الأمن والاستقرار في هذه المناطق بعد الدمار الكبير في البنية التحتية الذي لحق بهذه المناطق والفوضى بسبب وجود داعش».

وحول بقاء القوات الأميركية في شمال سورية وشمال شرقها، لفتت عمر إلى «وجود مؤشرات على الأرض تدل على أن الولايات المتحدة باقية لفترة أخرى مثل التعزيزات العسكرية، وتوسيع المطارات والقواعد العسكرية، وإدخال شحنات جديدة من العتاد والأسلحة «

وبخصوص المحادثات مع النظام السوري، قالت عمر إن «الاجتماع الأولى تمخض عنه تشكيل لجان لتطوير المحادثات وضمان استمرارها، وفي الجولة الثانية في 8 من الشهر الجاري تم تشكيل لجنة قانونية لمناقشة قانون الإدارة المحلية رقم 107 مع نظام الإدارة الديموقراطية المتبع في مناطقنا، ولكن لم يكن هناك تقدّم في المباحثات» ومع تأكيدها أن الطرفين أعربا عن «رغبتهما في مواصلة المحادثات حتى التوصل إلى حل مرض للطرفين، قالت عمر إنه «لا يوجد أي موعد محدد للاجتماعات المقبلة».

ومعلوم أن مجلس «مسد» هو الذراع السياسية لقسد التي يبلغ تعدادها نحو 60 ألف مقاتل معظمهم من الوحدات الكردية، وساهمت في تحرير شرق الفرات ومناطق في شمال سورية من سيطرة «داعش»، ويسيطر المجلس على نحو 30 في المئة من مساحة سورية الأغنى بموارد المياه، والسدود الرئيسة في البلاد، وتنتج المنطقة أهم المحصولات الزراعية من الحبوب والقطن، وكانت تنتج قبل 2011 قرابة 90 في المئة من إنتاج النفط الروسي، ونصف إنتاج الغاز الطبيعي.

وتدعم الولايات المتحدة والتحالف الدولي المجلس عسكرياً واقتصادياً، وانشأت واشنطن مجموعة من المطارات والقواعد العسكرية في المنطقة، وتتهم روسيا والأميركيين بأنهم يتواجدون في شكل غير شرعي في سورية، وكان رئيس النظام بشار الأسد لوح بأن القوات الحكومية سوف تستعيد السيطرة على هذه المناطق.

وبخصوص الوجود الإيراني في سورية، أكدت عمر أن «قوات سورية الديموقراطية سوف تدافع عن مناطق سيطرتها التي حررتها في شرق الفرات بحدودها الواضحة في حال تعرضت لأي هجوم من قبل إيران أو ميليشياتها كما فعلت منذ البداية وإلى الآن»، مستدركة أننا «لا نتدخل في مناطق غرب الفرات وليس من اختصاصنا سواء وجدت قوات إيرانية أم لم تكن موجودة لكن إذا توغلوا في مناطقنا سوف نواجههم»، مشيرة إلى أن واشنطن «علقت 230 مليون دولار بانتظار التسوية السياسية».