| | Date: Aug 24, 2018 | Source: جريدة الحياة | | تركيا أمام اختبار صعب في إدلب واطلاق تشكيلات تتبنى «المقاومة الشعبية» قريباً | موسكو، بيروت - سامر إلياس، «الحياة»
عشية اجتماع حاسم بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو في موسكو يتوقع أن يتصدره موضوع إدلب، يسود الهدوء الحذر والترقب الأجواء في المحافظة. وفي حين كشفت مصادر في المعارضة السورية عن قرب إطلاق تشكيلات جديدة تتبنى «المقاومة الشعبية» ضد النظام السوري وميليشياته في حال بدأ الهجوم على إدلب، يُجمع معظم المعارضين في المحافظة على أن المعركة لن تكون سهلة مقارنة بما حصل في مناطق أخرى في الأشهر الأخيرة، ويشيرون إلى صعوبات تعترض تنفيذ أي تفاهمات تركية- روسية بتسليم السلاح ومحاربة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً).
وفي اتصالات أجرتها «الحياة» مع عدد من مقاتلي المعارضة الذين هجروا في وقت سابق من العام الجاري، قال مقاتل معارض من الغوطة الشرقية لدمشق رُحل إلى إدلب بداية هذه السنة: «رفضنا البقاء في أرضنا لأننا نرفض العيش تحت ظل نظام حاصرنا لأكثر من خمس سنين، وقتلنا بالكيماوي، وجرب مع الروس كل أصناف الأسلحة»، مشدداً على أنه «لا يوجد أي خيار أمامنا إلا محاربة هذا النظام والصمود في وجهه بكل ما لدينا من قوة وسلاح». وقال المقاتل الذي كان يعمل مهندساً مدنياً قبل اندلاع الاحتجاجات على نظام (الرئيس بشار) الأسد في دوما ربيع 2011: «حملنا السلاح دفاعاً عن أرضنا وعرضنا، ومع تقديرنا موقف تركيا المساند والذي يحد من نفوذ إيران، إلا أننا لن نسلم أسلحتنا إذا طلبوا منا ذلك، وسنواصل حتى آخر طلقة لنستشهد على أرضنا ونلحق بمن سبقنا في الغوطة ومناطق سورية الأخرى».
وكشف مقاتل آخر هُجر من حمص، أن «عشرات الآلاف ممن هجروا سابقاً من درعا والقلمون وحمص والغوطة وجنوب دمشق، لن يقبلوا الاستسلام»، لافتاً إلى أن «معظم المقاتلين لا ينتمون إلى هيئة تحرير الشام، إلا أنهم سيواصلون القتال، ويتفقون مع حديث الجولاني (أبو محمد زعيم النصرة) بأن نقاط المراقبة التركية ليست ضمانة لمنع المعركة، وأن أنقرة يمكن أن تغير موقفها». وذكرت عدة مصادر في إدلب في اتصالات مع «الحياة» أن «الحديث يدور عن تشكيل لجان مقاومة شعبية عابرة للفصائل المسلحة الموجودة في المنطقة، وليس لها أي ارتباط مع قوى خارجية».
وشكك مصدر بارز من فصائل الشمال المقربة من تركيا في قدرة هذه اللجان على الصمود طويلاً في حال أبصرت النور، وفي الوقت ذاته، أكد المصدر لـ «الحياة» أن «تركيا في موقف لا تحسد عليه، فمن جهة تضغط روسيا عليها لإنهاء ملف شائك وصعب في فترة زمنية محدودة، ومن جهة أخرى أعلن الجولاني عملياً رفضه أي محاولات تركية للحل عبر تغييرات في أيديولوجية هيئة تحرير الشام وتركيبتها، وأكد أنه سوف يحارب»، وأشار المصدر في شكل خاص إلى عقدتين صعبتين تعترضان الحل: «الأولى الأجانب من (النصرة) والتنظيمات الإسلاموية المتطرفة، وهؤلاء يحتاجون إلى تنسيق دولي من أجل معرفة مصيرهم، والثانية تكمن في مقاتلين هجروا في السنوات الأخيرة إلى إدلب ويصرون على مواصلة قتال النظام حتى النهاية، ولهذا بعضهم لم يقصد تركيا أو أوروبا عندما كانت الفرصة سانحة، وقرر البقاء، وهؤلاء ليسوا متشددين ولكنهم قد يقودون المعارك بغض النظر عن موقف تركيا».
وفيما يسود هدوء حذر مناطق سريان الهدنة الروسية– التركية في المحافظات الأربع بشمال سورية وغربها، تواصل قوات النظام عملية استقدام التعزيزات وتصعد من تلويحها بالعملية العسكرية في إدلب ومحيطها ضد الفصائل و «الهيئة» وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي رصد استقدام قوات النظام مزيداً من الآليات المحملة بالعتاد والذخيرة، والمحملة بعشرات العناصر الجدد، إلى خطوط التماس في أرياف حماة وإدلب واللاذقية، مع الفصائل المقاتلة والإسلامية، والتي تعمد بدورها إلى تعزيز مواقعها، تحضيراً للعملية العسكرية التي تصاعد تلويح النظام بها، بالتزامن مع ازدياد المؤشرات على انطلاقتها في المنطقة بعد استقدام مئات العربات والمدرعات والآليات وآلاف الجنود من جبهات أخرى، كانت قوات النظام انتهت منها خلال الأسابيع والأشهر الماضية. | |
|