Date: Aug 22, 2018
Source: جريدة الحياة
الشارع اللبناني: الحريري وحده القادر على تشكيل حكومة جامعة
بيروت - أمندا برادعي
مستوى تشاؤم الشارع اللبناني بتشكيل حكومة قبل نهاية الشهر الجاري يتأرجح صعوداً ونزولاً، تبعاً للقاءات التي يجريها الرئيس المكلف التشكيل سعد الحريري. ويتفاعل الشارع اللبناني مع الحريري «الوحيد القادر على أن يشكل حكومة جامعة» مع عبارات الترحيب، باعتبار أنه «الزعيم السني المعتدل وابن أبيه». ما اتّفقت عليه غالبية من التقتهم «الحياة» لتسألهم رأيهم في تشكيل الحكومة والعقبات التي تعترضه، هو تمني أن «لا تكون اللقاءات السياسية بمثابة جعجعة بلا طحين». واعتبرت الغالبية أن «الضوء الأخضر من الخارج لم يأت بعد».

في سوق جونيه العتيق، جلس متقاعدون يتسامرون حول فناجين قهوة ويتحدثون عن انقطاع الكهرباء «تبيّن أن الباخرة التركية أسراء سلطان الثالثة لم تبدل واقع أزمة الكهرباء في كسروان».

بأسلوب عفوي حرص كل منهم على التعبير عن رأيه، يعتبر غنيم الحاج أن «التأخير في تشكيل حكومة أمر عادي. لكن ستتألّف الحكومة نهاية الشهر». يقاطعه جورج عبود بالقول: «كل ما ترينه من لقاءات شرابة خرج. جميعهم يطمعون بالحصص. لا أحد مظلوماً إلا لبنان والبقية حرامية». أما جان أيوب الذي أثنى على رأي عبود، فاتّهم «جبران باسيل (رئيس التيار الوطنية الحر ووزير الخارجية) بعرقلة تشكيل الحكومة». وقال: «لا أسأل عن أحد منهم، لو يذهبون إلى منازلهم جميعهم ليرتاح البلد والشعب منهم. لا يشبعون».

«شروط تعجيزية لتشكيل الحكومة»

اعتبر جورج بارود أن «هناك أسباباً داخلية وخارجية لعدم تشكيل حكومة». ويقول إن «الخارج يضع شروطاً تعجيزية على الحريري وهناك تنازع من أجل السيطرة على المنطقة بين طرفين متضادين»، ورأى أنه «إذا قبل الحريري والقيادات بتلك الشروط التعجيزية لتشكّلت الحكومة من 50 وزيراً ورضي الجميع». أما داخلياً، فانتقد «عدم احترام القواعد المعتمدة دولياً في إدارة المؤسسات العامة». وسأل ضاحكاً: «لا توجد وزارات سيادية وأخرى خدماتية إلا هنا». بارود قالها من دون لف ودوران: «إن كان في الداخل أو في الخارج، يريدون عرقلة مسيرة العهد».

على مقربة من تلك المجموعة، ترفض رولا القاضي التعليق عما إذا كانت عقدة التشكيل محلية أو خارجية، وإذا حصلت على فيزا هجرة تفضل أن تهجر لبنان فـ «البلد انتهى، نعيش من قلّة الموت». قاطعها فاروق إسطفان قائلاً: «عن أي إقتصاد يتكلمون؟ سأقفل محلي (للمجوهرات) نهاية هذا العام، تراجعت نسبة المبيعات 40 في المئة عن العام الماضي». وزاد: «سيؤلفون حكومة مطبوخة على قياسهم، يتشاجرون على مصالحهم، يحبون جبنتهم ونحن الزيت لجبنتهم كي يستطيعون بلعها. هم يبيدون شعباً بأكمله».

أما سمير سيف فاعتبر أن هناك «أسباباً خارجية فقط، فبعض الأطراف في لبنان يرتبطون بالخارج، ونسبة الضغط الخارجي كبّرت أحجاماً في لبنان تدفعهم إلى التمسك بمطالب مستحيلة على قاعدة تختلف عن نتائج الإنتخابات». وأضاف أن «هناك سياسة مرسومة لإفشال العهد وإبقاء لبنان في حال اللاإستقرار».

في منطقة رأس النبع، يعتبر فادي الأبيض أن «هناك أسباباً داخلية لعدم تشكيل الحكومة والمشكلة متمثلة بتقسيم الحصص بين التيار الوطني الحر والقوات»، منتقداً سياسية «التيار الوطني فهو لا يريد إعطاء الحصص نفسها إلى القوات التي تريد 4 وزراء بينهم حقيبة سيادية، المشكلة كلها من التيار». ويقول: «حركة السوق إلى تراجع، هناك جمود مع بدء عودة السوريين».

ويضيف: «أنا مع حكومة وحدة وطنية، حكومة أكثرية تولّد مشكلات في البلد وحزب الله لا يقبل بحكومة أكثرية». ويشدد على أن «الرئيس الحريري هو الزعيم السني الأكبر في لبنان وهو القادر على تأليف حكومة أما إذا لم يستطع فأنا برأيي أن فؤاد مخزومي يستطيع». أما أحمد علي، فيقول مستهزئاً: «لا أريد حكومة، سألني صديقي في الخارج لماذا أسعار البضاعة في لبنان مرتفعة، هل لأن لديكم نفايات؟».

محمود سلمون يرى أن «الحريري مظلوم وهو المناسب فقط لتأليف حكومة، لا أحد غيره يستطيع أن يتحمّل السياسيين». وسلمون يريد «حكومة تكنوقراط»، معتبراً أن «الصراع على المنطقة هو أحد الأسباب الرئيسية لعدم تشكيل حكومة».

علي داغر (من منطقة حارة حريك) يؤكد أن هناك «أسباباً خارجية وأن (رئيس حزب القوات اللبنانية) سمير جعجع يطلب أكثر مما يستأهل». ويرى أن «هناك ترقباً لما سيحصل في سورية والعراق كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله». وداغر «مع حكومة أكثرية لأنها تفسح المجال للمعارضة فيها، فيكون هناك مجال لتنفيذ القوانين والطرف المقابل يعارضها». ويرى أن «التأخير في تشكيل الحكومة يرضي الخارج، هناك عدم رضا خارجي عن الإستقرار في لبنان، وفي المبدأ لن تتألف الحكومة بالقريب العاجل إلا إذا تدخل حزب الله». ويقول: «هناك قوة ممانعة في المنطقة لا يمكن إلغاءها، فلو سقطت سورية يمكن الحديث عن إلغائها».

خلاف إقليمي

يعتبر جان سعد (من الأشرفية) أن «باسيل يعتقد أنه سيأتي رئيساً للجمهورية، وإذا تم هذا الأمر أنا أرحل من البلد». ويقول: «الرئيس الراحل رفيق الحريري ضحى كثيراً وكان أكبر زعيم سني، لماذا هذا التكبر الذي يمارسه باسيل؟».

ويضيف: «اتركوا الحريري يشكل حكومة على خطى والده، لا أحد ينكر أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي هو زعيم الدروز في الجبل، لماذا هذا الرفض من التيار الوطني الحر؟ من يفكر نفسه باسيل Mr؟». وينتقد «كيف يقول التيار الوطني الحر نريد مكافحة الفساد وأن هناك 30 بليون دولار اختلاسات في الدولة، وحتى اليوم لم يتم تشكيل لجنة تحقيق».

في الشياح، يعتبر الحاج توفيق عواضة، أن «هناك ضغوطاً وانتظاراً للضوء الأخضر من الخارج، القضية ليست قضية الحريري أو غيره ومشكلات داخلية، القضية أكبر من لبنان هناك خلاف إقليمي». ويعتبر أن «الرئيس بري قادر على أن يحلها فوراً إذا كانت العقدة داخلية وحزب الله الوحيد الذي يهمه مصلحة لبنان».

لكنه يقول «في النهاية نحن ثلاجة. كل شيء قابل للإنفجار. وكل ما نراه من اتصالات ولقاءات هنا ديكور».