| | Date: Aug 19, 2018 | Source: جريدة الحياة | | دمشق تخطط لهجوم محدود على مواقع استراتيجية في إدلب | بيروت - أ ف ب
كثّفت قوات النظام السوري منذ أيام إرسال تعزيزات إلى محافظة إدلب (شمال غربي سورية) ما يوحي بهجوم قريب لاستعادة آخر أبرز معاقل «هيئة تحرير الشام» والفصائل المعارضة، لكن محللين قالوا لوكالة «فرانس برس» إنهم يتوقعون بأن تقتصر تلك العمليات على مناطق استراتيجية بالنسبة إلى النظام.
وتقع المحافظة على الحدود التركية، ويرجح أن تحدد مصيرها اتفاقات دولية ترسمها خصوصاً روسيا، حليفة دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، لا الهجوم العسكري فحسب.
ومنذ العاشر من الشهر الجاري، تستهدف قوات النظام بالمدفعية وبوتيرة أقل بالغارات الجوية، مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة تمتد من جنوب إدلب إلى ريف حلب الغربي (شمال) وريف حماة الشمالي (وسط).
ويقول الخبير في مؤسسة «سنتشري فاونديشن» الأميركية آرون لوند لـ «فرانس برس»: «الدبابات تتجه شمالاً، والمسؤولون الروس والسوريون يقرعون طبول الحرب إعلامياً، الأرجح أن تكون هناك عملية ما».
ويرجح محللون بينهم لوند، أن تكون العملية المقبلة «محدودة»، وتقتصر على مناطق عند أطراف محافظة إدلب التي تستضيف أيضاً الآلاف من مسلحي المعارضة الذين أُجلوا على مراحل من مناطق، إثر رفضهم اتفاقات تسوية مع دمشق.
ويقول الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيكولاس هيراس: «دمشق تسير في طريق الحرب... بنظر دمشق هناك أجزاء ضرورية تمكنها السيطرة عليها لضمان أمن اللاذقية (الساحلية) والطريق (الدولي) الذي يربط دمشق بحلب».
ويشير المحللون إلى مناطق ستستهدف عند الأطراف، بينها تلك الممتدة بين «جسر الشغور» جنوب غربي إدلب، و «سهل الغاب» الواصلة بين إدلب وشمال حماة، وأخرى تقع على جانبي جزء من الطريق الدولي حلب- دمشق. وتكمن أهمية «سهل الغاب» و «جسر الشغور» المحاذي لها، في قربها من محافظة اللاذقية ومنطقة الساحل، المعقل الرئيس للطائفة العلوية التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول الباحث في «مجموعة الأزمات الدولية» سام هيلر، إن «الروس مقتنعون بأن الطائرات من دون طيار التي تستهدف قاعدتهم الجوية (في حميميم) في اللاذقية تنطلق من هذه المنطقة حول جسر الشغور». كما لمنطقة «سهل الغاب»، «أهمية خاصة بالنسبة إلى دمشق، كونها تهدد مناطق تشكل نواة الموالين لها» في الساحل السوري، وفقاً لهيلر. أما الهدف الثاني من العملية، فقد يكون استعادة أمن كامل الأوتوستراد الدولي حلب- دمشق وضمانه، والذي يمر في جنوب إدلب وشرقها. ومن أجل ضمان أمنه سيكون على قوات النظام استعادة قرى جنوب غربي حلب وصولاً إلى جنوب إدلب.
ويقول الباحث في «معهد الشرق الأوسط» تشارلز ليستر: «سيأتي وقت يرى فيه النظام ضرورة في السيطرة على كامل طريق -أم 5- (الأوتوستراد الدولي) وكل المعابر التي تصل الشمال بالجنوب بين دمشق وحلب».
ويتفق محللون على أن أي عملية محتملة في إدلب، يجب أن تحظى بموافقة أنقرة التي تخشى موجات جديدة من اللاجئين إليها.
ويضيف ليستر: «من المحتمل أن توافق تركيا على خسارة مناطق عند الأطراف بشرط أن تضمن استمرارية سيطرتها على وسط إدلب والمنطقة الحدودية» شمالاً. وتطلب روسيا من تركيا إيجاد حل لإنهاء وجود «هيئة تحرير الشام» المصنفة «إرهابية» في إدلب لتفادي عملية واسعة. وتعمل أنقرة حالياً لتوحيد صفوف الفصائل لأي مواجهة محتملة مع «تحرير الشام». | |
|