Date: Aug 19, 2018
Source: جريدة الحياة
وزير عوني: مصلحتنا التطبيع الكامل مع سورية
جعجع: رواسب النظام الأمني موجودة
عاد التصلب في الشروط لتشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة الى بداياته، واعتبر وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال بيار رفول، أن «العقدة المعترِضةَ للتشكيل تكمن في طلب بعضهم، بدفعٍ خارجي، حصصاً مبالغاً فيها، وفي رهانه على متغيرات في المنطقة لن تصب في مصلحته حتماً»، رافضاً ربط أسباب عرقلة التأليف بإعلان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري رفضَ التطبيع مع سورية.

وأكد رفول لإذاعة «النور»، «عدم تحمل العهد و«التيار الوطني الحر» مسؤولية عدم تشكيل الحكومة»، منتقداً «تجاوز أطراف سياسية المعيارَ المعلن للتأليف والمتمثلَ بحصول كل أربعة نواب على مقعد وزاري، متعمّدة في المقابل نفخَ حجمها وتقليص حجم سائر الأفرقاء». ورأى رفول أن «مصلحة اللبنانيين تقتضي تطبيعاً كاملاً للعلاقات مع سورية المنتصرة شاء من شاء ذلك وأبى من أبى».

وأكد عضو «اللقاء الديموقراطي النيابي» وائل أبو فاعور في المقابل، «تمسك الحزب «التقدمي الاشتراكي» بمطلبه المشروع والعادل والمنصف والواضح الذي لا تراجع عنه ولا حياد عنه بتمثيل الحزب بثلاثة وزراء في الحكومة العتيدة، يختارهم الحزب من دون قيد أو شرط أو تشاور مع أحد مهما كان موقعه».

ورأى أبو فاعور أن «النقاش الحالي حول الحكومة نضعه في سياق محاولة إعادة ليّ ذراع وليد جنبلاط، وفي ذلك تكرار ممل لتجربة الانتخابات النيابية، وكما انتصر وليد جنبلاط في الانتخابات النيابية، وأسقط الكثير من الأوهام سينتصر في الحكومة المقبلة».

وعن التمسك بمبدأ النأي بالنفس حيال الأزمة السورية، قال: «الأزمة السورية لم تنته بعد»، لافتاً الى أنها «تنتهي حين إقرار حل سياسي يرضي جميع السوريين، وعندما نرى أن الشعب السوري عاد الى سورية ليتمتع بنظام ديموقراطي حر ومتنوع، والى أن يتحقق ذلك، نصر على التمسك بمبدأ النأي بالنفس وفي الحكومة المقبلة، سنتوافق على صيغة لفظية توافقية حول هذا الأمر، وكل طرف في الحكومة سيتصرف بحسب قناعاته، وهناك أطراف تذهب الى سورية ولديها علاقات مع النظام السوري، وليس هناك من يناقشها، أما أخذ البلد الى هذا الخلاف، فذلك يزيد التعقيدات بتشكيل الحكومة العتيدة وحتى هذه اللحظة نحن نقول إن العائق السياسي أمام عدم تشكيل الحكومة هو الخلاف حول التمثيل الحقيقي والمنصف للقوى السياسية».

وشدد عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد سليمان، خلال تمثيله الرئيس الحريري في مؤتمر شبابي في منطقة عكار، على أن الحريري «في موقع القوة بقوة الناس، وماض بثقتهم في مسار تشكيل الحكومة، حيث لا صوت يعلو عنده فوق صوت الناس، ومصالحهم التي يحميها برموش العين»، مؤكداً أنه «كلما علت أصوات النشاز ضد الرئيس الحريري معناه أنه على حق، ولا يعنيه كلام من هنا أو حملات من هناك».

واعتبر أن «كل الكلام عن حكومة أكثرية يساوي صفراً مكعباً في حسابات الرئيس الحريري الحريص على تأليف حكومة ائتلاف وطني، لا مكان فيها لثلث معطل، ولا تكريس فيها لأعراف من خارج دستور الطائف. وكل المحاولات اليوم لدفع الأمور نحو اشتباك سياسي تدين أصحابها في سعيهم لخدمة أعداء لبنان، ولا تعينهم في ما يسعون إليه للضغط على الرئيس الحريري أو إحراجه لتغيير المسار الذي ارتضاه لتأليف حكومة ائتلاف وطني تحت سقف صلاحياته التي كرسها دستور الطائف».

وقال إن «كل الحملات اليوم لجر لبنان الى الانخراط في أجندة محاور خارجية ساقطة في قاموسنا الذي يعمل على أجندة المصلحة اللبنانية التي تعلو عندنا فوق أي مصلحة أخرى». وتابع: «الرئيس الحريري حريص على التسوية السياسية التي أمنت وستؤمن الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وستحمي مشاريع «سيدر». يدنا ممدودة للجميع، لكن نقول لكل من يهمه الأمر، وبالفم الملآن، إن تيار المستقبل لن يلدغ من جحر مرتين ونقطة على السطر».

ورأى النائب «القواتي» جورج عقيص، أن «هناك من يريد القفز فوق نتائج الانتخابات النيابية والوفاق الوطني نحو المجهول»، محذراً من «إدخال لبنان في نفق مظلم نتيجة فشل تشكيل الحكومة وشلل المؤسسات». وقال لـ»صوت لبنان»: «عملية التأليف شهدت موجات إيجابية وتلتها أخرى سلبية، إلا أن الوضع بدأ ينذر بسابقة خطيرة جداً»، لافتاً الى أن «الوزير جبران باسيل اعترف بأن «التيار الوطني الحر» يمثل نصف المسيحيين فلماذا الاستئثار بقرار النصف الآخر؟»، معتبراً أن «هناك نية لكسر القوات اللبنانية وإدخالها الى الحكومة بأقل تمثيل ممكن لسبب من اثنين: إما الانتقام من مواقفها في حكومة تصريف الأعمال من موضوع ملف الفساد وظهورها بأنها الفريق الذي يحاول بناء دولة المؤسسات أو لاستباق المعركة الرئاسية التي يبدو أن البعض أراد فتحها باكراً»، وخلص الى أن «ما يحصل محفوف بالمخاطر وظاهرة خطيرة جداً في تاريخ لبنان. وكلما شعرنا بأننا خرجنا من عنق الزجاجة نعود إليها سريعاً، فبعد تنازل «القوات» عن خمس وزارات وقبولها بأربع من ضمنها وزارة سيادية تم رفض هذا الطرح. والكرة في ملعب الفريق الآخر».

وأشار الى «أن الدستور لم يعط أي سقف زمني لتكليف الرئيس الحريري ولم يعط أي جهة أخرى حقاً دستورياً بسحب هذا التكليف»، واصفاً «من يفاوض عن رئيس الجمهورية وعن «التيار الوطني الحر» بأنه يعاني من خلل في قراءة نتائج الانتخابات من جهة والمعطى الإقليمي من جهة أخرى».

أما عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي، فاعتبر «أن ما حققناه من انتصارات بفضل صمود أهلنا وتضحياتهم، هو الذي فتح زماناً جديداً للمنطقة، وبالتالي يجب أن يقتنع من لم يقتنع بعد في المنطقة أنه كما هزم في سورية، هو مهزوم في كل موقعة يتواجه فيها مع جبهة المقاومة التي تمتد على مدى هذه المنطقة، ولذلك ليس من داع لتأخير تشكيل الحكومة».

ودعا «الأصدقاء والخصوم جميعاً في لبنان، الى أن تكون الحكومة «إنمائية في الدرجة الأولى، وليس هناك من وقت لهذه الحكومة حتى تنغمس في الشؤون السياسية قبل أن تنهض بحاجات الناس».

جعجع: رواسب النظام الأمني موجودة ولبنان يعيش في كنف الحرية أو لا حياة له

أعرب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، عن قلقه من أن «بعض رواسب النظام الأمني السوري - اللبناني المشترك لا تزال مستمرة في لبنان، إلا أننا لن ندعها تظهر من جديد لتأخذ مداها، وإنما سنكمل المسيرة والعمل لاجتثاثها بشكل كلي من النظام اللبناني، فإما أن يعيش لبنان في كنف الحرية او لا حياة له أبداً».

وقال جعجع خلال لقاء أقامته مصلحة طلاب «القوات» لخريجيها: «صحيح أن هذا النظام الأمني زال، إلا أن الجميع يدرك أن لا شيء يزول بشكل كامل وتبقى بعض الرواسب هنا وهناك، وبعض الظواهر التي تذكرنا برواسب النظام الأمني السوري - اللبناني هي الاستدعاءات التي تتم على خلفية تعليقات يقوم بعضهم بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض تلك التعليقات تستوجب الاستدعاء لأننا نعيش في بلد يحكمه القانون ويجب ألا يتم تخطيه لئلا تعم الفوضى، إلا أن هناك تعليقات تأتي في سياق حرية التعبير عن الرأي، وأعتقد أنني كمواطن لبناني لدي كامل الحق في أن أنشر بشكل موضوعي عبر صفحتي على «فايسبوك» معطيات أو معلومات قرأتها أو أعرفها عن أمر ما، وهذا الأمر يجب ألا يؤدي إلى استدعائي للتحقيق».

وأضاف: «على رغم كل الفساد المستشري في إدارات الدولة كافة، وقضايا الفساد التي تملأ صفحات الصحف بشكل يومي، وهي الموضوع الأساسي الذي يتم تداوله والحديث عنه في الصالونات، وعلى رغم أن الأخبار المتداولة بأكثريتها الساحقة صحيحة، إلا أن بعض الدوائر القضائية في لبنان تستدعي حصراً بعض المسؤولين والموظفين التابعين للوزارات المشهود لها بحسن سيرتها واستقامتها من جانب الناس، لذلك «7 آب» التي أصبحت ذكرى يجب أن تبقى دائماً في الذاكرة كي لا تتكرر، كما يجب أن نعمل من أجل القضاء بشكل كامل على رواسب النظام الأمني السوري - اللبناني الذي اندحر».

وإذ شدد جعجع على أن «المصلحة العامة هي صمام الأمان والضامن الوحيد لاستمرار واستقرار المصلحة الخاصة»، رأى أن «منطقة الشرق الأوسط لا تزال سياسياً قيد التكوين، إذ إن الأوطان فيها ليست ثابتة بشكل نهائي بحكم أن الدول في هذه الأوطان لم تقم بشكل نهائي بعد. البعض يظن أننا لو كنا اليوم نعيش في بلد من بلدان أوروبا لما كنا نستفيض بالكلام عن هذه الأمور، إلا أن مسألة «الالتزام» لها وجه آخر في مقاربتي تكمن في قرار كل فرد في أن يعيش على هامش التاريخ أو في صلبه، إذ على كل فرد أن يتخذ القرار، إما في المضي سيراً على طريق هذه البشرية جمعاء أو أن يتسكع على قارعته، لذلك أعتقد أن كل فرد منكم يجب أن يعمل ليكون دائماً في صلب أحداث التاريخ ويساهم على قدر موقعه في تحديد مسار الأمور في مجتمعه، وما تقومون به من عمل يجب أن يكون مماثلاً لما يقوم به الساسة الفعليون وليس بائعو الخدمات».