Date: Aug 19, 2018
Source: جريدة الحياة
أنقرة لتوسيع عملياتها على الحدود السورية ودمشق تستأنف «جس النبض»
دير الزور (سورية)، بيروت - «الحياة»
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نية أنقرة توسيع عملياتها على الحدود السورية، على غرار العمليات في عفرين، وجرابلس، والباب، بالتزامن مع عودة قوات النظام السوري إلى خرق «الهدنة الروسية- التركية» الخاصة بالشمال السوري عبر قصف على ريفي إدلب وحماة.

وكان لافتاً في التطورات الميدانية خلال الـ24 ساعة الماضية، هجوم عناصر من تنظيم «داعش» على أكبر قاعدة لقوات التحالف الدولي في ريف دير الزور، شمال شرقي سورية، تضم قوات سورية الديموقراطية (قسد).

وفي التفاصيل الميدانية، هزت انفجارات ناجمة عن عودة القصف والخروقات من قبل قوات النظام للهدنة التركية– الروسية مناطق في القطاعين الجنوبي والشمالي لريفي إدلب وحماة. واستهدف القصف بلدة مورك، وأماكن في قرى: حصرايا، وأبورعيدة الشرقية، والصخر ومحيط كفرزيتا، الواقعة في القطاع الشمالي من ريف حماة.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تحركات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها على محاور في جبال اللاذقية الشمالية.

وعن الوضع الميداني في إدلب، أفاد المرصد بأن القوات التركية المتمركزة في منطقة الصرمان، في القطاع الشرقي من ريف إدلب، دعت إلى اجتماع بعد لقاء أجرته في منطقة جسر الشغور مع ممثلين عن المنطقة وأبلغتهم بأنّ خروقات قوات النظام في مثلث جسر الشغور -سهل الغاب- جبال اللاذقية سيجري وضعها على الطاولة في الوقت المناسب، وأن تركيا لن تسمح بدخول قوات النظام إلى المنطقة، وأعطت وعوداً بتقديم خدمات منها الكهرباء إلى منطقة جسر الشغور.

وفي ترجمة لهذه الأقوال على ما يبدو، أرسل الجيش التركي مدرعات ودبابات مطورة إلى الحدود التركية مع محافظة إدلب.

وحسب مصادر في جنوب تركيا عبرت محافظة هاتاي (جنوب تركيا) شاحنات محملة بدبابات من طراز إم 60 تي (M60T)، في وقت كشفت وسائل إعلام تركية أن الدبابات والآليات العسكرية التي تتموضع في ولاية هاتاي ستدخل سورية في الساعات المقبلة لتعزيز نقاط المراقبة وخاصة نقطة العيس في الريف الجنوبي لحلب، ومورك في ريف حماة الشمالي.

وأوضح مصدر عسكري تركي أن مهمة التعزيزات دفاعية وليست قتالية، وستقوم تركية في الأيام المقبلة بتبديل 90 في المئة من كادرها العسكري في نقاط المراقبة.

توسيع عسكري تركي

ويتزامن هذا التحرّك، مع كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزمه توسيع عملياته على الحدود السورية.

وقال أردوغان، في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة أمس: «سنوسع العمليات التي بدأناها لتوفير أمن حدودنا، وسنقضي على التهديدات الموجهة لنا من سورية من جذورها»، متابعاً: «سنطبق ما فعلناه في جرابلس والباب وعفرين على طول حدودنا بدءاً من سروج وحتى جزرة». وأضاف: «لن تبقى مناطق قنديل وسنجار ومخمور شمالي العراق، مصدر خطر على بلدنا».

هجوم في دير الزور

وفي تفاصيل، هجوم «داعش» على قاعدة التحالف الدولي في ريف دير الزور والتي تضم قوات سورية الديموقراطية (قسد) وقياداتها وجنوداً فرنسيين وأميركيين، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «حقل العمر (وهو أكبر حقل نفطي في سورية ويضم أكبر قاعدة عسكرية للتحالف الدولي وتضم مطاراً تستخدمه قوات التحالف الدولي، ومعدات عسكرية ضخمة من منصات لإطلاق الصواريخ وبطاريات صواريخ مضادة للطيران) شهد عمليات استنفار من قبل قوات التحالف وقوات «قسد» بعدما هاجم ما لا يقل عن 20 مسلحاً من التنظيم القاعدة العسكرية.

وأوضح مدير المرصد عمر عبدالرحمن، أن مسلحي «داعش دخلوا الحقل»، مشيراً إلى أن «القتال (جرى) حول المساكن والهجوم كان على مساكن الحقل». وأضاف أن «ما لا يقل عن سبعة من المهاجمين قتلوا» في الهجوم الذي دام ساعات وامتد من قبيل منتصف ليل الجمعة- السبت واستمر حتى الصباح.

وقال عبدالرحمن إن «هذا أكبر هجوم من نوعه منذ تحويل الحقل لقاعدة للتحالف بعد السيطرة عليه العام الفائت».

يذكر أنّ قوات سوريا الديموقراطية سيطرت على حقل العمر النفطي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

من جانب آخر، أفادت مصادر سورية بأن 15 عنصراً من التنظيم الإرهابي سلموا أنفسهم إلى قوات «قسد» بعد تمكنهم من الفرار من آخر جيب للتنظيم في ريف دير الزور الشرقي.

ونقلت قناة «الحرة» الأميركية عن المصادر قولها إن التحالف الدولي ضد «داعش» أرسل تعزيزات عسكرية إلى المناطق الخاضعة لـ «قوات سورية الديموقراطية» بهدف «القضاء على ما تبقى من عناصر تنظيم داعش، وتوسيع القواعد العسكرية للتحالف في الحسكة والرقة».