| | Date: Aug 18, 2018 | Source: جريدة الحياة | | أميركا تجمّد ملايين الدولارات لسورية | موسكو - سامر إلياس
جدة، بغداد، عفرين، برلين، واشنطن - «الحياة»، رويترز - رحبت الإدارة الأميركية بإعلان المملكة العربية السعودية مساهمة بمبلغ 100 مليون دولار لمصلحة «مشروعات استعادة سبل العيش وخدمات أساسية» ينفذها التحالف الدولي ضد الإرهاب في مناطق شمال شرقي سورية التي حرّرت من سيطرة تنظيم «داعش»، في وقت أعادت توجيه ملايين الدولارات من التمويل الأميركي المخصص لإرساء الاستقرار في سورية «لأغراض أخرى»، وربطت إعادة التمويل ببدء «محادثات سلام جادة»، كما كلّفت السفير جيم جيفري الإشراف على محادثات «انتقال سياسي» في سورية. بالتزامن، شهدت المناطق المشمولة بـ «الهدنة الروسية - التركية» في الشمال السوري هدوءاً خلال الساعات الماضية، في وقت كان ملف هذه المناطق وتأمين عودة اللاجئين محور محادثات بين وزيري الدفاع الروسي سيرغي شويغو والتركي خلوصي أكار، كما ستحتل بنداً متقدماً على أجندة القمة الروسية - الألمانية اليوم.
وفي تفاصيل المساهمة السعودية الجديدة لجهود التحالف الدولي في المناطق المحررة شمال شرقي سورية، أوضح بيان بثّته وكالة الأنباء السعودية أنّ هدف هذه «المساهمة الكبيرة» دعم جهود التحالف لإعادة تنشيط المجتمعات المحلية، والتركيز على مشروعات استعادة سبل العيش والخدمات الأساسية، والمساعدة في تسهيل عودة النازحين، وضمان عدم عودة «داعش» لتهديد سورية أو جيرانها، أو التخطيط لشن هجمات ضد المجتمع الدولي. وأضاف أنّ هذه المساهمة «امتداد لجهود المملكة في التحالف الدولي»، كما «ترسخ الدور الرائد للمملكة في التحالف الدولي في محاربة هذا التنظيم الإرهابي (داعش) كقوة استقرار في حملتها لهزيمته».
وأشادت الإدارة الأميركية بالمساهمة السعودية، واعتبرتها وزارة الخارجية في بيان بأنّها «مهمة وتعدّ حاسمة في جهود تحقيق إعادة الاستقرار في هذه المناطق»، مشيرة إلى أن «المملكة العربية السعودية كانت الشريك الرائد والمؤسس في التحالف العالمي لهزيمة تنظيم داعش منذ البداية». ولفت البيان إلى جمع 300 مليون دولار من شركاء في التحالف لجهود إعادة الإعمار في مناطق مستردة من «داعش» في سورية، وأنّ واشنطن ستعيد توجيه 230 مليون دولار من التمويل الأميركي المجمّد نحو «أغراض أخرى غير سورية». وربطت أي تمويل دولي لإعادة الإعمار ببدء عملية سياسية «جادة ولا رجعة فيها» بقيادة الأمم المتحدة.
وفي ما يتعلّق بالتنسيق بين موسكو وأنقرة الذي تركّز أمس على التفاصيل العسكرية الميدانية، ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن لقاء وزيري الدفاع الروسي والتركي كان «بنّاء»، و «ركز على بحث موضوعات التسوية العاجلة للأوضاع الإنسانية في سورية، بما في ذلك عودة اللاجئين».
وجاء اللقاء بعد أيام من لقاء وزيري خارجية البلدين لمناقشة الأزمة السورية، خصوصاً الأوضاع في إدلب، اتفق فيه الطرفان على أهمية الانتهاء من ملف «جبهة النصرة»، وأثمر تراجعاً في حدة قصف النظام السوري للمنطقة، على رغم استمرار الحشود في أكثر من جبهة في محيط إدلب.
ويستبق لقاء شويغو - أكار قمة تجمع في برلين اليوم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبينما خفّضت مركل سقف التوقعات بقولها أنّ المحادثات، وهي الأولى بينهما منذ نحو خمس سنوات، ستكون صعبة حول سورية وأوكرانيا، وأنه ليس من المتوقع التوصل إلى «أي نتيجة» محددة، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الزعيمين «سيضبطان ساعتيهما» في ما يخص سورية وأوكرانيا، وسيبحثان في تنفيذ مشروعات رئيسية تهم البلدين وتتعرض إلى التهديد من دول ثالثة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن «القمة يمكن أن تنتج أفكاراً جديدة لتسوية الأوضاع في سورية».
وأشار مصدر روسي لـ «الحياة» إلى أن القمة تعد «اختراقاً كبيراً لبوتين، وإقراراً بفشل سياسة عزل موسكو»، ويهدف الرئيس من خلالها إلى «إظهار موسكو كشريك مفاوض موثوق أكثر من واشنطن». في المقابل، أكد المصدر أن مركل الممتعضة من سياسات ترامب تريد أن «تؤكد دورها كقائدة لأوروبا»، وأنّ «أي تقدم يمكن أن يُحرز في ملف اللاجئين السوريين سيُخفف من هجمة اليمين المتطرف على سياسة الأبواب المفتوحة التي تبنتها» وأثّرت سلباً في شعبيتها.
ويتوقع أن تشهد الأيام المقبلة لقاء بين مستشار الرئيس دونالد ترامب للأمن القومي جون بولتون، ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف في جنيف، للبحث في المعاهدات الخاصة بالحد من التسلح ودور إيران في سورية. | |
|