| | Date: Aug 16, 2018 | Source: جريدة الحياة | | تركيا تطمئن أهالي إدلب والنظام لا يتراجع | موسكو - سامر الياس
أنقرة، باريس- أ ف ب، رويترز- غداة لقاء وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود جاويش أوغلو للبحث في مصير إدلب في الشمال السوري، واصل جيش النظام استهداف الريف الشمالي للمحافظة وجنوبها، كما واصل تعزيزاته في محاور عدة تحضيراً لهجوم وشيك، في وقت كشفت أنقرة أن اجتماع قادة تركيا وإيران وروسيا الضامنة اتفاق آستانة، سيعقد في الأسبوع الأول من الشهر المقبل. في موازاة ذلك، وجهت موسكو انتقادات جديدة لموقف مفوضية اللاجئين من مشروعها لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مؤكدة أن العمل جار لإعادتهم، وأن دمشق قدمت كل الضمانات.
في غضون ذلك، أفاد مصدر في الرئاسة التركية بأن «الرئيس رجب طيب أردوغان ناقش مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في اتصال هاتفي أمس، الوضع في سورية»، وبأن الجانبين «تعهدا تعزيز العلاقات، وتحدثا عن اجتماعهما المقرر في برلين نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل».
ودخلت باريس على خط الأزمة السورية، وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون تحادث هاتفياً مع العاهل الأردني عبدالله الثاني وعرض عليه «مساهمة فرنسية في حفظ الأمن على الحدود بين الأردن وسورية، ومكافحة الإرهاب في إطار التحالف الدولي». وأضاف بيان الرئاسة أن «ماكرون وعبدالله الثاني تشاورا في الوضع جنوب سورية وفي محافظة إدلب، إضافة إلى مسألة عودة اللاجئين التي يجب أن يواكبها المجتمع الدولي وفق شروط آمنة».
وأكدت مصادر عسكرية في المعارضة السورية لـ «الحياة» أن «النظام يواصل زيادة حشوده باتجاه أم الظهور بهدف التقدم باتجاه سراقب ومعرة النعمان»، مشيرة إلى أن «تركيا تواصل تعزيز نقاط المراقبة التركية». وأوضح مصدر قيادي في المعارضة السورية المقربة من تركيا، أن «قوات المراقبة التركية عززت قدراتها استناداً إلى قرار سياسي من أنقرة بالحفاظ على إدلب».
وأكد القائد العام لـ «حركة تحرير الوطن» العقيد فاتح حسونة في اتصال أجرته معه «الحياة»، أن «الوضع على الأرض معقد للغاية». وقال: «لم يعد هناك أي خيار أمام الجميع سوى سحب الذريعة لأي هجوم محتمل»، مرجحاً أن «يكون هجوم النظام محدوداً إن حصل». وشدد على أن «قوى المعارضة ستشن هجوماً مضاداً عنيفاً»، مشيراً إلى أن «النظام يصعّد إعلامياً للإسراع في اتخاذ موقف ضد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) ويحرض الأهالي عليها».
وبالتزامن مع استمرار استهداف النظام مناطق في ريف حماة الشمالي، عززت تركيا نقاط مراقبتها في مدينة مورك، في خطوة وصفتها مصادر معارضة بأنها تأتي في إطار سلسلة إجراءات بدأت منذ نحو شهرين، تتضمن تعزيز نقاط المراقبة الـ12 التابعة للجيش التركي بكتل إسمنتية ضخمة.
وطمأنت نقطة المراقبة التركية في مورك بريف حماة الشمالي، بأنها «ستحافظ على منطقة خفض التصعيد، وأن النظام لا ينوي التقدم في المنطقة، وأن الدعاية التي يستخدمها بالاجتياح والقصف البري والجوي، تندرج تحت بند الضغوط النفسية على المناطق المحررة».
وفيما كشفت أنقرة أن «القمة الثلاثية المقبلة لضامني آستانة ستعقد في الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل في طهران»، أشار حسونة إلى أن «نقطة التلاقي بين مواقف روسيا وتركيا وإيران هي إبعاد القوى المصنّفة دولياً في لائحة الإرهاب»، موضحاً أن «روسيا تريد تسليم إدلب إلى النظام من دون وجود لإيران وميليشياتها في المنطقة، كما تريد تركيا إدلب محررة من دون قوى إرهابية، فالطرفان يلتقيان في إبعاد إيران والتنظيمات الإرهابية، فيما ترغب طهران في فرض سيطرة النظام وانتشار ميليشياتها مع محاربة المنظمات الإرهابية».
وفي موسكو، انتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا موقف الأمم المتحدة المعطل لعودة اللاجئين السوريين، وقالت أن «دائرة المفوض الدولي السامي لشؤون اللاجئين تعتقد أن من الضروري ضمان مجموعة كاملة من الشروط السياسية (لعودة اللاجئين). ويثير هذا الموقف تساؤلات كثيرة لدينا». وخلصت إلى أن «من السابق لأوانه الحديث عن احتمال الإشراك الواسع لدائرة المفوض الدولي السامي لشؤون اللاجئين في عملية عودة اللاجئين السوريين».
إلى ذلك، أكد رئيس المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع الفريق ميخائيل ميزنيتسيف، أثناء اجتماع عقدته اللجنة المشتركة بين الوزارات الروسية الخاصة بعودة اللاجئين السوريين، أن «حكومة دمشق قدمت كل الضمانات لعدم ملاحقة العائدين، وأن العمل مستمر لعودة اللاجئين». وقال أن «أكثر من مليون و200 ألف نازح سوري في الداخل عادوا إلى ديارهم خلال سنتين ونصف السنة، إضافة إلى 300 ألف لاجئ من دول أخرى». | |
|