| | Date: Aug 14, 2018 | Source: جريدة الحياة | | الأردن: الخلية مؤيدة لـ «داعش» وخططت لعمليات | عمان - محمد خير الرواشدة
كشف الأردن أمس أن عناصر الخلية الإرهابية التي نفذت تفجير دورية أمنية في منطقة الفحيص الجمعة الماضي، وحوصرت في مدينة السلط مساء السبت، ليست خلية «منظمة»، لكن عناصرها يحملون الفكر التكفيري المؤيد لتنظيم «داعش»، وأنها كانت تخطط لتنفيذ عمليات ضد مقار أمنية وتجمعات شعبية.
ونفى وزير الداخلية الأردني سمير المبيضين، خلال مؤتمر صحافي أمس بحضور مدير قوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة، ومدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود، ووزيرة الإعلام جمانة غنيمات، أن يكون من بين عناصر الخلية الإرهابية عائدون من سورية، مؤكداً أن أعضاء الخلية يحملون الجنسية الأردنية، ولم يتلقوا تمويلاً أجنبياً، مشيراً إلى أن التحقيقات مستمرة لكشف عناصر آخرين لهم ارتباط بالخلية.
وكان تفجير الفحيص الذي أدى إلى مقتل رجل أمن وإصابة ستة، أسفر عن كشف خلية إرهابية تحصنت في مبنى سكني في مدينة السلط (شمال عمان)، وخلال عملية دهمه، قُتل ثلاثة من عناصر الخلية واعتُقل خمسة، جميعهم من سكان السلط، إضافة إلى مقتل قائد فريق المهمات الخاصة في عملية السلط الشهيد الرائد معاذ الحويطي وثلاثة من زملائه.
وأكد وزير الداخلية الأردني أن الخلية الإرهابية كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مقار أمنية، وتجمعات شعبية حيوية. وأضاف أن التحقيقات السرية الجارية حالياً مع العصابة الإرهابية أوصلت الأجهزة الأمنية إلى عبوات ناسفة ومواد حامضية مدفونة في إحدى مناطق مدينة السلط.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية جمعت المعلومات الاستخباراتية خلال أقل من 12 ساعة، متخذة قرارها بدهم المبنى، ليتم توجيه نداءات للإرهابيين المتحصنين الذين رفضوا تسليم أنفسهم، وبادروا بإطلاق النار قبل أن يفجروا المبنى السكني مع بدء تنفيذ وحدة المهام الخاصة خطة الاقتحام. وقال إن المتفجرات كانت مجهزة للتفجير في أي لحظة ومربوطة بأسلاك ومعدات إلكترونية للتفجير من بُعد، مؤكداً أنه تم التعامل معها وتفجيرها في موقعها بسبب خطورة نقلها.
من جهته، كشف مدير قوات الدرك الأردنية اللواء حسين الحواتمة أن المعلومات الأولية أفادت بأن عناصر الخلية كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية مباغتة، وأن هذا هو سبب الاستعجال في اقتحام المبنى. وأشار إلى أن عامل الوقت كان مهماً جداً في عملية الدهم، إذ تبيّن أن أعضاء الخلية في مناطق أخرى كانوا سيقومون بعمليات إرهابية، لذلك دوهموا بسرعة.
وأضاف أن التحدي الأمني تمثل في ضعف المعلومات الكافية عن الخلية بسبب حداثة نشأتها وانتساب العناصر إليها، مشيراً إلى أن الأجهزة الاستخباراتية لم تكن تملك معلومات كاملة عن العناصر، وطبيعة ما تمتلك من خطط وإمكانات. وأكد أن العملية لم تكن سهلة، وأن هدف الإرهابيين كان القوة الأمنية، لذلك تم تفخيخ الجزء الثاني من المبنى. وأضاف أن حال المصابين لم تسمح بإكمالهم العملية، مشيراً إلى أن عملية السلط تعد من أسرع عمليات مكافحة الإرهاب في العالم.
من جهتها، وصفت وزيرة الإعلام كمية المتفجرات التي ضبطت في العملية بـ «المرعبة»، مؤكدة أن «معركتنا مع الإرهاب مستمرة ومفتوحة، وعملية السلط واحدة منها، ونحن نخوضها كدولة».
وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أكد خلال ترؤسه اجتماع مجلس السياسات الوطني أول من أمس، أن أي عمل يستهدف أمن المملكة «لن يزيد الأردنيين إلا وحدة وقوة وإصراراً على القضاء على الإرهاب وعصاباته الإجرامية»، مشدداً على محاسبة «كل من سوّلت له نفسه المس بأمن البلاد، عبر مقاتلة الخوارج وضربهم بلا رحمة». | |
|