| | Date: Aug 13, 2018 | Source: جريدة الحياة | | القوى الكردية لحوار وطني ينهي الانقسام | أربيل – باسم فرنسيس
جددت قوى المعارضة في إقليم كردستان العراق، رفضها نتائج عملية إعادة العدّ والفرز للانتخابات الاتحادية واعتبرتها «غطاء للتستر على التزوير»، داعية إلى «حوار وطني لإنهاء الأزمات في الإقليم»، فيما أكد نائب رئيس الحكومة قباد طالباني دخول كردستان «مرحلة التعافي من الأزمات». وأعلن مجلس القضاة المنتدب لإدارة مفوضية الانتخابات أول من أمس، النتائج النهائية لعمليات العدّ والفرز اليدوية التي أظهرت تطابقاً مع نتائج التصويت الإلكتروني في الانتخابات الاشتراعية التي جرت في أيار (مايو) الماضي.
وأعلن زعماء قوى المعارضة الرئيسة في بيان «الطعن في نتائج العدّ والفرز اليدوي، واتباع كل السبل القانونية والسياسية الممكنة لإعادة الثقة إلى العملية السياسية، بعدما تبين أن الغاية من عملية إعادة العدّ والفرز كانت إخفاء التزوير وتمريره». وأضاف البيان: «على رغم كل الظلم السياسي الذي مورس في حقنا، ومن باب الشعور بالمسؤولية تجاه مستقبل شعبنا والوضع القائم، فإننا نؤكد أهمية عقد حوار وطني في الإقليم، لوضع حلول جذرية للأزمات، وتعزيز الوحدة الوطنية على أسس التوافق والشراكة الحقيقية».
وحض زعماء المعارضة على «العمل الجدي لتنظيم انتخابات شفافة في الإقليم، وخلق جو من الاطمئنان لدى الناخبين عبر تنظيف سجلاتهم من الشوائب، وإجراء إصلاحات في عمل مفوضية الانتخابات وقوانينها لخلق أرضية خالية من التزوير، وترسيخ السلم الاجتماعي».
إلى ذلك، قال زعيم «التحالف من أجل الديموقراطية والعدالة» برهم صالح خلال مؤتمر صحافي إن «الاجتماع تناول أموراً مهمة منها صوغ مشروع وطني في الإقليم لتجاوز الجمود الحاصل، وإعلان موقف واضح إزاء إعادة عدّ نتائج جزء من الصناديق وفرزها، لكن المهم هو أن وطننا يواجه جملة من الأزمات الكبيرة، ويحتاج إلى مبادرة وطنية لتجاوزها».
وكشفت مصادر أن «الاجتماع ترك الباب مفتوحاً أمام خيار مقاطعة انتخابات الإقليم المقبلة، حيث تبادل الزعماء الموقف، من دون أن يتوصلوا إلى اتفاق واضح»، مشيرة إلى أن «هناك آراء تؤيد المقاطعة في حال عدم توفر ضمانات بعدم ارتكاب التزوير مجدداً».
وأشارت المصادر إلى أن «هناك انقساماً في الآراء والمواقف في شأن إمكان الانضمام إلى تحالف الحزبين الرئيسين، وتوسعته لتعزيز ثقل الأكراد في العملية السياسية على المستوى الاتحادي، أو خيار البقاء في جبهة المعارضة عبر تحالف مشترك».
على صعيد آخر، أفاد حزب «حراك الجيل الجديد» بزعامة رجل الأعمال شاسوار عبد الواحد بأنه كان منذ البداية «يشكّك» بعملية العدّ والفرز اليدوي، لافتاً إلى أن «الصناديق كانت تحت سيطرة السلطة وتلاعبت بها كما تشاء، ولم تشمل إعادة العد والفرز إلا جزءاً من الصناديق من دون أن تؤثر في النتائج»، مشدداً على أن «العملية كانت صفقة سياسية للتغطية على فضيحة التزوير».
وأعلن حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي يواجه إلى جانب حليفه «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني تهماً من قبل المعارضة الكردية وقوى عربية وتركمانية في محافظة كركوك بـ «ارتكاب تلاعب مبرمج وواسع في النتائج»، أنه «سيرفع دعاوى قضائية» ضد الأطراف التي اتهمته بالتزوير»، في وقت أعلن الناطق باسم الحزب سعدي بيره أن «أبوابه (الحزب) مفتوحة أمام الجميع (قوى المعارضة) لعقد حوار وطني».
في غضون ذلك، دعا قياديون في الحزب «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني جميع الأطراف إلى «الالتزام بالنتائج، على رغم ملاحظاتنا وتحفظاتنا على ما شهدته العملية».
وأقر نائب رئيس حكومة الإقليم قباد طالباني في كلمة ألقاها خلال افتتاح جامعة جديدة في السليمانية أمس، بأن «الخلافات السياسية، والهبوط الحاد في أسعار النفط، والحرب على داعش، كان لها الأثر الأكبر على تفاقم أزمات الإقليم». وأكد أن «الإقليم بدأ يتعافى من غالبية تلك الأزمات، عبر إصلاحات على مختلف الصعد». وتعهد بـ «تحسين الأوضاع».
| |
|