Date: Aug 13, 2018
Source: جريدة الحياة
دول أوروبية تحض المعارضة السودانية على منافسة حزب البشير في الانتخابات
أزمة خبز تهدد برفع سعره
الخرطوم - النور أحمد النور
كشفت مصادر سودانية أن دولاً غربية طلبت من قوى المعارضة «توحيد صفوفها» والتنسيق لخوض الانتخابات الرئاسية والاشتراعية المقررة في العام 2020 لمنافسة حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير من «أجل احداث توازن سياسي»، في وقت هدّد البشير بتطبيق الحدود الشرعية ضد الذين يمتلكون أسلحة غير مُرخصة ويستخدمونها في القتل والنهب.

وقال معارضون لـ «الحياة» إنّ مسؤولون في الاتحاد الأوروبي وديبلوماسيين في سفارات غربية في الخرطوم عقدوا لقاءات منفصلة مع رموز معارضة خلال الفترة السابقة وناقشوا معهم مواقفهم في شأن الانتخابات المقبلة. وقال قيادي معارض إنّ الديبلوماسيين الغربيين أعربوا أمام المعارضين عن الأمل في «أن نراكم مشاركين في الانتخابات المقبلة من أجل تحقيق توازن سياسي»، موضحاً أن مسؤولون غربيون أبلغوا الرسالة ذاتها إلى قيادات في تحالف «قوى نداء السودان» في الخارج، بزعامة زعيم حزب الأمة رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، الذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح.

وكشف المصدر عن أن المعارضة شكّكت في إمكان إجراء انتخابات حرة ونزيهة لجهة سيطرة الحزب الحكم على الإعلام واستئثاره بالسلطة واستخدامها في محاصرة منافسيه. وأفاد بأن المعارضة أبلغت مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أنها «ممنوعة من التواصل مع أنصارها ولا تسطيع إقامة أي نشاط سياسي حتى في مقارها».

وأضاف المعراض السوداني أنّ المهدي حدد خمس مطالب رهن بها مشاركة الأحزاب المعارضة في الانتخابات تشمل: كفالة الحريات العامة، والمشاركة في صوغ قانون إنتخابات، واختيار مفوضية مستقلة للانتخابات، وإيجاد فاصل مابين السلطة الحاكمة وإستغلال مال الدولة في رعاية الانتخابات.

إلى ذلك، أكد القيادي في حزب البعث السوداني المعارض محمد وداعة صحة المعلومات التي تحدثت عن رغبة دول غربية في رؤية المعارضة تشارك في الانتخابات، وقال لـ «الحياة» إن الاجواء السياسية غير مهيأة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة إلى جانب أن ظروف السودان لا تسمح إذ تحتاج العملية نحو 500 مليون دولار لا تتوفر لدى الحكومة التي تجابه أزمة خانقة، ولن يتحمس المجتمع الدولي لتوفيرها في ظل سيطرة الحزب الحاكم على الإعلام والسلطة.

البشير يتحفّظ

في هذه الأجواء، نأى الرئيس عمر البشير عن الخوض في الجدل المثار حول إعادة ترشيحه لفترة رئاسية جديدة في 2020، وشكر قادة حزبه على الثقة التي أحاطوها به.

وقال البشير، لدى مخاطبته الجلسة الختامية لمجلس شورى الحزب الحاكم: «لابد أن أشكر حزب المؤتمر الوطني قيادة وقاعدة على الثقة في شخصي الضعيف، وهذه الثقة أمانة كبيرة ومسؤولية... أتمنى أن أكون بقدر هذه الثقة»، مؤكداً أنّ حزبه ليس علمانياً وإنّما يستند على مبادىء إسلامية. وتابع: «نحن حركة إسلامية كاملة الدسم ولا يتحرج في ذلك».

تطبيق الحدود

وهدّد البشير بتطبيق الحدود الشرعية، بما في ذلك قطع الأيدي والأرجل، ضد المتفلتين من المدنيين الذين يمتلكون أسلحة غير مُرخصة ويستخدمونها في القتل والنهب، وأمر القضاة بتطبيق القانون والقطع من خلاف وقطع الرقاب في ميدان عام وفي الأسواق لكل من يرفض تسليم سلاحه غير المشروع ، وزاد «من يسلم سلاحه بالحسنى أهلاً وسهلاً ومن يرفض سنطبّق عليه القانون»، لافتاً إلى أنه في آخر نزاع قبلي لقى 80 شخصاً مصرعهم، بسبب نزاع على 150 رأساً من الماشية.

أزمة خبز في السودان تهدد برفع سعره

تفاقمت أزمة الخبز في ولاية الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى لليوم الثاني. واصطف مواطنون سودانيون في طوابير أمام مخابز العاصمة، التي حدّد غالبيتها حصة من قطع الخبز لكل مشترٍ، وسط مطالب بتعطيل الدراسة في المدارس إلى حين جلاء الأزمة.

وبينما لاذ المسؤولون بالصمت وتجنبوا التعليق، شهدت مخابز العاصمة الخرطوم «حشوداً» تقف أمام أبوابها لساعات بهدف الحصول على الخبز، في ظل إصابات بالإعياء والإغماء لعدد من المصطفين، وسط جو لاهب.

وقال أصحاب مخابز في مناطق متفرقة من الخرطوم لـ «الحياة»، أن كميات الطحين التي كانوا يحصلون عليها من وكلاء مطاحن الغلال انخفضت 50 في المئة من دون أن يعرفوا السبب.

وكشف مسؤول في حكومة ولاية الخرطوم أنّ وزارة المال تدعم جوال (كيس) الطحين زنة 50 كيلوغراماً بمبلغ 100 جنيه، لكن ثلاث مطاحن غلال، تغطي نحو 50 في المئة من حاجة السوق، طالبت بزيادة دعم الجوال إلى 250 جنيهاً بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار في مقابل الجنيه، على اعتبار أنّ القمح يستورد من الخارج بعملة صعبة، وعندما لم تستجب وزارة المال لمطلبها، توقفت عن مد المخابز بالطحين، ما أدى إلى فجوة كبيرة بين المعروض والمطلوب من الدقيق.

من جهة أخرى، أفادت مصادر رسمية بوجود مشكلة نقل القمح من ميناء بورتسودان إلى الخرطوم بسبب شح وقود (غازولين) الشاحنات وسيارات النقل، ما تسبب في شح الوارد إلى العاصمة من القمح والدقيق بنسبة 30 في المئة.

وتوقع المسؤول الاقتصادي في جمعية حماية المستهلك حسين القوني أن تؤدي أزمة الخبز إلى زيادة سعره من جانب الجهات الرسمية في إطار خطة لرفع الدعم عن القمح.

وشكا عدد من سائقي المركبات العامة في الخرطوم من عرقلة حركة المرور بسبب اصطفاف المواطنين على امتداد عدد من الشوارع الرئيسية، وتوقُف بعض السيارات بطريقة عشوائية إلى جوانب الطرق الرئيسية أمام المخابز في جنوب الخرطوم، خصوصاً في الفترات المسائية.