| | Date: Aug 13, 2018 | Source: جريدة الحياة | | «جيش» المعارضة السورية عقبة أمام تقدم النظام | إعزاز، عفرين (شمال سورية) - «الحياة»، رويترز
من المحتمل أن يصبح الجيش الوطني الذي تعمل المعارضة السورية على تأسيسه بمساعدة تركيا عقبة في الأمد البعيد أمام استعادة رئيس النظام بشار الأسد السيطرة على شمال غربي سورية إذا ما تمكنت المعارضة من إنهاء الخصومات الفئوية التي نكبت بها منذ فترة طويلة.
ويمثل هذا المسعى عنصراً أساسياً في خطط المعارضة المدعومة من تركيا لتأمين شريط من الأرض يُشكّل جزءاً من آخر معقل كبير للمعارضة في سورية وفرض حكمها عليه. وساعد وجود القوات التركية في حماية هذا الشريط من هجوم القوات الحكومية عليه.
ويقول العقيد هيثم العفيسي قائد «الجيش الوطني» إن إنشاء هذه القوة لم يكن بالمهمة السهلة خلال السنة الأخيرة. ويشير إلى أنّ أعداء الجيش ثلاثة، يتمثلون في: الحكومة السورية، وحزب العمال الكردستاني، وتنظيم «داعش».
ويوضح العفيسي، في تصريحات لوكالة «رويترز» التي التقته في بلدة اعزاز قرب الحدود التركية، أنّ جهود «تطوير الجيش تنتقل من مرحلة إلى مرحلة. ونحن اليوم في بداية التنظيم، أمامنا صعوبات كثيرة ولكن نعمل على تجاوزها».
وفي أواخر الشهر الماضي، أصدر تعليمات لقادة «الجيش الوطني» تقضي بمنع المقاتلين من «إطلاق النار العشوائي منعاً باتاً» والالتزام بارتداء الزي العسكري و «التعاون الكامل مع قيادة الشرطة العسكرية... فالشرطة العسكرية تمثل قوة القانون والعدالة وليست منافساً لأي فصيل».
وتم منع الفصائل التي يتألف منها «الجيش الوطني» من إدارة سجون ومحاكم خاصة بها ومن «اعتقال أي مواطن من قبل أي فصيل كان إلا بموجب كتاب رسمي من القضاء ومن طريق الشرطة العسكرية حصراً».
ويتألف الجيش الوطني من حوالى 35 ألف مقاتل من بعض من أكبر الفصائل في الحرب الأهلية التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى وأرغمت حوالى 11 مليوناً على النزوح عن بيوتهم خلال السنوات السبع الأخيرة.
وفي السابق، فشلت مساع عدة لتوحيد مقاتلي المعارضة، إذ عرقلتها منافسات محلية وفي بعض الأحيان تعارض أهداف الدول الأجنبية التي كانت تدعم كثيرين من المقاتلين في وقت من الأوقات في الحرب السورية.
ومن المحتمل أن يختلف الوضع بالنسبة للجيش الوطني نظرا للوجود التركي على الأرض، إذ أقامت 12 موقعاً عسكرياً في محافظة إدلب والمناطق المجاورة لها جنوبي عفرين بموجب اتفاق مع روسيا وإيران.
وقال العفيسي: «كل ما يتم تقديمه حتى الآن من دعم للجيش الوطني هو دعم تركي. لا توجد أي دولة أخرى شريكة في هذا الأمر. فقط تركيا».
وأشار العفيسي إلى أنّ من الممكن دمج الجيش الوطني بسرعة مع قوات المعارضة المدعومة من تركيا في إدلب إذا اقتضت الضرورة. قال: «يمكن أن يكون الدمج قريبا في حال كانت الرؤية واحدة تماماً ونحن جاهزون ونمد يدنا إلى كل تشكيل يمثل أهداف الثورة».
وكانت «الحياة» نشرت قبل أيام تقريراً عن سعي روسي لـ «بناء جيش وطني» يتألّف ممن تقول موسكو «لم تتلطخ أيديهم في جرائم ضد السوريين يضم 60 في المئة من الجيش الحالي و40 في المئة من المعارضة». | |
|