| | Date: Aug 11, 2018 | Source: جريدة النهار اللبنانية | | رسالة من أبناء السويداء: النظام يريد اعادة المحافظة إلى بيت طاعته | يتناقل ابناء السويداء في الداخل والخارج رسالة تتناول تحمل موقفا من التطورات في المحافظة بعد التفجيرات الارهابية التي نفذها تنظيم "داعش". ويوقع ابناء السويداء على الرسالة معبرين عن تأييدهم لها ويتناقلوها عبر تطبيق "واتساب". وتشير الى أن النظام السوري استقدم "داعش" إلى حدود السويداء باشراف روسي وأن النظام يريد أن يعيد السويداء إلى بيت طاعته.
وجاء في رسالتهم:
"الشعب السوري العظيم.
الأهالي في محافظة السويداء.
إن ما تمرّ به محافظة السويداء حاليا؛ لايمكن فصله عن السياق العام للأحداث التي عصفت بسوريا خلال سبع سنوات ونيف، منذ أعلن السوريون ثورتهم لنيل حريتهم، والعيش في وطنهم بكرامة وعدل في ظلّ دولة القانون.
وفي ظلّ المآلات التي وصلت إليها البلاد، بعد تخلي المجتمع الدولي عن التزاماته الأخلاقية والقانونية في حماية المدنيين، حيث أصبحت الجغرافيا السورية ملعباً لتصفية الحسابات الدوليّة، وباتت القضيّة السوريّة بيد اللاعبين الدوليين والإقليميين، الذين يوجهونها وفق مصالحهم وتوافقاتهم البينيّة على تقاسم النفوذ في العالم وفي المنطقة خاصة.
فإنّ أبناء محافظة السويداء حافظوا على التزامهم بأهداف الثورة المتمثلة بتحقيق دولة المواطنة على كافة الأراضي السورية، وذلك من خلال التزامهم العمل السلميّ المنظم؛ المدنيّ والسياسيّ، إضافة إلى امتناع غالبيّتهم عن مشاركة النظام في حربه على الشعب السوري.
ولأن غالبية سكان المحافظة ينتمون إلى الطائفة الدرزية، لم يستطع النظام خوض معركته فيها بشكل مباشر، لتناقض ذلك مع برباغندته الإعلامية (باعتباره حامي الأقليات ويكافح الإرهاب)، ولأجل إخضاعها لسلطته، فقد عمد إلى استقدام تنظيم (داعش) الإرهابي من عدة مناطق سورية، إلى حدودها الشرقيّة، والشرقيّة الشماليّة بصفقات فاضحة، عمل عليها بإشراف روسيّ، بهدف زعزعة الأمن الاستقرار والسلم الأهلي، الذي أرساه أهالي السويداء فيما بينهم وبين ضيوفهم من بقية المحافظات السورية، وبالتالي محاولة النظام إعادة السويداء الى بيت طاعته.
ويُذكر أن المحافظة رفضت "التعفيش" على المستويين الاجتماعي والديني، حيث امتنع الأهالي عن شراء "المعفش"، وصدر بيان تحريمه من مشيخة العقل. وهذا مالم يرق للنظام وأدواته في المحافظة.
أيها السوريون الكرام: يعلم جميع المطلعين على الشأن السوري العام، كيف تواطأ النظام، وسهّل لتنظيم (داعش) هجومه الأخير على بعض بلدات المحافظة الحدودية بطريقة غادرة، تزامنت مع تفجيرات إرهابية داخل المدينة أسفرت جميعها عن مئات الضحايا بين قتيل وجريح من المدنيين، إضافة إلى اختطاف نحو 34 شخصاً من النساء والأطفال، ما زالوا رهائن لدى التنظيم الإرهابي حتى الآن.
وبات واضحاً للأهالي في السويداء، بأنهم تركوا وحيدين لمواجهة (داعش)، بعد رفضهم الشروط الروسيّة بتقديم شبابهم كخزان بشريّ جديد لجيش النظام، يعوّض به بعض خسائره، وخاصة مع احتماليّة الانصياع الإيراني للضغوط الأميركية بسحب جزء من ميليشياته عن الأرض السورية.
لقد توصل أبناء السويداء إلى قناعة تامّة بضرورة درء خطر (داعش) بأنفسهم، وحيدين منزوعي السلاح، إلا من بعض الأسلحة الفرديّة الخفيفة، في مواجهة تنظيم يمتلك أسلحة حديثة ودعم لوجستي.
فعملوا على حراسة المحافظة وحدودها، وقاموا بأسر بعض عناصر داعش، فسارع النظام بنزعهم من بين أيادي الأهالي بحجة محاكمتهم. كما قامت الفرقة الرابعة بتسليم أحد المعتقلين لديها (الجاعوني) إلى ميليشيا الحزب القومي السوري الاجتماعي التابعة للنظام، التي أعدمته على قوس المشنقة، وقامت بأعمال مدانة أخلاقياً، وتتنافى مع قيم الجبل.
وما ذلك إلا استكمالاً لسياسة النظام المتعمّدة، والمتواصلة لزعزعة السلم الأهلي بين شرائح المواطنين المختلفة من دروز وبدو ونازحين ومع الأهالي في محافظة درعا.
وفي هذا السياق، قامت ميليشيات النظام، وعناصر من الفرقة الرابعة "بتعفيش" قرية حوش حماد التابعة لمحافظة درعا، وسرقة أغنامها بعد إنذار الأهالي بإخلائها خلال ساعتين أو يتمّ قتلهم. إلا أن أهالي قرى السويداء رفضوا شراء الأغنام من ضباط في جيش النظام وسهيل الحسن رغم أنهم عرضوها بأسعار بخسة.
يرمي النظام من وراء ذلك إلى إرهاب المدنيين وترويعهم، وزيادة الفجوة والانقسام بين السوريين، وبالتالي وضعهم أمام خيارين إما هو أو (داعش)، ومن ثم إنهاء وتصفية كافة أشكال العمل المدنيّ المؤسساتيّ، الذي عمل عليه الناشطون في السويداء خلال السنوات الماضية.
إننا نهيب بالسوريين جميعاً، ونخصّ بالذكر كافة الأهالي في جبل وسهل حوران التصدي بعقلانية لتلك المخططات، مبتعدين عن ردّ الفعل، وذلك بالتمسك بمبادئ مجتمعنا السوري وأخلاقه النابذة للعنف والعنف المضاد، والعمل على مكافحة تلك الأعمال اللاإنسانيه بكافة الوسائل، وفضحها وتعرية مرتكبيها. وتفويت الفرصة على النظام بتخريب ما استعصى عليه حتى الآن في النسيج السوري". | |
|