| | Date: Aug 7, 2018 | Source: جريدة الحياة | | الجزائر: احتدام صراع التكتلات | الجزائر - عاطف قدادرة
تتجه الطبقة السياسية في الجزائر التي تستعد للانتخابات الرئاسية، المزمع إجراؤها في نيسان (أبريل) 2019، نحو تشكيل قطبيْن، أحدهما من أحزاب الموالاة ونواب مستقلين وجمعيات تدعم ترشّح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة. والثاني من حزبين إسلاميين حتى الآن هما: حركة مجتمع السلم وجبهة العدالة والتنمية، اللذين توافقا حول مبادرة سياسية ليس ضمنها شرط ترشح بوتفليقة.
وابتعدت أحزاب في الموالاة عن مبادرة حركة مجتمع السلم التي طرحت قبل نحو ثلاثة أسابيع بعد رفضها، خلال التداول حول المبادرة مع عدد من الأحزاب وبخاصة جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني اليموقراطي، التصديق على شرط دعم ترشيح الرئيس بوتفليقة، لكنها وجدت التوافق لدى حزب واحد هو جبهة العدالة والتنمية التي يقودها المعارض سعد عبدالله جاب الله.
ومهد جاب الله للحاقه بمبادرة مجتمع السلم (حمس) الجمعة الماضية عندما كان رئيس الأخيرة «حمس» عبدالرزاق مقري ضيفاً على حزبه. وسريعاً توافق الحزبان والتقيا أمس ليعلنا المضي معاً في طرح سياسي يشير إلى «أزمة سياسية واقتصادية» في البلاد تتطلب «توافقاً سياسياً».
وبالمقابل، تشكّل تكتل سياسي موسع من أحزاب موالية ونواب مستقلين وجمعيات تحت مظلة مطلب أساسي هو ترشيح بوتفليقة في رئاسيات 2019. وأهم ما يجمع التكتل الجديد، كان بداياته من جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي، ثم تجمع أمل الجزائر والتحالف الوطني الجمهوري، ولحقت أحزاب ذات تمثيل ضعيف، مثل: حزب الكرامة وربما حركة البناء الوطني (إسلامي)، به. كما أعلنت كتلة النواب المستقلين في البرلمان دعم «خيار الاستمرارية». إذ وجّهت نداء قالت فيه إنّ «على الطبقة السياسية تجنب إقحام المؤسسة العسكرية في النقاشات والسجالات السياسية والتركيز على التنمية الإقتصادية».
وتمكنت الموالاة من حصد دعم منظمات جماهيرية ذات تأثير واسع في أوساط شعبية تميل للإنتخاب، ولحقت منظمة أبناء المجاهدين وأيضاً منظمة أبناء الشهداء بدرب المنادين بالولاية الخامسة.
ويأتي هذا التحرّك النشط بعد شهور من إعلان المنظمة الجزائرية للزوايا دعوتها بوتفليقة من أجل تجديد ولايته. والزوايا تنظيم روحاني بالغ التأثير في محافظات جزائرية كثيرة، وتمتلك حظوة لدى الرئاسة.
وخارج هذين القطبين، يصنع حزب موال الحدث بتجديد دعوته لحلفاء الرئيس «عدم الضغط على بوتفليقة للترشح». وأرجأت الحركة الشعبية الجزائرية، اللتي يقودها الوزير الأسبق عمارة بن يونس، إعلان موقفها حتى انعقاد مجلس وطني في أيلول (سبتمبر) المقبل. | |
|