Date: Jul 7, 2018
Source: جريدة الحياة
ارتفاع ملوحة «شط العرب» يهدد الحياة في البصرة
البصرة - أحمد وحيد 
بدأت الحكومة المحلية في محافظة البصرة تحركات لمعالج مشكلة تلوث المياه وزيادة نسب الملوحة إلى معدلات كبيرة في نهر شط العرب (يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات شمال البصرة).

وأعلنت رئيس «لجنة الإعمار والتطوير» في مجلس المحافظة زهرة البجاري في تصريح إلى «الحياة» أن «المجلس صوّت على تخصيص نحو 450 مليون دينار عراقي (380 ألف دولار) بهدف درس وتحديد المشاكل التي أدت إلى زيادة نسبة ملوحة المياه، إضافة إلى وضع خطط لمواجهتها خلال الفترة المقبلة». وأشارت إلى أن «هناك كثيراً من المناطق التي تأثرت في شكل بالغ بارتفاع نسب الملوحة، ومنها مركز المدينة، ومنطقة أبي الخصيب التي تشتهر بالزراعة»، مؤكدة أن «التأثير سيكون كبيراً في المستويين الإنساني والزراعي».

وكشفت البجاري أن «المبالغ التي رصدت ستستغل لمد أنبوب لنقل مياه منخفضة الملوحة من قناة الري في كتيبان إلى محطات ضخ في أبي الخصيب من أجل تزويد المنطقة بمياه القناة بدلاً من مياه شط العرب التي اتسمت بزيادة نسب الملوحة إلى حد لا يسمح باستخدامها». وأفادت بأن المشروع «لا يشمل إيصال مياه القناة إلى مناطق أخرى متضررة من ارتفاع نسب الملوحة، نظراً لقلة كميات المياه التي تنقلها تلك القناة».

ولفتت إلى أن المجلس طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ «تخصيص موازنة طوارئ خاصة بمشاريع تحلية المياه، لمواجهة ارتفاع نسب الملوحة في مركز محافظة البصرة وبلداتها».

وكان «مركز علوم البحار» في «جامعة البصرة» أصدر تقريراً مطلع الشهر الجاري، أكد فيه أن مياه شط العرب «تسجل ارتفاعاً في نسب الملوحة لم تشهد مثله منذ أكثر من 10 سنوات». وأشار التقرير إلى أن «المياه لن تكون صالحة للاستخدام إلا بعد إنجاز مشاريع جديدة». ووفقاً لمعايير «منظمة الصحة العالمية» فإن نسب الملوحة في المياه يجب ألا تزيد على 1000 جزء في المليون، وهي نسبة تخطتها مياه البصرة منذ فترة طويلة.

وقال رئيس الحكومة المحلية في بلدة السيبة (جنوب البصرة) أحمد الربيعي لـ «الحياة» إن «نسبة تركيز الملح في المياه ارتفعت إلى 25 ألف خلال الفترة الماضية، وهي نسبة لا يمكن معها استخدامها للشرب أو الاحتياجات الأخرى». وأشار إلى أن «مواصفات مياه شط العرب كانت أقرب ما تكون إللى مواصفات الأنهار خلال السنوات الماضية لكن نسب الملوحة فيها ازدادت شيئاً فشيئاً حتى أصبحت أشبه بمياه البحر»، لافتاً إلى أن ذلك «يؤثر في شكل كبير في المستوى المعيشي وتربية المواشي والأسماك النهرية».