| | Date: Jul 7, 2018 | Source: جريدة الحياة | | تسوية بضمانة روسية تطوي ملف الجنوب والنظام يسيطر على معبر نصيب الحدودي | موسكو - سامر إلياس
بعد أكثر من أسبوعين من مفاوضات تحت النار والقصف، وافقت فصائل الجيش السوري الحر في الريف الشرقي لمدينة درعا على تسوية، بوساطة روسية، تتضمن تسليم السلاح، وعودة النازحين، وتسوية أوضاع مسلحي المعارضة، والسماح لمن يريدون بالمغادرة، في وقت شدد الأردن على «الأولوية القصوى» لعودة النازحين. ترافق ذلك مع استعادة النظام السوري السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، للمرة الأولى منذ نحو ثلاث سنوات، وإحكام السيطرة على كامل طريق حلب - درعا الاستراتيجي.
وفي لاهاي، أظهر تقرير حصلت وكالة «رويترز» على نسخة منه، أن تحليلاً مبدئياً أجرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، خلص إلى استخدام غاز الكلور في هجوم في مدينة دوما السورية في نيسان (إبريل) الماضي أودى بحياة عشرات المدنيين، ودفع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى شن ضربات جوية. لكن التقرير أضاف انه لم يعثر على أدلة على استخدام غازات أعصاب.
وبانتهاء المعارضة في جنوب غربي سورية، تبقى منطقة واحدة فقط من مناطق خفض التصعيد صامدة في شمال غربي البلاد في إدلب، حيث تجمع مقاتلو النصرة والمعارضة من جميع المناطق التي سيطر عليها النظام منذ معركة حلب نهاية 2016.
وذكر مصدر مقرب من المفاوضين في اتصال أجرته معه «الحياة»، أن الاتفاق الأولي تضمن «وقف النار، ونشر الشرطة الروسية في المناطق التي تقدمت فيها قوات النظام، وفي مقدمها بلدات الجيزة وكحيل والسهوة، والمسيفرة في الريف الشرقي، وإدارة معبر نصيب في شكل مشترك بين النظام والمعارضة بإشراف روسي، ويُرفع عليه العلم السوري»، كما تضمّن «تسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية، وضمان خروج دفعات من المقاتلين الذين لا يرغبون في تسوية أوضاعهم والبقاء تحت حكم النظام السوري، مع تحديد الوجهة والتاريخ لاحقاً».
وذكرت مصادر في المعارضة أن الاتفاق الذي تم بوساطة روسية، يتيح للمدنيين العودة إلى قراهم وبلداتهم مع ضمانات روسية لحمايتهم، مشيرة إلى أن المسلحين الذين لا يرغبون في المصالحة مع الحكومة، سيغادرون إلى معقل المعارضة في شمال غربي البلاد.
وكشف مصدر في المعارضة مطلع على المفاوضات أن «الاتفاق تضمن خطوطاً عريضة، وهو في حاجة إلى إتمام تفاصيل كثيرة». وذكر أن «الاتفاق يتحدث عن القسم الشرقي ودرعا، ويتضمن تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وانسحاب النظام من بلدات احتلها في الأيام الأخيرة»، و «لا يشمل حالياً الريف الغربي وريف القنيطرة، ويمكن أن يشملهما في حال الموافقة على تفاصيله». وأوضح أن «المناطق غير المشمولة تقع في الريف الشمالي الغربي لدرعا، من مدينة نوى نحو الشمال حتى جبل الشيخ، وغرباً من طفس حتى القنيطرة والجولان، وتضم كامل ريف القنيطرة الواقع تحت سيطرة المعارضة وجاسم وأنخل في محافظة درعا». وأكد أن «جولة جديدة ستعقد للبحث في تفاصيل إضافية، وكذلك رد الفصائل المنتشرة في باقي المناطق غير المشمولة بالاتفاق». وقال أن الروس عمدوا إلى «تقسيم ريف درعا إلى ستة قطاعات، وحصر التفاوض حول كل منطقة بعينها». ومع التوصل إلى اتفاق، توقف قصف النظام والطائرات الروسية، ووصل رتل عسكري للنظام والشرطة العسكرية الروسية إلى جسر أم الميادن المشرف على معبر نصيب.
وأعربت مصادر في المعارضة عن «خيبة كبيرة نتيجة عدم قدرتها على تحسين شروط الاتفاق»، موضحة في اتصال مع «الحياة» أن «الآلة العسكرية الروسية وقوات النظام والميليشيات الطائفية استخدمت سياسة الأرض المحروقة طوال 17 يوماً، وأرهبت بعض الفصائل والمدنيين، ما أجبر الوفد المفاوض على الرضوخ لشروط روسيا»، علماً أن بنود التسوية لا تختلف كثيراً عن التسويات التي سبقتها في الغوطة الشرقية، وجنوب دمشق، والقلمون الشرقي وشمال حمص.
في غضون ذلك، أعلنت إسرائيل أنها استهدفت موقعاً عسكرياً سورياً قصف منطقة عازلة على الحدود في منطقة الجولان، وهو ما أكده قائد في «التحالف» الداعم دمشقَ، بالتزامن مع نفي الأردن اختراق طائرة مقاتلة مجالَه الجوي. وشدد وزير الخارجية أيمن الصفدي في تغريدة على «تويتر»، على أن «عودة عشرات الآلاف من النازحين السوريين إلى جنوب سورية أولوية قصوى للمملكة»، وأنه ناقش «ضمانات عملية مع الأطراف المعنية لتحقيق ذلك».
ملف الجنوب السوري في فصله الأخير: المعارضة تلقي السلاح والنظام على أبواب معبر نصيب
عمان، درعا (سوريا)، موسكو - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
دخل ملف الجنوب السوري فصله الأخير مع الإعلان عن اتفاق «اجتماع روسيا – درعا» في مدينة بصرى الشام، الجمعة، على وقف النار ودخوله حيز التنفيذ أمس، إذ أعلنت المعارضة السورية في جنوب البلاد موافقتها على وقف إطلاق النار وإلقاء السلاح بموجب اتفاق تم بوساطة روسية يتضمن أيضا إعادة سيادة الدولة على محافظة درعا في انتصار كبير آخر لنظام الرئيس بشار الأسد.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن النظام السوري استعادت السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن والذي ظل تحت سيطرة المعارضة لثلاث سنوات، وذلك بعد هجوم شرس، دعمته ضربات جوية روسية، على أراض خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة على الشريط الحدودي.
ويدخل الاتفاق حيز التنفيذ ( المفترض أمس) مع بداية تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وانسحاب جزئي للنظام السوري وفتح ممر لرافضي الاتفاق نحو الشمال السوري وفق مصادر في المعارضة و»المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصادر متعددة، وفيما أكد «الإعلام الحربي» لـ»حزب الله» اللبناني بسط «الجيش السوري» سيطرته على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، أكد شهود عيان أن قافلة ترفع العلمين الروسي والسوري تقترب من معبر نصيب الحدودي.
ووفق مصادر في المعارضة، فإن المدنيين الذين هربوا أمام هجوم القوات الحكومية في جنوب غربي سورية، سيتمكنون من العودة إلى ديارهم بعد ضمانات روسية بالحماية. وأن الضمانات الروسية ستشمل أيضاً مقاتلي المعارضة الذين يودون تسوية وضعهم مع حكومة الرئيس بشار الأسد ضمن عملية يقبل فيها المقاتلون السابقون العيش تحت حكم الدولة مرة أخرى.
وأكد متحدثان باسم الفصائل المعارضة في الجنوب أمس، الاقتراب من التوصل الى اتفاق مع الجانب الروسي لوقف المعارك، يتضمن تسليم بعض مناطق سيطرتها لقوات النظام وإجلاء الرافضين للتسوية الى شمال البلاد. في وقت لم تصدر قيادة الفصائل أي بيان رسمي بعد.
وقال مدير المكتب الإعلامي في «غرفة العمليات المركزية في الجنوب» التابعة للفصائل المعارضة حسين أبازيد، لوكالة فرانس برس: «تم الاتفاق على وقف النار في محافظة درعا».
وتتضمن البنود التي تم الاتفاق عليها حتى الآن وفق أبازيد، «تسليم السلاح الثقيل تدريجياً على مراحل، مقابل انسحاب النظام من بلدات المسيفرة والجيزة وكحيل والسهوة».
كما ينص على أن تنتشر قوات النظام على طريق محاذية للحدود الأردنية، وصولاً الى معبر نصيب الذي «سيكون بإدارة مدنية سورية بإشراف روسي» وفق أبازيد.
وتشكل إعادة السيطرة على معبر نصيب مع الأردن أولوية للنظام السوري من أجل تنشيط حركة التجارة عبر الأردن.
ووفق المصدر ذاته، يتضمن الاتفاق المبدئي تأمين إجلاء ستة آلاف شخص على الأقل من مقاتلين ومدنيين الى شمال البلاد.
وكانت روسيا رفضت في جولات التفاوض الأخيرة إدراج هذا البند في الاتفاق، بخلاف مناطق أخرى في سورية تولت فيها إبرام اتفاقات مماثلة.
وأكد الناطق الرسمي باسم «غرفة العمليات المركزية في الجنوب» ابراهيم الجباوي لفرانس برس، الاتفاق على وقف النار، وتسليم جزء من السلاح الثقيل وتسليم الطريق الحربية المحاذية للحدود الأردنية.
وقال شاهدان أن مئات من الجنود في قافلة عسكرية كبيرة ترفع العلمين الروسي والسوري اقتربوا من معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وكانت القافلة التي تضم عشرات المركبات المدرعة والدبابات تتحرك على طريق عسكري في محاذاة الجانب الأردني من السياج الحدودي.
وأكدت مصادر موثوقة «للمرصد»، أن اتفاقاً تم بين الجانبين على وقف فوري وكامل للنار من الأطراف كافة، على أن يجري انتشار الشرطة الروسية في ريف درعا والمعبر الحدودي، وتسليم الفصائل للسلاح الثقيل، مقابل انسحاب قوات النظام من 4 بلدات بريف درعا الشرقي، وفتح ممر لخروج من يرفض من المقاتلين وعوائلهم من محافظة درعا نحو الشمال السوري ومناطق سيطرة القوات التركية، إضافة الى الاستمرار في التباحث حول بقية البنود، للانتهاء منها والتوافق عليها، وبدء تنفيذ تطبيق عملي لكامل الاتفاق، بعد آلاف الضربات الصاروخية والمدفعية، وآلاف الغارات والبراميل المتفجرة من الطائرات الروسية وطائرات النظام الحربية والمروحية، والتي تسبب بوقوع مئات الشهداء والقتلى ومئات الجرحى، إذ وثق «المرصد» مقتل 159 مدنياً، بينهم 32 طفلاً و33 مواطنة ممن قتلوا منذ 19 حزيران (يونيو)، في الغارات والقصف الصاروخي والمدفعي المكثف من جانب الروس والنظام على محافظة درعا وانفجار ألغام فيها، كما وثق «المرصد» 135 من قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها منذ 19 حزيران، تاريخ بدء العملية العسكرية لقوات النظام في ريف درعا، في حين قضى 112 على الأقل من مقاتلي الفصائل في الفترة ذاتها، نتيجة القصف الجوي والصاروخي والاشتباكات.
وتشير المعلومات الى توقف القصف على محافظة درعا بالتزامن مع التوصل لاتفاق مع روسيا على تسليم السلاح على مراحل ونشر أفراد من الشرطة العسكرية الروسية قرب الحدود مع الأردن وفق المعارضة السورية.
ورصد «المرصد السوري» توقف الطائرات الحربية والمروحية وقوات النظام عن قصف مناطق بريف درعا بعد عشرات الغارات الجوية والمدفعية التي استهدفت المدينة، خلال الساعات التي سبقت الإعلان عن التوصل الى الاتفاق، باستثناء برميل متفجر ألقي على بلدة أم المياذن، وصاروخين استهدفا أطراف مدينة درعا وشمال غربها، بعد توقف عملية القصف التي تزامنت وانطلاقة جولة المفاوضات الجديدة، مع تقدم قوات النظام والمسلحين الموالين لها على الحدود السورية – الأردنية، وتمكنها من التقدم وفرض سيطرتها على منطقة المتاعية، مقتربة من المعبر الحدودي مع الأردن، حيث تفصلها نحو 3 كلم عن المعبر والمنطقة الحرة، حيث أعادت قوات النظام وجودها إلى الحدود مع الأردن، وباتت تسيطر على نحو 69 في المئة من مساحة المحافظة.
وذكر»المرصد» صباح الجمعة، أن غالبية مقاتلي الفصائل انسحبوا من بلدة النعيمة، وذلك خوفاً من حصارهم بعد تقدم قوات النظام وسيطرتها النارية على طريق أم المياذن – النعيمة.
وقال الناطق باسم غرفة عمليات «البنيان المرصوص»، الملقب بـ»أبو شيماء»، إن مكان الجلسة تم التوافق عليه». وأضاف لموقع «عنب بلدي»، أن «الفصائل أضافت بنوداً على ما تم طرحه سابقاً، بينها تسليم السلاح الثقيل تدريجياً، وخروج مقاتلين إلى الشمال السوري». وبدأت موسكو بإجراء مفاوضات باستخدام استراتيجية «العصا والجزرة» سمحت للقوات الروسية والسورية باستعادة مناطق شاسعة في الأشهر الأخيرة.
| |
|