Date: Jul 5, 2018
Source: جريدة الحياة
سليماني:«الحرس الثوري» جاهز لتعطيل صادرات النفط من المنطقة
فيينا، باريس، طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب
تعهد قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني للرئيس حسن روحاني امس، تعطيل صادرات النفط من المنطقة، إذا نجحت الولايات المتحدة في قطع صادرات النفط الإيرانية.
لكن واشنطن أكدت إبقاء مياه الخليج مفتوحة أمام ناقلات النفط، وقال ناطق باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي إن البحّارة الأميركيين وحلفاءهم الإقليميين «مستعدون لتأمين حرية الملاحة والتدفق الحرّ للتجارة، أينما يسمح القانون الدولي بذلك».

ووجّه سليماني رسالة إلى روحاني، أشاد فيها بـ «مواقفه الحازمة تجاه التهديدات التي يطلقها المسؤولون الأميركيون والصهاينة، وتصريحاتهم التي تنمّ عن نزعة سلطوية وتوسعية». وأضاف: «بصفتي جندياً للولاية وهذا الشعب الشامخ، أقول لفخامتكم إن هذا هو الدكتور روحاني الذي كنا وما زلنا نعرفه، ويجب أن يكون عليه. إنكم، بتصريحاتكم الحكيمة القيّمة والمقتدرة، زدتم شموخ المرشد (علي خامنئي) والشعب الإيراني الأبيّ ومسلمي العالم. أقبّل يدكم لتصريحاتكم الحكيمة والصائبة التي جاءت في وقتها، ونحن في خدمتك لتطبيق أي سياسة تخدم مصلحة النظام» الإيراني.

وكان روحاني قال الاثنين الماضي لإيرانيين مقيمين في سويسرا: «زعم الأميركيون أنهم يريدون وقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل. لا يفهمون معنى هذا التصريح، إذ لا معنى لعدم تصدير النفط الإيراني فيما يُصدّر نفط المنطقة». وخاطب الأميركيين قائلاً: «إذا كنتم تستطيعون، إفعلوا وسترون النتيجة».

وفي فيينا أمس، شدد روحاني على وجوب إنقاذ الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست عام 2015، معتبراً أن انسحاب الولايات المتحدة منه «ليس قانونياً». وأضاف: «لن تستفيد الولايات المتحدة ولا أي بلد، من هذا القرار. سنبقى في الاتفاق إذا قدّمت الدول الأخرى الموقّعة عليه، باستثناء الولايات المتحدة، ضمانات لمصالح (ايران). نحتاج إلى توازن بين واجباتنا وفرضية القيود، ونأمل باتخاذ خطوات حاسمة في ما يتعلّق بالتجارة والاقتصاد».

ووصف روحاني العقوبات التي تنوي واشنطن فرضها على إيران بأنها «جريمة وعدوان»، داعياً أوروبا ودولاً أخرى إلى التصدي لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتابع: «يقول الأميركيون إنهم يريدون خفض صادرات النفط الإيراني إلى صفر. تحدثوا من دون إمعان النظر في الأمر، وهذا يُظهر أنهم لم يتدبّروا عواقبه».

روحاني الذي التقى نظيره النمسوي ألكسندر فان دير بيلن والمستشار سيباستيان كورتز، واجه أسئلة من مضيفَيه في شأن إعلان بروكسيل وباريس وبرلين اعتقال 6 أشخاص، بينهم الديبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي في ألمانيا، لاتهامه بالتواصل مع زوجين بلجيكيَين من أصل إيراني احتُجزا السبت الماضي، واتهمتهما السلطات بالتخطيط لشنّ هجوم خلال مؤتمر لمنظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة في باريس السبت الماضي.

وبعد ساعات على إعلان فيينا عزمها رفع الحصانة القانونية عن الديبلوماسي، أعلنت النيابة في بامبرغ جنوب ألمانيا أن أسدي قد يُرحَّل قريباً إلى بلجيكا حيث تُنسَق التحقيقات حول مخطط الهجوم. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن الديبلوماسي لا يمكنه الإفادة من الحصانة، لأن الجنحة المفترضة ارتُكِبت خارج الدولة المُعتمد لديها. وأصدرت بلجيكا مذكرة أوروبية لتوقيف مشبوه إيراني تحتجزه فرنسا، إذ اعتبرته «شريكاً مفترضاً» في المخطط.

وخلال مؤتمر صحافي مع روحاني، طالب كورتز بـ «توضيحات كاملة» لهذا الملف، وشكر الرئيس الإيراني بعدما «أكد له انه يدعم هذا التوضيح». وكان لافتاً أن روحاني لم يذكر الديبلوماسي المحتجز في تصريحاته، كما أن الزعيمين لم يتلقيا أسئلة من الإعلاميين.

في طهران، استدعت وزارة الخارجية السفير الفرنسي، احتجاجاً على تنظيم «مجاهدين خلق» مؤتمرها في باريس. كما استدعت سفيرَي فرنسا وبلجيكا والقائم بالأعمال الألماني، احتجاجاً على اعتقال الديبلوماسي الإيراني.

على صعيد الوضع الداخلي، أعلنت محافظة طهران تدابير موقتة لمواجهة نقص في التغذية الكهربائية والمياه، ودعت السكان إلى بذل «جهد جدي لخفض استهلاك الطاقة»، بعد تعديل ساعات العمل في الإدارات وتقنين التيار. وفي محاولة لكبح انهيار الريال، أعلن محافظ المصرف المركزي الإيراني ولي الله سيف تدشين سوق ثانوية للصرف الأجنبي، قائلاً: «سيتفق المصدّر والمستورد على تغيير العملة الأجنبية، وستُسجّل الصفقة في نظام (معيّن)».