Date: Jul 4, 2018
Source: جريدة الحياة
لا تقارب بين «التيار» و«القوات» حكومياً تيمور جنبلاط: عادوا إلى معيارنا للتأليف
تتأرجح الجهود من أجل تذليل العقبات من أمام تأليف الحكومة الجديدة بين هبة باردة وأخرى ساخنة. وبينما ترقب الوسط السياسي لقاء رئيسي الجمهورية ميشال عون والمكلف سعد الحريري، عاد فرصد زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع التي تمت أول من أمس لعون. ثم بات السياسيون ينتظرون الاجتماع مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، إذ إنه إحدى نتائج اجتماع رئيس الجمهورية برئيس «القوات». كما أن تأجيل الرئيس الحريري سفره الذي كان مقررا أول من أمس، أوحى بأن هناك تطورات قد تتيح استعجال ولادة الحكومة.

واجتمع وزير الإعلام ملحم رياشي عصر أمس، بتكليف من جعجع، مع الوزير باسيل عقب تلقيه اتصالاً من رئيس «القوات» وبعد ترؤسه اجتماع تكتل «لبنان القوي» الذي يضم نواب «التيار» وحلفاءه.

وقال رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط : «حين سمينا الأشياء بأسمائها منذ اليوم الأول للتكليف، وصفوها بالعقدة الدرزية، وها هم الآن يعودون الى المعيار الصحيح الذي طالبنا به منذ البداية، وهو التأليف على أساس نتائج الانتخابات. بهذا نكون نحن من قدم الحل أساساً، اقتناعاً منا بضرورة منح لبنان حكومة في أسرع وقت ممكن، لأن البلد يمر بمرحلة دقيقة، ومن واجب جميع القوى التنبه لخطورة أوضاعنا التي تدفع شبابنا الى الهجرة».

وجاء ذلك في كلمة له خلال احتفال لمؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية.

ومع أن مصادر الأطراف كافة التي اجتمعت في شكل ثنائي حتى الآن، تحرص على إشاعة أجواء تفاؤل، فإن المصادر المعنية بتفاصيل تأليف الحكومة تلاحظ أن هذه الإيجابية تبقى في الإطار النظري، فيما قالت مصادر مواكبة للتأليف إن العراقيل ما زالت على حالها.

ولفتت المصادر لـ «الحياة» إلى أن اتفاق عون مع جعجع على أن يلتقي الأخير باسيل، هو رسالة في الشكل على الأقل بأن لا مجال للتمييز بين رئيس «التيار الوطني الحر» وبين رئيس الجمهورية. وأوضحت مصادر مقربة من «التيار» أن لقاء عون - جعجع لم يدخل في تفاصيل التباين في شأن الحصص الوزارية، وغلب عليه تأكيد الرجلين التمسك بالمصالحة المسيحية خصوصاً بعدما شدد جعجع على ذلك مرات عدة، في وقت كان باسيل تحدث عن «اتفاق لم يعد قائما» في شأن التساوي في التمثيل الوزاري، وهو ما تستند إليه «القوات» في مطالبتها بالمقاعد الوزارية. وأكدت مصادر «التيار لـ»الحياة» أن لقاء عون - جعجع «لا يُعدِّل في الأحجام» الوزارية.

وقال أمين سر «تكتل الجمهورية القوية» (القوات) النائب السابق فادي كرم أمس: «زيارة جعجع أمس لرئيس الجمهورية فتحت مرحلة جديدة إيجابية بين الطرفين لتسهيل تأليف حكومة مبنية على تفهم بعضنا بعضاً والوصول الى حكومة تمثل الثقل السياسي للأفرقاء السياسيين».

وأعلن النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع تكتل نواب التيار وحلفائه، أن «لا فيتو من قِبلنا على أحد وتأليف الحكومة من مسؤولية الرئيسين عون والحريري حصراً». ودعا إلى حكومة قادرة على النهوض بالملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسواها. وشدد على أن «لا عودة الى الوراء في ما خص المصالحة المسيحية والتواصل غير مقطوع، خصوصاً مع رياشي لكننا بحاجة الى إعادة تقويم للفترة السابقة لتحديد مكامن الخلل». وأكد «التزام التكتل قواعد التشكيل التي يقوم عليها نظامنا البرلماني وفق الأحجام النيابية». ورأى أن ملف النازحين «يجب أن لا يبقى جامداً، وهناك حركة جدية لإقفاله والمسيرة بدأت ولن تعود الى الوراء».

الجميل: عون منزعج من عرقلة الحكومة وطالبناه بشطب أسماء من مرسوم التجنيس

نقل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل عن رئيس الجمهورية ميشال عون انزعاجه من العراقيل التي يواجهها تأليف الحكومة، وقال إنه طالبه بشطب الأسماء غير المستحقة من مرسوم التجنيس الذي كان صدر الشهر الماضي، ولقي اعتراضات من «الكتائب» وأحزاب أخرى أبرزها «القوات اللبنانية» و «التقدمي الاشتراكي» اللذين قدما طعنا به أمام مجلس شورى الدولة.

واستقبل عون الجميل أمس يرافقه نائب رئيس الحزب الوزير السابق سليم الصايغ ومستشار رئيس الحزب الدكتور فؤاد أبو ناضر، وأجرى معهم جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة.

وقال الجميل إن «اللقاء تطرق في الدرجة الأولى إلى مرسوم التجنيس الذي يشكل بالنسبة إلينا هاجساً كبيرا. وأكدنا لفخامته أنه يجب تصحيح الأخطاء الموجودة في هذا المرسوم، علما أنه غير مسؤول عنها، ولا يجب بأي شكل من الأشكال أن يحصل تشكيك بأي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية، وهذه مسألة أساسية بالنسبة إلينا، ولهذا السبب تمنينا على فخامته أن يتولى تصحيح هذه الأخطاء خصوصاً أن المرسوم يحتوي على شوائب كثيرة والجميع يعلم ما هي».

وأكد الجميل أن الرئيس عون «وعد خيراً، وسينظر شخصياً في الموضوع ويتخذ خطوات عملية في هذا المجال». وقال: «إنطلاقاً من حرصنا على أن نعطي المرحلة الحالية فرصة لتكون ناجحة، لأن البلد في خطر على مختلف المستويات، رغبنا، قبل أن نخطو أي خطوة، بأن نضع فخامة الرئيس في صورة هواجسنا، وأن نؤكد له أن البلد في خطر كبير. وتتطلب هذه المرحلة خطوات إستثنائية وإنقاذية، وقراراً جدياً بإصلاح حقيقي على الصعيد الاقتصادي، وإلا لن يتمكن البلد من الاستمرار. فلا يوجد أي مؤشر إقتصادي، او محلل وخبير اقتصادي يؤكد عكس ذلك. وبالتالي، يجب تحقيق إصلاحات، ربما تكون موجعة للطبقة السياسية، ولكن إنقاذية للشعب اللبناني».

وقال إنه سيبقى على تشاور مع الرئيس، «وسنواصل قول الحقيقة كما هي، ولو واجهنا انتقاداً نتيجة لذلك، لأننا نتكلم عن الأمور كما هي «فوق السطوح». نعتبر أنها الطريقة الوحيدة التي تؤدي إلى وعي لحجم الكارثة التي نعيشها. ومستمرون بالتواصل معه ومع مختلف الأطراف من أجل إعطاء فرصة حقيقية لإنقاذ البلد.»

وسئل عما إذا تناول البحث موضوع الحكومة، أجاب: «نحن نتمنى أن تتشكل هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن. لم نتحدث كثيراً في الموضوع مع الرئيس الذي وضعنا في اجواء بعض العراقيل التي تحصل في مسار تشكيل الحكومة مبدياً إنزعاجه منها. محور حديثنا كان مرسوم التجنيس، لأننا نعتبره خطيراً على الهوية ورسالة سيئة جداً في حال تم تجنيس بعض الأسماء المذكورة فيه. تشكيل الحكومة، من شأن فخامة الرئيس ورئيس الحكومة المكلف، وأتمنى أن يحصل في أسرع وقت، كي يتمكن لبنان من النهوض وننتقل إلى العمل في الشأن العام ونحكم بالتالي كحزب على الأداء، إذ نحن في حاجة إلى وجود سلطة لمراقبتها ولنقوم عملها تجاه اللبنانيين، وأن نشير إلى الأخطاء في حال وجودها والحد منها إذا تمكنا.»

وقال إن «رئيس الجمهورية وعد بمتابعة مرسوم التجنيس، خصوصاً أن الطعون فيه ليست مضمونة. ونحن نعتبر أن الطريق الأسهل هو طرح المسألة على الرئيس لمعالجتها، فنكون بذلك قد صححنا الشوائب، أي شطب الأسماء غير المستحقة منه، وحافظنا على صلاحيات رئيس الجمهورية من جهة ثانية، الأمر الذي يشكل أيضاً هاجساً بالنسبة إلينا. فعبر اعتماد هذه الطريقة نكون حققنا هدفين. ومن المؤكد أن الكرة اليوم هي بين يدي الرئيس، الذي يستطيع أن يتخذ التدابير اللازمة لتصحيح الخطأ في مرسوم التجنيس».

وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم سلم عون قبل أسبوع تقريراً كان طلبه منه عن التدقيق بأسماء الأشخاص الذين حصلوا على الجنسية إثر الضجة التي قامت على إصداره وعلى تضمينه بعض الأسماء التي تردد أن شبهات قضائية تحوم حول أصحابها. وتردد أن التقرير أشار إلى وجود 85 اسماً عليها علامات إستفهام، فضلاً عن وجود أسماء أخرى تتطلب الدقة مراجعة ملفاتها. إلا أن مصادر مطلعة استبعدت لـ «الحياة» أن يلجأ الرئيس عون إلى شطب أي اسم من المرسوم، لأن صلاحياته تخوله استنساب منح الجنسية.

السنيورة زار الحص: لاحترام الدستور

أكد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية ​فؤاد السنيورة،​ بعد زيارته الرئيس سليم الحص في منزله، أنه «في هذه الآونة تتبين أهمية العودة إلى احترام ​الدستور​ والقوانين والأنظمة وإعادة الاعتبار للدولة والكفاءة والجدارة في تسلم المراكز الحكومية والإدارية في الدولة».

وقال السنيورة بعد الزيارة، إنه «لا موقع في ​الدولة اللبنانية​ على شتى المستويات حكر على مـــــذهب أو طائفة ولا موقع ممنوع على أي شخص ينتمي الى طائفة معينة».

يذكر أن اللقاء بين الطـــرفين يأتي بعد أربعة أيام على لقــاء رؤساء الحكومات السابقين مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ســعد الحريري، وضمّ الى السنيورة الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام.

وخلــــص الاجتماع الى الوقوف الى جانب الحريري في تشكيل الحكومة العتيدة في مواجهة اجتهادات تريد الانتقاص من صلاحية الرئاسة الثالثة.