| | Date: Jul 3, 2018 | Source: جريدة الحياة | | عون للاكتفاء بتوزير 3 لـ «القوات» وبتسمية خير الدين إرضاءً لأرسلان | تكتمت مصادر كل من الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية سعد الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل عما دار في لقائهما ليل أول من أمس، في شأن حلحلة العقد التي تعترض تأليف الحكومة العتيدة والتي ازدادت تعقيداً الأسبوع الماضي، لا سيما بالنسبة إلى التمثيل المسيحي الذي يعترض «التيار» على اقتراح الحريري أن تكون حصة «القوات اللبنانية» فيه 4 وزراء، أو التمثيل الدرزي الذي يعترض رئيس الجمهورية ميشال عون على مراعاة الرئيس المكلف لرئيس «الحزب التقدمي الاشتركي» وليد جنبلاط في حصر تسمية الوزراء الدروز الثلاثة به.
إلا أن مصادر مواكبة لنتائج الاجتماع ولأجواء الرئيس عون أكدت لـ «الحياة» أن الاجتماع لم يغير شيئاً في هاتين العقدتين. وقال أحد أعضاء «تكتل لبنان القوي» الذي يضم نواب «التيار الحر» وحلفائه إن الرئيس عون وباسيل يصران على الاكتفاء بتوزير ثلاثة لـ «القوات» وعلى تسمية وزير للوزير طلال أرسلان بدلاً منه هو الوزير السابق مروان خير الدين، وهو الأمر الذي يرفضه جنبلاط في شكل مطلق، بينما يعتقد بعض المحيطين بالرئيس عون وباسيل أنه سيرفض الأمر بداية، ثم يعود ويسلم به. إلا أن مصادر «الاشتراكي» كررت التأكيد لـ «الحياة» أنه على علم بهذا التوجه وأبلغ من يعنيهم الأمر أن موافقته عليه غير واردة، وأن مسألة ترشيح خير الدين للنيابة في حاصبيا كانت جزءاً من الخلاف مع أرسلان، وبالتالي لن يقبل الحزب به للوزارة إذا كان رفضه للنيابة.
وقالت المصادر المواكبة إن لا آمال بولادة الحكومة هذا الأسبوع كما أوحى بعض نواب «التيار الحر» في تصريحات لهم، وأن أي تطور جديد يتعلق باجتماع أمس بين الرئيس عون ورئيس «القوات» سمير جعجع الذي قد تتأخر مفاعيله في الظهور. وعادت الأوساط المتابعة لتفاصيل جهود تفكيك العقد إلى ترجيح تأخير الحكومة على الأقل إلى الأسبوع المقبل، أي إلى ما بعد عودة رئيس البرلمان نبيه بري من إجازته، وعودة الحريري الذي سيغادر خلال الساعات المقبلة إلى الخارج في زيارة خاصة.
وقال قطب سياسي لـ «الحياة» إنه لم يكن متوقعاً أي تطور إيجابي من لقاء الحريري مع باسيل، الذي كان وُصف خلال اجتماع رؤساء الحكومة السابقين مع الحريري مساء السبت الماضي بأنه «متعب» للرئيس المكلف بسبب الشروط التي يضعها. وتقول مصادر معنية بهذا الاجتماع إنه شكل رسالة إلى «التيار الحر» وفريق رئيس الجمهورية بأن المرجعيات السنية لم تعد تقبل بعرقلة جهود الحريري. فالاجتماع جاء نتيجة مبادرة من الرئيس السابق فؤاد السنيورة الذي كان على تواصل مع الحريري وكل من الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام. وموافقة الرئيس الحريري على عقد الاجتماع تدل إلى انزعاجه من وضع العراقيل في وجه مهمته تشكيل الحكومة من قبل «التيار الحر» على رغم حرصه على تحييد الرئيس عون.
ولكن مصادر متعددة أبلغت «الحياة» أن هناك بعض الحقائب باتت شبه محسومة في انتظار التوافق على حصة «القوات»، والتمثيل الدرزي. وتقول بالنسبة إلى الحقائب السيادية الأربع، إنه إضافة إلى الاتفاق على إيكال المال إلى الوزير الحالي علي حسن خليل، والداخلية إلى «المستقبل» (إما جمال الجراح أو محمد الصفدي) فإن الخارجية لن تشهد عودة باسيل إليها ليتفرغ لرئاسة الحزب. وهي قد تذهب إلى النائب الياس بوصعب أو إلى نجاد عصام فارس الذي يتواصل معه باسيل والرئيس عون لتسميته نائباً لرئيس الحكومة في كل الأحوال. وبينما تطالب «القوات» بالحصول على الحقيبة السيادية الرابعة أي الدفاع، فإن فريق رئيس الجمهورية كان حتى الأمس يرفض ذلك بحجج عدة منها أن لدى الجيش حساسية على «القوات» أو أن «حزب الله» يعارض أن تؤول إليها، في وقت تؤكد مصادر «القوات» إنها تبلغت من الرئيس بري أنه لا هو ولا الحزب لديهما فيتو على توليها.
وفي شأن حقائب الخدمات الرئيسة تؤكد المصادر أن الصحة حسمت لمصلحة «حزب الله» منذ اليوم الأول لاستشارات الحريري، فيما كان يأمل بها «الاشتراكي» ولم تنفع جهود بذلها الأخير مع «حزب الله» (وبري) كي يتخلى عنها له. وعليه سيتولى «الاشتراكي» الزراعة للنائب وائل بو فاعور، والبيئة للنائب أكرم شهيب. وينتظر إسناد وزارة الاتصالات إلى رئيس اتحاد رجال الأعمال محمد شقير، ويتوقع أن يسمي الحريري معتز زريقة من حصته السنية وتتوقع المصادر تكريس الاتفاق على بقاء وزارة الأشغال بيد «المردة» ممثلاً بالوزير الحالي يوسف فنيانوس. وذكرت المصادر أن «التيار الحر» يطالب بوزارتي الإعلام والشؤون الاجتماعية اللتين كانتا من حصة «القوات» ويريد الاحتفاظ بحقيبة الاقتصاد للسني الذي سيسميه عون، فادي عسلي، على أن يسمي الحريري بدلاً منه الوزير غطاس خوري المرجح عودته إلى الثقافة، بينما تتولى «القوات» العدل أو التربية، على رغم عدم حماستها للأخيرة.
جعجع يلتقي عون: النتائج ستظهر قريباً ووضَعْنا خريطة طريق لتشكيل الحكومة
قال رئيس حزب «القوات اللبنانية« سمير جعجع بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا أمس إن «الاجتماع لا يقاس بوقته بل بنتائجه التي ستكون أكبر بكثير من الوقت وستظهر خلال أيام. الاجتماع كان جيداً، ووجدت نفسي كما التقينا في بداية العهد».
وأضاف: «الرئيس عون أكد لي أن «التيار» في عين و «القوات» في عين، وقلت للرئيس عون بإمكانك الاعتماد على القوات كما اتفقنا على خريطة طريق».
وأوضح جعجع «أننا تكلمنا في ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة وعن العلاقة بالتيار الوطني الحر، ولم نناقش فقط موضوع التيار والقوات وقد أعطيت رأيي للرئيس بكل جوانب التشكيلة»، مؤكداً «أننا لم نضع فيتو على أحد كما أننا لم نقبل بوضع أي فيتو علينا ومسألة الأعداد والحصص لا نتطرق فيها بالإعلام وأتمنى عدم الحديث عن الأحجام والحصص في الإعلام»، وشدد على أنه « يجب أن يكون هناك سقف معين للتنازل لدى جميع الفرقاء».
ولفت إلى أن «رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يعتبر أن تعاطيه مع القوات من الأشــياء الطبيعية وعدم التعاطي مـــعها أمر غير طبيعي»، وقال: «لم نضع أي إستراتيجية دفاعية لكن وضعنا خريطة طريق لتشكيل الحكومة».
وأضاف: «جو اليوم جو واعد وقد وضعنا خطوات عملية سنبدأ تنفيذها تباعًا وسنرى كيف يمكن ترجمة هذا الجو الواعد . تأييد العهد أمر مفروغ منه، لكن البعض ينظر إلى دعمنا للعهد وكأن علينا تأييد كل ما يقوم به وزراء «التيار».
وزاد: «التواصل مع الوزير باسيل سيعود وطبعاً هناك تمييز بين الرئيس عون وبين «التيار الوطني الحر».
وكان سبق اللقاء سجال عالي النبرة بين «القوات» و «التيار الحر».
وسأل جعجع عبر «تويتر»: «لماذا كل هذه الحرب على تمثيل القوات في الحكومة الجديدة؟ هل لأن وزراء القوات أبلوا بلاء حسناً في حكومة تصريف الاعمال؟ أهكذا يكافأ حسن السيرة وحسن إدارة أمور الدولة؟».
واعتبر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» شارل جبّور «أن الرد على وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال بيار رفول «ما بيحرز»، لافتاً إلى «أن الوزير جبران باسيل «مرتعش» من الهدنة التي أعلنها رئيس حزب «القوات»، لذلك يحاول، عبره او من خلال مستشاريه، كسر هذه الهدنة من أجل التشويش على مهمة الرئيس الحريري».
وكان الوزير رفول أشار إلى أن «من يقول عن العهد فاشل هو الفاشل وليخبرنا عن إنجازاته»، ورأى انه «كما لا يمكن لأحد أن يمس بصلاحيات رئيس الحكومة وأيضا لا يستطيع أحد المس بصلاحيات رئيس الجمهورية».
واعتبر أن «تصرف القوات هو الذي أسقط ورقة النيات ولكن المصالحة المسيحية باقية»، مؤكداً أن «القوات تآمرت على الجيش والمقاومة ولو وافق حزب الله على إعطاء وزارة الدفاع للقوات فنحن لا نقبل».
وفي موازاة لقاء بعبدا، التقى الرئيس المكلف سعد الحريري عصراً في بيت الوسط وزيــر الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي وبحث معه موضوع تشكيل الحكومة.
عون: الإصلاح يتطلب صراعاً مع مافيات
قال الرئيس اللبناني ميشال عون أنه لا يبغي «أي أمر من الحكم سوى إنجاز الإصلاح الذي ينادي به اللبنانيون»، مؤكداً «أن مسيرة الإصلاح لن تتوقف، وسنخوضها مع المواطنين، وتتطلب صراعاً مع مافيات عدة لا تريده وتعمل على إعاقته».
والتقى عون أمس، وفداً من «الائتلاف المدني لدعم استقلال القضاء وشفافيته»، ضم ممثلين عن 31 جمعية وهيئة تشارك في هذا الائتلاف. وقدم باسمهم المدير التنفيذي لـ «المفكرة القانونية» المحامي نزار صاغية «اقتراح قانون يضمن استقلال القضاء العدلي وشفافيته ويتضمن نقاطاً أبرزها تعزيز استقلالية المؤسسات القضائية وشفافيتها الداخلية والخارجية، وتعزيز ضمانات استقلالية القاضي والطاقات القضائية وحفظها وحسن توزيعها، وضمان حقوق المتقاضين في حسن اداء المرفق العام وتقديم شكاوى لمحاسبة المخالفات القضائية، والتوفيق بين التنظيم الهرمي للنيابة العامة واستقلالية القضاة العاملين فيها».
وعرض صاغية أوضاع القضاء والقضاة، وقال: إن مبادرة «الائتلاف المدني تستمد مشروعيتها مما وصلت اليه اوضاع العدالة، فضلاً عن أن استقلال القضاء وحسن سيره ليس شأناً خاصاً بالقضاة، بل هو شرط أساسي لضمان كل ما ندافع عنه من حقوق. وما يزيد من مشروعية مقترحنا هو انه يأتي تلبية لعريضة رفعها اكثر من 352 قاضياً في آب 2017، للمطالبة باقرار قانون جديد تتوافر فيه المعايير الدولية لاستقلالية القضاء».
وشدد عون، وفق المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية، على «أهمية الإصلاح القضائي وضرورة أن يكون للقضاء دور أساس في مكافحة الفساد وحماية حقوق الإنسان، ما من شأنه محاربة ثقافة الفساد وتكريس دور المواطنة في ذلك»، واعتبر أن «دور «الائتلاف» مهم في هذا الإطار لأنه يعلي الصوت من أجل إحداث الإصلاح المطلوب وتحقيقه».
وكان عون بحث مع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، الخلاف «الحدودي» القائم بين بلدتي العاقورة واليمونة وسبل معالجته.
| |
|