Date: Jun 30, 2018
Source: جريدة الحياة
الأردن يعلن هدنة الجنوب وأميركا تتريث
لندن، مـوسكو، الناصرة، بيروت، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
مضى النظام السوري وحلفاؤه الروس أمس في مساريْن متوازيين لفرض تسوية في الجنوب، إذ استؤنف القصف والعمليات العسكرية فور انتهاء هدنة أُعلنت مساء الخميس لـ12 ساعة، وسط استمرار موجة نزوح باتجاه الحدود الجنوبية، ما استدعى استنفاراً إسرائيلياً في الجولان المحتل، في وقت عقد الروس مصالحات منفردة مع بلدات في ريف درعا.

وأمام خيارات مُرة تواجة الفصائل الرئيسة في محافظتي درعا والقنيطرة، ووسط نشاط ديبلوماسي إقليمي ودولي ومطالبات بـ «وقف النار»، أعلن مصدر رسمي أردني وجود تقارير مؤكدة عن التوصل إلى وقف للنار في الجنوب سيفضي إلى «مصالحة» بين المعارضة والنظام. لكن مسؤولاً في الخارجية الأميركية قال: «لا يمكننا تأكيد تقارير وقف النار»، مشيراً إلى ان الوضع «لا يزال قاتماً» مع استمرار القوات الروسية والسورية بقصف المنطقة، بما في ذلك المستشفيات.

جاء ذلك بعد ساعات قليلة من تأكيد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في نيويورك أن بلاده «تبذل جهوداً للتوصل إلى وقف للنار وضمان حماية المدنيين». وقال في مؤتمر صحافي عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «الوضع صعب، لكننا مستمرون في العمل بكل ما نستطيع من قوة، ونبذل كل ما هو متاح من جهد، ونتحدث مع الأطراف القادرة والمؤثرة من أجل وقف النار».

على صلة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت الذي توجة مساء الخميس إلى الولايات المتحدة بناء على دعوة طارئة من نظيره الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد، سيلتقي مسؤولين أمنيين وعسكريين للبحث في «مواجهة التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، مع التركيز على تطورات الساحة السورية»، كما سيعرض على مضيفه الخطوط الحمر التي سيَضطر تجاوزها إسرائيل إلى التدخل عسكرياً في التطورات. وغرّد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قائلاً إن إسرائيل تتابع عن كثب التطورات جنوب سورية و «ستحرص على حماية مصالحها الأمنية».

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن أي تقارب روسي - أميركي «سيساعد في التسوية السورية». وأعرب عن أمله بأن تساعد القمة المقبلة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، في تسوية الأزمة السورية، وأن يساعد تحسين التفاهم بين البلدين في تسوية الأوضاع في سورية. وأضاف: «يدور الحديث عن جانبين للقضية، هما مواصلة مكافحة الخطر الإرهابي وإزالته بالكامل، وكذلك مواصلة العملية السياسية التي نرى فيها أخيراً تحركات تبعث على الأمل». وكان الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أعلن أن بوتين وترامب سيبحثان في الملف السوري في شكل شامل ومفصل.

ميدانياً، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) التوصل خلال اليومين الماضيين الى اتفاقات تسوية في ثلاث بلدات في ريف درعا الشرقي. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر متقاطعة، تأكيدها أن مفاوضات لتسوية ملف الجنوب تجري عبر وسطاء في اتجاهين رئيسيْن، الأول بين الروس وفصائل بلدات الريفين الشرقي والشمالي لدرعا من اجل التوصل إلى اتفاقات منفصلة في كل بلدة تضمن وقف القصف والدخول في هدنة دائمة مع النظام، أما المسار الثاني، فيشمل محادثات حول مستقبل كل محافظة درعا، اذ تهدف إلى اتفاق شامل حول المحافظة يقارب ذلك الذي تم التوصل اليه في بلدات جنوب دمشق، على ان يشمل الاتفاق تسليم معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وفتح طريق عنتاب – الأردن في شكل كامل.

في غضون ذلك، نوّه الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله بتقدم النظام السوري. ونقلت عنه وكالة «رويترز» قوله إن حزبه «سينسق مع الدولة السورية والأمن العام اللبناني للمساعدة في إعادة اللاجئين السوريين الذين يريدون العودة إلى بلادهم»، وسيضع آلية لإعادة أكبر عدد ممكن منهم.