| | Date: Jun 23, 2018 | Source: جريدة الحياة | | براميل متفجرة تضرب درعا مجدداً... وتحرك أميركي لتثبيت «خفض التصعيد» | الاتحاد الأوروبي يحذر من كارثة انسانية | في تطور ميداني على الجبهة الجنوبية التي تشهد تصعيداً دخل يومه الرابع أمس، عاد النظام السوري للمرة الأولى منذ عام، إلى استخدام البراميل المتفجرة في قصف استهدف ريف درعا، في وقت كشفت واشنطن عن جهود وصفتها بـ «الجبارة» لتثبيت «خفض التصعيد» في المنطقة.
وكررت الخارجية الأميركية تنديدها بـ «التصعيد العسكري» الذي تمارسه قوات النظام السوري جنوب غربي سورية. وقالت الناطقة باسم الوزارة هيذر ناورت في بيان: «لا تزال الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ بسبب تقارير عن ازدياد عمليات النظام السوري جنوب غربي البلاد، داخل منطقة خفض التوتر»، ونبهت إلى «انتهاك وحدات جيش النظام والميليشيات التابعة له منطقة خفض التوتر». ولفتت إلى أن الولايات المتحدة «تواصل تحذير الحكومة الروسية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، من التداعيات الخطرة لهذه الانتهاكات».
وأفادت مصادر في المعارضة السورية أمس، بأن واشنطن وجهت رسائل إلى فصائل المعارضة حضتها فيها على «عدم الرد على استفزازات النظام». وكشفت تلك الرسائل عن «جهود جبارة للحفاظ على وقف إطلاق النار من خلال القنوات الديبلوماسية». واعتبرت أن الرد على الاستفزازات «لا يؤدي سوى إلى تسريع السيناريو الأسوأ للجنوب السوري وتقويض جهودنا». وجاء في الرسائل التي تلقتها المعارضة: «فكروا بعوائلكم وأبناء شعبكم وافعلوا كل ما في وسعكم من أجل حقن الدماء». وأضافت: «إن النظام، من دون أدنى شك، يحاول استفزازكم بالأرتال والتصريحات لإيجاد ذريعة لمهاجمة الجنوب، ولا يمكن أن نعطيه هذا العذر. وفي حين أن فصائل الجنوب تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس، إلا أننا نشدد على أن عليها أن تحرص بشدة على منع أي هجمات استباقية عبر خط التماس، بينما نعمل ديبلوماسياً على إيجاد حل للوضع».
ميدانياً، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مروحيات النظام قصفت صباح الجمعة، بأكثر من 12 برميلاً متفجراً، مناطق في بلدات الحراك وناحتة والمجيدل، في القطاع الشرقي لريف درعا، ما تسبب في أضرار مادية. وأشار «المرصد» إلى أنها المرة الأولى التي يحصل فيها استخدام البراميل المتفجرة منذ نحو عام.
وأكد أن قصفاً صاروخياً شنه النظام، طاول مناطق في بلدات وقرى داعل والشياح وجدل والشومرة والحراك والكرك الشرقي والنعيمة ومليحة العطش، في ريف رداع، ومناطق أخرى في المدينة، لافتاً إلى أن الفصائل المسلحة ردت بالقذائف على مناطق سيطرة النظام في مدينة درعا.
وأفادت مصادر في المعارضة بأن قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، تسعى إلى التقدم من ثلاثة محاور في اتجاه مناطق المعارضة في ريف درعا الشرقي، بغطاء من الطيران الحربي وفي ظل قصف مدفعي وصاروخي طاول الأحياء السكنية، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين في الأيام الثلاثة الماضية.
وحدد قائد فصيل «جيش أحرار العشائر» راكان الخضير (أبو حاتم) المحاور التي تحاول من خلالها قوات الأسد التقدم وهي: محور قرية البستان ومحور كتيبة الدفاع الجوي في حران، إضافة إلى محور صما الهنيدات. وأكد أن جميع تلك المحاولات فشلت، مشيرًا إلى تعزيزات إضافية وصلت صباحاً إلى منطقة سكاكا والدورات.
وكان «التلفزيون السوري»، أعلن مساء الخميس، أن «الجيش السوري قطع خطوط إمداد جبهة النصرة (المنضوية في هيئة تحرير الشام) في منطقة اللجاة شمال شرقي درعا». لكن أبو حاتم نفى أي تقدم لقوات الأسد، لافتاً إلى اشتباكات تشهدها المنطقة.
من جهة أخرى، طالبت فصائل «الجيش الحر» العاملة في درعا بتعليق المفاوضات السياسية التي تدور حول تشكيل اللجنة الدستورية لوضع دستور جديد لسورية.
وحضت فصائل «الجبهة الجنوبية» في بيان «هيئة التفاوض العليا» على الانسحاب من أي تمثيل وتعليق المفاوضات وعدم المشاركة في صوغ الدستور، أو الدخول في أي عملية تسعى من ورائها روسيا إلى الالتفاف على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
واعتبرت الفصائل أن خروق قوات الأسد في درعا والقصف الجوي والمدفعي، يدفعها إلى عدم منح أي ممثل من هيئة التفاوض حق الدخول في أي عملية سياسية.
الاتحاد الأوروبي يحذر من كارثة انسانية في منطقة درعا
بروكسيل، بيروت - أ ف ب، رويترز
ندد الاتحاد الاوروبي أمس (الجمعة) بالهجوم الذي يشنه النظام السوري في محافظة درعا الخاضعة بغالبيتها إلى سيطرة فصائل معارضة، داعياً حلفاء دمشق إلى وقف الأعمال القتالية لتجنب مأساة إنسانية.
وجنوب غربي سورية هي إحدى مناطق خفض التوتر التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق في استانا في ايار (مايو) 2017 برعاية روسيا وإيران وتركيا.
وقالت مايا كوسيانيتش، الناطقة باسم وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني، في بيان إن «العملية العسكرية الحالية تجري في منطقة خفض توتر تعهدت الأطراف الضامنة في استانا حمايتها».
وأضافت أنه «مطلوب من أطراف استانا ضمان وقف الأعمال القتالية في هذه المنطقة كأولوية ونتوقع منهم أن يحترموا هذا الالتزام». وتابعت أن «جميع التدابير ضرورية لحماية أرواح المدنيين وكذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عراقيل في شكل آمن ومستمر».
ونزح أكثر من 12 ألف شخص خلال الأيام الثلاثة الماضية من محافظة درعا اثر قصف للنظام، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
وحذرت الناطقة من ان «نيران المدفعية والغارات الجوية تدفع السكان إلى الهرب باتجاه الحدود مع الأردن، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب إنسانية مدمرة».
وأعلنت الأمم المتحدة أن هذا الهجوم يهدد أكثر من 750 ألف شخص في المنطقة. وتسيطر فصائل معارضة مختلفة على قرابة 70 في المئة من منطقة درعا حيث يحتفظ تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) بوجود هامشي.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قال اليوم إن الجيش السوري ألقى أكثر من 12 برميلاً متفجرا على أراض تسيطر عليها المعارضة في جنوب غربي البلاد في أول استخدام لهذا النوع من الذخيرة هناك منذ حوالى عام.
ويمثل ذلك تصعيداً في هجوم بدأه الجيش قبل أيام في المنطقة التي تقع شمال شرقي درعا وشمل حتى الآن قصفاً مدفعياً واستخداما محدوداً للقوة الجوية.
مساع أردنية للحفاظ على «خفض التوتر» جنوب سورية
أعلن وزیر الخارجیة الأردني أیمن الصفدي، أمس (الجمعة)، أن بلاده تجري اتصالات مكثفة مع الولایات المتحدة وروسیا للمحافظة على منطقة «خفض التوتر» جنوب سوریة، بجوار حدوده الشمالیة.
وقال الصفدي في تغریدة على حسابه في «تویتر»، إن «الأردن یجري اتصالات مكثفة مع شریكیه في اتفاق خفض التوتر في الجنوب السوري (الولایات المتحدة وروسیا) بھدف الحفاظ على الاتفاق ووقف إطلاق النار الذي تم بموجبه». وأضاف: «نتابع التطورات المیدانیة ونؤكد ضرورة احترام الاتفاق ونعمل للحؤول دون تفجر العنف».
من جهتها، قالت وزیرة الدولة لشؤون الاعلام الناطقة باسم الحكومة الأردنیة جمانة غنیمات في تصریح صحافي نقلته «وكالة الأنباء الأردنية» (بترا) أمس، إنه «لا توجد اتصالات أردنیة - سوریة حول منطقة خفض التوتر جنوب سوریة، وإن الأردن یتواصل مع روسیا وأميركا بھذا الخصوص». وأضافت أن بلادھا «تناقش مسألة حمایة أمنھا من كل تبعات الجنوب السوري»، مؤكدة تأیید الأردن للحل السلمي للنزاع في سوریة.
وبموجب اتفاق ثلاثي وقعته روسیا والولایات المتحدة والأردن في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، تم تأسیس منطقة لخفض التوتر جنوب سوریة التي تعیش نزاعاً مسلحاً أودى بحیاة حوالى 350 ألفاً وشرد 12 ملیون شخص داخل سوریة وخارجھا.
ویرتبط الأردن وسوریة بحدود مشتركة طولھا 375 كیلومتراً، ویؤكد الأردن ضرورة الحفاظ علیھا مستقرة لضمان أمنه واستقراره.
| |
|