Date: Jun 20, 2018
Source: جريدة الحياة
نصف مليون لغم زرعته الميليشيات في المدن اليمنية
الرياض - «واس»
لا يكاد يمر يوم إلا ويذاع خبر جرح أو مقتل مواطن يمني بسبب لغم زرعته ميليشيات الحوثيين، بعد خساراتهم المتتالية أمام تقدم قوات الشرعية اليمنية بدعم من التحالف العربي، حتى أصبح اليمن أحد أكثر الدول معاناة من الألغام مُنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ تجاوز إجمالي ما زرعته الميليشيات في المدن اليمنية نصف مليون لغم.

وتشكل هذه الكمية المهولة من الألغام خطراً مستداماً على حياة المدنيين، يتضاعف مع تعمد الميليشيات زراعة أنواع محرمة دولياً منها في شكل عشوائي ومكثف في المناطق التي تطرد منها، وحتى في المنازل، والطرق والمرافق العامة. وتتنوع أشكال تلك الألغام فمنها ما هو صناعة يدوية ويأتي على شكل صخور إذا كانت المنطقة جبلية أو على شكل كتل رملية في المناطق الصحراوية.

وكشفت تقارير حقوقية محلية ودولية، أن الميليشيات زرعت أكثر من نصف مليون لغم في المحافظات اليمنية المحررة أودت بحياة مئات المدنيين، وتسببت في إعاقات دائمة لآلاف آخرين.

وتتضاعف خسائر اليمنيين في شكل يومي، ويدفع المدنيون فاتورة باهظة، فالحوثيون لغموا البر والبحر، ليحرموا المزارعين والصيادين من ممارسة أعمالهم، مرتكبين أبشع جرائم الحرب في انتهاكهم الصارخ للقوانين الإنسانية، غير مبالين بالاتفاقات والمعاهدات الدولية التي تنظّم أو تحظر استخدام الألغام الأرضية ومخلفات الحرب القابلة للانفجار.

وتعد هذه الاتفاقات جزءاً من القانون الإنساني الدولي الذي يهدف إلى الحدّ من آثار النـزاع المسلح لأسباب إنسانية. ومن هذه القوانين اتفاق حظر الألغام المضادة للأفراد (اتفاقية أوتاوا) الموقعة في عام 1997، والتي دخلت حيِّز النفاذ في آذار (مارس) عام 1999 وبلغ عدد الدول المصدَّقة عليها 153 دولة في عام 2007. وتفرض الاتفاقية المذكورة حظراً كاملاً على الألغام المضادة للأفراد، وهي أقرّت بعد مفاوضات قادها تحالف كبير اشترك فيه عدد من الحكومات، والأمم المتحدة، ومنظمات إنسانية دولية، من خلال شبكة معروفة باسم «الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية». ويلتزم الموقعون الاتفاق بعدم استخدام أو تطوير أو إنتاج ألغام أرضية مضادة للأفراد، وتدمير مخزونها خلال أربع سنوات، وإزالة كل الألغام المزروعة خلال عشر سنوات.

ويواصل «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» تنفيذ مشاريعه لمساعدة الشعب اليمني على التخلص من ألغام الحوثييين ونتائجها الكارثية، ومن ذلك «مشروع دعم مراكز تأهيل المصابين والأطراف الصناعية» الذي نفذته اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأكثر من 10 ملايين دولار.

ويولي المركز ضحايا الألغام من المدنيين الأبرياء اهتماماً خاصاً. وفضلًا عن المساعدات الطبية والعلاجية، يقدم المركز مشروع دورات تثقيف حول أخطار الألغام وخدمات الدعم النفسي للأطفال والأسر المتضررة، بهدف إنقاذ حياة اليمنيين، خصوصاً الأطفال تحت سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات، من خطر مزارع الموت التي يخلفها الحوثيون.