| | Date: Jun 20, 2018 | Source: جريدة النهار اللبنانية | | هذا ما فرضه الروس في ريف القصير على الحدود مع لبنان | عباس الصباغ
"الغزو الروسي" المفاجئ والموقّت لريف القصير على الحدود مع لبنان، وتحديداً مع مدينة الهرمل، ظل من دون إجابات أو توضيحات من القيادة العسكرية الروسية في سوريا، وكذلك لم تعلق عليه وزارة الدفاع الروسية. ولكن، ما الإجراءات التي فرضها الروس قبل انسحابهم؟
لم تدخل منطقة القصير وريفها ضمن مناطق خفض التصعيد وفق التصنيف الروسي لمناطق الصراع في سوريا، ومن خارج السياق جاء الانتشار الروسي في تلك المنطقة وعلى طول الحدود بين القصير والهرمل حيث أقام الجيش الروسي نقطة مراقبة شمال غرب بلدة العقربية على الطريق الذي يربط القصير السورية بالهرمل، ومنها الى الساحل السوري حيث تنشط عمليات تهريب السيارات المسروقة والبضائع.
بدوره أبدى "حزب الله" استغرابه وانزعاجه من الخطوة الروسية، ليس فقط لأن المنطقة المستهدفة لا تخضع لاتفاق خفض التصعيد وإنما لعدم وجود قوى معارضة سورية فيها، ولا إرهابيين مزعومين خصوصاً أنها المنطقة الأولى الشاهدة على الانخراط الفعلي للحزب في الحرب السورية منذ منتصف العام 2013 وكانت من المناطق الأولى التي تم تطهيرها من الجماعات المسلحة وتالياً ضمان أمن القرى ذات الغالبية اللبنانية الممتدة على ضفاف نهر العاصي ومن أبرزها: البرهانية والصفصافة والحمام ومطربا والديابية وكوكران والفاضلية وحاويك والسماقيات وغيرها.
الشرط الروسي: إقفال المعابر غير الشرعية
للأسبوع الثاني لا تشهد المعابر غير الشرعية أي حركة بين الهرمل وريف القصير وقد توقف انتقال الأشخاص والآليات منذ السادس من الشهر الجاري بين الجانبين،. وعلمت "النهار" أن إقفال المعابر كان تطبيقاً للمطلب الروسي لقاء الانسحاب من منطقة القصير والحدود مع لبنان. وشمل الإغلاق كل المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا، على امتداد الشريط الحدودي من مشاريع القاع وصولاً إلى بلدتي حوش السيد علي والقصر.
ومن أبرز المعابر التي أقفلت معبر حرف السماقة (قرب جرود آل جعفر، باتجاه ريف حمص الغربي)، وعلى الجانب السوري من المعبر حيث توجد فرقة الهجانة السورية، وكان يشهد عمليات تهريب السيارات والوقود الى لبنان.
وكذلك أقفل معبر مراح الشعب، ويسمّيه السوريون معبر جرميش، حيث يقع حاجز للجيش اللبناني في جرود بيت جعفر، لكن في استطاعة المهربين الالتفاف عليه عبر طرق فرعية. والمعبر الثالث هو معبر بيت الجمل في قلب بلدة القصر الحدودية.
إضافة الى معابر أخرى منها مطربة في القصر وهو أصلاً مغلق أمام السيارات، لكن تنقل البضائع عبره بالدراجات النارية، ومعبر العريض في منطقة دالك جنوب القصر ولا حواجز للجيش اللبناني أو السوري عليه.
إقفال هذه المعابر للاسبوع الثاني، يؤكد تنفيذ الشرط الروسي للانسحاب من منطقة تشكل معقلاً لـ "حزب الله" منذ 5 سنوات. فمدينة القصير والمعركة التي دارت فيها عام 2013، تحمل رمزية كبيرة للحزب، والأخير استعرض قواته فيها، في تشرين الثاني عام 2016. علما ان القوة الروسية لم تدخل المدينة واقتصر تموضعها الموقت في 4 نقاط بينها معبر جوسيه الذي يفصل لبنان عن سوريا، وبلدة العقربيّة الواقعة على طريق الهرمل - طرطوس، ومحطة مياه القصير الواقعة على نهر العاصي، وقرية المصريّة الواقعة على مقربة من منطقة الهرمل. وبحسب الاتفاق الأخير، انتشرت الفرقة 11 التابعة للجيش السوري في تلك النقاط التي انسحبت منها القوات الروسية مع استمرار وجود الشرطة الروسية في بعض النقاط، من دون ان يغيّر "حزب الله" من طريقة انتشاره في تلك المنطقة ولم ينسحب من أي نقطة سبق وسيطر عليها منذ العام 2013.
يذكر أن تلك التطورات تلت الحديث الرئاسي الروسي عن ضرورة انسحاب القوات الاجنبية من سوريا، وفسرها البعض على انها دعوات غير مباشرة لايران لسحب قواتها وكذلك لـ "حزب الله" وأيضاً للقوات الأميركية المتمركزة في منطقة التنف على الحدود السورية - العراقية.
إلا أن ردّ "حزب الله" على تلك الدعوات لم يتأخر، وجاء على لسان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، عندما أعلن خلال احياء "يوم القدس العالمي" انه "لو اجتمع العالم كله ليفرض على "حزب الله" الخروج من سوريا لن ينجح في ذلك، إلاّ بطلب من قيادتها". ولم يتأخر الجانب السوري في التماهي مع نصرالله، واعلن الرئيس بشار الأسد في رده على سؤال عما إذا كان قد طلب من "حزب الله" الخروج من سوريا: "المعركة طويلة ومستمرة والحاجة لهذه القوى العسكرية ستستمر لفترة طويلة"، مما يعني أن الحديث عن انسحاب الحزب من سوريا ليس مطروحاً في المدى المنظور. | |
|