| | Date: Jun 20, 2018 | Source: جريدة الحياة | | استهداف السويداء بقذائف والنظام ينذر فصائل الجنوب | النظام ينذر فصائل الجنوب
بدت الجبهة الجنوبية السورية أمس تتجة نحو «حرب استنزاف» بين قوات النظام وفصائل المعارضة، في مؤشر إلى فشل الجهود الديبلوماسية لحسم الملف عبر صفقة.
وتسارع أمس الوضع الميداني في الجنوب بقصف متبادل بين القوات النظامية والفصائل المسلحة، فيما عاد النظام إلى إلقاء المناشير على مدينة درعاً متوعداً إياها بـ «مصير الغوطة الشرقية».
وكانت الفصائل قصفقت أمس للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، بالقذائف مدينة السويداء التي يسيطر النظام على غالبيتها، تزامن مع نشرت فصائل الجنوب بيانًا طالبت فيه سكان السويداء ذات الغالبية الدرزية بـ «ألا يكونوا طعمًا للنظام لتحقيق أهدافه في العمليات العسكرية المقبلة، ووقودًا للمشاريع الإيرانية في المنطقة». وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «استهدفت فصائل المعارضة أحياء في مدينة السويداء بقذائف صاروخية أحدثت انفجارات عنيفة صباحاً، من دون وقوع ضحايا». وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» التابعة للنظام بأن «عدداً من القذائف الصاروخية سقطت على حيي الجلاء والاستقلال في السويداء، أطلقتها التنظيمات الإرهابية المنتشرة في عدد من قرى وبلدات الريف الشرقي لمحافظة درعا ما تسبب بأضرار مادية». وأشارت الوكالة إلى مقتل طفلة وجرح مدني بجروح إثر «استهداف إرهابي تنظيم جبهة النصرة بالقذائف الصاروخية الأحياء السكنية في مدينة درعا». وأفادت بأن إرهابيي «النصرة» والمجموعات التابعة له المنتشرين في حيي درعا البلد ومخيم النازحين أطلقوا قذائف صاروخية على أحياء السحاري والمطار وشمال الخط والكاشف.
وسارعت القوات النظامية إلى الرد بقصف مواقع للمعارضة في درعا، وأشارت «سانا» إلى أن «وحدة من الجيش ردت بالأسلحة المناسبة على مصادر إطلاق القذائف وحققت إصابات مباشرة في صفوف المجموعات الإرهابية». وأفاد «المرصد السوري» بأن طائرات النظام نفذت غارات باستخدام القنابل العنقودية على قرية مسيكة شرق درعا، كما قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدات مسيكة، الغارية الغربية، بصر الحرير، ناعسة، ناحتة، أم ولد، في ريف درعا الشرقي، وتسبب القصف المدفعي على قرية عاسم شرق درعا بإصابة عائلة كاملة بجروح. وأشار «المرصد» إلى أن مقاتلات، رجح أن تكون روسية، نفذت 12 ضربة. ترافقت مع تكثيف قصف قوات النظام على أماكن في قرى وبلدات المسيكة وبصر الحرير وعاسم وناحتة والغارية الغربية والحارة وأم ولد، في منطقة اللجاة وريف درعا الشرقي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الفصائل من جانب، والقوات النظامية من جانب آخر، في أطراف بلدة المسيكة، ما أسفر عن إعطاب دبابة لقوات النظام وخسائر بشرية في صفوفها، كما استهدفت الفصائل بقذائف الهاون تمركزات لقوات النظام في منطقة لبين قرب الحدود الإدارية في السويداء.
وعلى رغم التصعيد الملحوظ، غير أن مدير «المرصد السوري» قال: إن «الضربات الجوية لا يبدو أنها مؤشر إلى بداية الهجوم الكبير الذي تحشد له القوات الحكومية والموالين لها».
وكانت مروحيات النظام ألقت مناشير على مناطق في ريف درعا صباح أمس قالت فيها: «أهلنا الكرام. اخوتكم في الغوطة الشرقية اتخذوا قرارهم وشاركوا الجيش السوري في إخراج المسلحين من بلداتهم وقراهم وعادوا إلى حياتهم الطبيعية ...أنتم الجديرون بالحياة بعيداً عن ترهيب المسلحين والمرتبطين بالخارج... الغرباء لا يريدون لنا الخير... معاً نعيد الحياة الطبيعية إلى بلداتنا وقران... معاً نصنع السلام والازدهار». وحمل عدد من المناشير صوراً من النزوح الكبير الذي شهدته الغوطة، خلال العمليات العسكرية التي شهدتها، في آذار (مارس) الماضي.
وقالت مصادر في المعارضة، إن قوات الأسد بدأت هجومًا، مساء الإثنين، على كتيبة الدفاع الجوي التابعة لبلدة مسيكة بريف درعا وسيطرت عليها بشكل سريع. لكن قائد فصيل «أحرار العشائر» أبو حاتم الخضيري، أكد إن الكتيبة كانت خالية من فصائل «الجيش السوري الحر» ومن قوات الأسد، وتعتبر منطقة فصل بين الطرفين. وأضاف أن «قوات الأسد تقدمت عليها، ودخلتها، الأمر الذي دفع الفصائل العسكرية لشن هجوم معاكس استعادت فيه جميع النقاط التي خسرتها».
وأفاد ناشطون في درعا بأن فصائل «الجيش الحر» دمرت سيارة مزودة برشاش لقوات النظام في محيط بلدة مسيكة. واشاروا إلى قصف مدفعي استهدف البلدة إلى جانب قرية صور. وتجنبت قوات النظام دخوله منطقة اللجاة عسكرياً ومحاولة الضغط عليها للاستسلام من دون قتال، بسبب وعورتها الجغرافية الصخرية، وبيئتها العشائرية، ما يجعلها حصنًا لفصائل المعارضة يتيح لها خوض معارك قد تمتد لأشهر طويلة.
استهداف السويداء بقذائف للمرة الأولى منذ 3 سنوات
بيروت - أ ف ب
استهدفت فصائل معارضة متمركزة في جنوب سورية أمس (الثلثاء) بالقذائف مدينة السويداء للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في خطوة تتزامن مع استمرار وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى المنطقة.
وتحتفظ قوات النظام السوري بسيطرتها على غالبية محافظة السويداء في جنوب سورية، فيما تلّوح بهجوم وشيك على معاقل المعارضة التي تسيطر على 70 في المئة من محافظتي درعا والقنيطرة الحدودية مع إسرائيل.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «استهدفت فصائل المعارضة أحياء في مدينة السويداء بقذائف صاروخية أحدثت انفجارات عنيفة صباحاً، من دون وقوع ضحايا»، مشيراً إلى أنها «المرة الأولى التي تتعرض فيها المدينة إلى سقوط قذائف منذ صيف العام 2015».
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بأن «عدداً من القذائف الصاروخية سقطت على حيي الجلاء والاستقلال في مدينة السويداء، أطلقتها التنظيمات المنتشرة في عدد من قرى وبلدات الريف الشرقي لمحافظة درعا، ما تسبب في أضرار مادية».
ومنذ اندلاع النزاع في سورية في العام 2011، بقيت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية إلى حد ما في منأى عن المعارك والهجمات، بينما يقتصر وجود الفصائل المعارضة على أطراف المحافظة المحاذية للريف الشرقي لمحافظة درعا المجاورة.
وتدور منذ أيام اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المعارضة في تلك المنطقة وسط استهدافات مكثفة ومتبادلة على محاور القتال، بحسب المرصد.
وتزامن استهداف مدينة السويداء مع مناشدة فصائل معارضة في جنوب سورية أهالي محافظة السويداء الثلثاء بالوقوف على الحياد. وقالت في بيان: «نهيب بأهلنا في محافظة السويداء ألا يكونوا طعماً لتحقيق أهداف النظام والمليشيات الطائفية من ايران وحزب الله التي تحاول احتلال الارض وتفريق الأهل»، داعية إياهم إلى «عدم زج أبنائهم في معركة خاسرة».
واوضح المرصد السوري أن قوات النظام تستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية الى مناطق سيطرتها في جنوب سورية، تمهيداً لبدء عملية عسكرية تستهدف مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في درعا والقنيطرة.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية الاربعاء: «ذهبنا باتجاه الجنوب ونعطي المجال للعملية السياسية، إن لم تنجح فلا خيار سوى التحرير بالقوة».
وجددت قوات النظام الثلثاء القاء مناشير تدعو السكان إلى طرد «الارهابيين من مناطقكم كما فعل اخوتكم في الغوطة الشرقية والقلمون».
على جبهة اخرى في محافظة السويداء، تستمر المعارك العنيفة بين قوات النظام وتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الذي شن منذ نحو أسبوعين هجمات مفاجئة في بادية السويداء. واحصى المرصد الثلثاء مقتل ثمانية عناصر من قوات النظام التي تمكنت من استعادة السيطرة على مواقع عدة بعد استقدامها تعزيزات من المحافظة.
| |
|